![]() |
علي مع الحق والحق مع علي
اللهم صلى على محمد وآل محمد وعجل فرجهم السلام عليك يا ابا الحسن قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : علي مع الحق ، والحق مع علي . وهو قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم : علي مع القرآن والقرآن مع علي ، لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض . علي مع الحق : وهو قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم : علي مع الحق ، والحق مع علي . فقد أخرج الهيثمي في مجمع الزوائد - في حديث - أن علي بن أبي طالب مر ، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : الحق مع ذا ، الحق مع ذا . وعن حذيفة أنه قال : انظروا إلى الفرقة التي تدعو إلى أمر علي فالزموها ، فإنها على الهدى . وأخرج الحاكم عن علي عليه السلام ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : اللهم أدر الحق معه حيث دار . قال الفخر الرازي : ومن اقتدى في دينه بعلي بن أبي طالب فقد اهتدى ، والدليل عليه قوله عليه السلام : اللهم أدر الحق مع علي حيث دار . وعليه ، فمن كان مع الحق والحق معه ، فهو المتعين للاتباع دون غيره ، كما قال جل وعلا ( أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا أن يهدى فما لكم كيف تحكمون ) . (خاص بمواقع الميزان ) علي مع القرآن : وهو قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم : علي مع القرآن والقرآن مع علي ، لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض . وقد وردت أحاديث كثيرة تدل أيضا على أنه عليه السلام مع الحق والقرآن وأنهما معه : منها : قوله صلى الله عليه وآله وسلم : من أطاعني فقد أطاع الله ، ومن عصاني فقد عصى الله ، ومن أطاع عليا فقد أطاعني، ومن عصى عليا فقد عصاني . وذلك لأن أمير المؤمنين عليه السلام مع الحق ، والنبي صلى الله عليه وآله وسلم كذلك ، فمن أطاعه فقد أطاع النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، ومن عصاه فقد عصى النبي صلى الله عليه وآله وسلم . ومنها : قوله صلى الله عليه وآله وسلم لعلي عليه السلام : أنت تبين لأمتي ما اختلفوا فيه من بعدي . ولا يكون مبينا لهم ما اختلفوا فيه ، إلا إذا كان مع الحق ، فيكون قوله رافعا للاختلاف . ومنها : قوله صلى الله عليه وآله وسلم : يا علي من فارقني فقد فارق الله ، ومن فارقك يا علي فقد فارقني . وذلك لأن من فارق عليا عليه السلام فقد فارق الحق ، فيكون حينئذ مفارقا للنبي صلى الله عليه وآله وسلم . ومنها : قوله صلى الله عليه وآله وسلم : من يريد أن يحيى حياتي ، ويموت موتي ، ويسكن جنة الخلد التي وعدني ربي ، فليتول علي بن أبي طالب ، فإنه لن يخرجكم من هدى ، ولن يدخلكم في ضلالة . وهذه الأحاديث وغيرها تدل على أنه عليه السلام هو الإمام المفترض الطاعة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، لأن من بايع غيره واتبع سواه فقد فارقه ، ومن فارقه فارق الحق كما مر في الأحاديث المتقدمة . (خاص بمواقع الميزان ) نصوص صريحة قد يلتبس الأمر على بعضهم فيقول : إن مسألة الخلافة التي هي من أهم المسائل تتطلب أن ينص على الخليفة الحق بنصوص صريحة واضحة لا تحتاج إلى تأويل وشرح وبيان وما شاكل ذلك ، فأين هذه النصوص الدالة على خلافة علي عليه السلام ؟ وتحرير الجواب عن ذلك يتحقق بأمور : 1 - أن النصوص الصريحة الدالة على خلافة أمير المؤمنين عليه السلام بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بلا فصل ، رواها الشيعة بطرق كثيرة جدا ، تفوق حد الحصر ، وهي مبثوثة في كتب الأحاديث المعتبرة عند الشيعة الإمامية ، وقد رواها الثقات عن أئمة أهل البيت عليهم السلام وعن غيرهم ، وفيها غنى وكفاية ، إلا أن أهل السنة يردونها ويحكمون عليها بأنها مكذوبة ، لمخالفتها لأحاديثهم ، فلذا رأينا أن نحتج عليهم بما في كتبهم لا بما في كتب الشيعة . 2 - أن النصوص الصريحة مروية أيضا في كتب أهل السنة ، إلا أن علماءهم ردوا تلك الأحاديث إما بأنها منكرة ، فلا تكون حجة ، أو اتهموا راويها بالتشيع والرفض ، فأسقطوا كل مروياته عن الاعتبار . فإذا كان الحديث الدال على خلافة أمير المؤمنين عليه السلام أو أفضليته حديثا منكرا عندهم ، وراويه إما أن يكون كذابا أو شيعيا أو رافضيا ، فلا غرابة حينئذ في أن لا يسلم حديث واحد يدل على خلافة أمير المؤمنين عليه السلام ؟ 3 - مع كل ذلك فقد روى أهل السنة نصوصا واضحة صريحة تدل على خلافة أمير المؤمنين عليه السلام وأفضليته : منها : ما أخرجه الحاكم في المستدرك أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه ليس بعدي نبي ، إنه لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي . وعند البوصيري عن أبي يعلى ، أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال : إنه لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفة من بعدي . ومنها : ما أخرجه الحاكم وأبو نعيم والخطيب البغدادي والهيثمي وغيرهم أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : أنا سيد ولد آدم ، وعلي سيد العرب . ومنها : ما أخرجه الحاكم في المستدرك وصححه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : أوحي إلي في علي ثلاث : أنه سيد المسلمين ، وإمام المتقين ، وقائد الغر المحجلين . ومنها : ما أخرجه ابن المغازلي في مناقب أمير المؤمنين عليه السلام أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : من ناصب عليا الخلافة بعدي فهو كافر ، وقد حارب الله ورسوله ، ومن شك في علي فهو كافر . ومنها : ما أخرجه ابن كثير في البداية والنهاية عن ابن مسعود قال : كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ليلة وفد الجن ، قال : فتنفس فقلت : ما شأنك يا رسول الله ؟ قال : نعيت إلي نفسي . قلت : فاستخلف . قال : من ؟ قلت : أبا بكر . قال : فسكت ثم مضى ثم تنفس . قلت : ما شأنك يا رسول الله ؟ قال : نعيت إلي نفسي يا ابن مسعود . قلت : فاستخلف . قال : من ؟ قلت : عمر . فسكت ثم مضى ساعة ثم تنفس . قال : فقلت : ما شأنك يا رسول الله ؟ قال : نعيت إلي نفسي يا ابن مسعود . قلت : فاستخلف . قال : من ؟ قلت : علي بن أبي طالب . قال : أما والذي نفسي بيده ، لئن أطاعوه ليدخلن الجنة أجمعين أكتعين . ومنها : ما أخرجه ابن عساكر عن بريدة الأسلمي ، قال : أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نسلم على علي بأمير المؤمنين . ومنها : ما أخرجه الترمذي والحاكم وأبو نعيم والخطيب البغدادي عن أنس بن مالك ، قال : كان عند النبي صلى الله عليه وسلم طير ، فقال : اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي هذا الطير . فجاء علي فأكل معه . (خاص بمواقع الميزان ) ومنها : ما أخرجه الطبراني في المعجم الكبير عن أبي ذر وسلمان قالا : أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيد علي فقال : هذا أول من آمن بي ، وهذا أول من يصافحني يوم القيامة ، وهذا الصديق الأكبر ، وهذا فاروق هذه الأمة ، يفرق بين الحق والباطل ، وهذا يعسوب المؤمنين ، والمال يعسوب المنافقين . شبهة وجوابها : قد يقال : إنا إذا أخذنا بهذه الأحاديث فلازم ذلك أن تخطئ كل الصحابة ونفسقهم ، وهذا لا يصح . والجواب : 1 - أنا قد أوضحنا فيما تقدم أن صحابة النبي صلى الله عليه وآله وسلم منهم من لم يبايع أبا بكر ، ومنهم من أكره على البيعة ، منهم من لم يكن راضيا لكنه لا يستطيع أن ينكر على من تولوها في شئ ، ومنهم من رأى أن صلاح أمر المسلمين في ترك الخلاف ، ومنهم من شايع وبايع . وهؤلاء منهم المعذور عند الله بلا شك ولا ارتياب . وعليه فالأخذ بتلك النصوص الدالة على خلافة أمير المؤمنين عليه السلام لا يستلزم تفسيق كل صحابة النبي صلى الله عليه وآله وسلم كما هو واضح . 2 - أنا لو سلمنا أن الأخذ بتلك النصوص يستلزم تفسيق كل الصحابة ، فهذا لا يوجب ترك النصوص الصحيحة الثابتة ، وذلك لأن الحجة إنما ثبتت لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، ولا حجة لقول أو فعل شخص غيره ، ولا سيما إذا عارض الأحاديث الثابتة . 3 - أن الأحاديث الصحيحة دلت على أن الأمة ستغدر بعلي عليه السلام بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وما ذلك الغدر إلا إقصاؤه عليه السلام عن منصبه الذي أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم به ونص به عليه . ومن تلك الأحاديث ما رواه الحاكم في المستدرك ، وابن حجر في المطالب العالية ، والبوصيري في مختصر الإتحاف وغيرهم ، عن علي عليه السلام أنه قال : إن مما عهد إلي النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن الأمة ستغدر بي بعده . وعنه عليه السلام قال : والله إنه لعهد النبي صلى الله عليه وسلم : إنهم سيغدرون بك من بعدي . وأخرج الهيثمي وابن حجر والبوصيري عن علي عليه السلام - في حديث - أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أجهش باكيا ، قال : قلت : يا رسول الله ما يبكيك ؟ قال : ضغائن في صدور أقوام لا يبدونها لك إلا من بعدي . . . فإذا عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأمير المؤمنين عليه السلام بذلك فلا وجه لتبرئة من حكم النبي صلى الله عليه وآله وسلم عليه بالغدر . خلاصة البحث : والخلاصة أن خلافة أبي بكر لم تكن منصوصا عليها كما اعترف به علماء أهل السنة ، ودلت عليه الأحاديث الصحيحة ، وكذلك لم تكن بالإجماع كما أوضحناه فيما مر ، ولم تدل على صحتها أحاديث صحيحة ، والنصوص التي تمسكوا بها مع التسليم بصحتها لا تدل على الخلافة . (خاص بمواقع الميزان ) ثم إنها لم تكن بالشورى ، لأنها كانت فلتة كما نص عليه عمر في حديث السقيفة ، ولم تكن ببيعة أهل الحل والعقد ، لأن عامة المهاجرين لم يكونوا في السقيفة ، ومن بايع بعد ذلك كان إما عن اجتهاد لا يكون ملزما لغيره ، وإما عن إكراه ، وإما عن ضغن لعلي عليه السلام ، وإما لغير ذلك مما لا يكون حجة على أحد من الناس . ومن ذلك كله يتضح أنه لا يوجد مصحح معتبر لخلافة أبي بكر ، والله العالم بحقائق الأمور . ( لقد جاءك الحق من ربك فلا تكونن من الممترين ) يونس : 94 . |
وفقكم الله وجزاكم خير الجزاء
|
.........والخلاصة أن خلافة أبي بكر لم تكن منصوصا عليها كما اعترف به علماء أهل السنة ، ودلت عليه الأحاديث الصحيحة ........... بل كانت فلتة من فلتات الجاهلية والعائد إلى مثلها وجب عليه القتل .. هذا حكم عمر أسس وكان يجب عليه أن ينتحر ويقتل صاحبه قبل ذلك ..؟ ولكن كانت دعوته موجّه لقتل عليّ "ع" لو ولي الخلافة .. ولكن أمر الله هو الغالب ..
مشكورة ألأخت على هذا الإجمال المميز ودمت موفقة . والسلام في البدء والختام أبو مرتضى عليّ |
يسلموا أخواني على مروركم الكريم اللهم بحق الزهراء أقضي حوائجهم وثبتهم على ولاية أمير المؤمنين موفقين في خدمة آل محمد |
(عن سلمان الفارسي : إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : ( أنا مدينة العلم وعلي بابها ) فلما سمع الخوارج بذلك حسدوا عليا على ذلك ، فاجتمع عشرة نفر من الخوارج ، وقالوا : يسأل كل واحد عليا مسألة واحدة لننظر كيف يجيبنا فيها ، فإن أجاب كل واحد منا جوابا واحدا علمنا أنه لا علم له .
فجاء واحد منهم وقال : يا علي ! العلم أفضل أم المال ؟ فأجاب عليه السلام : إن العلم أفضل ، فقال له : بأي دليل ؟ فقال : لأن العلم ميراث الأنبياء والمال ميراث قارون وهامان وفرعون . فذهب الرجل إلى أصحابه بهذا الجواب فأعلمهم ، فنهض آخر منهم وسأله كما سأل الأول فقال : يا علي ! العلم أفضل أم المال ؟ فقال عليه السلام : العلم ، فقال ، بأي دليل ؟ فقال : (لأن المال تحرسه ، والعلم يحرسك) ، فرجع إلى أصحابه فأخبرهم ، فقالوا : صدق علي ، فنهض الثالث ، وقال : يا علي ! العلم أفضل أم المال ؟ قال عليه السلام : العلم ، فقال : بأي دليل ؟ فقال : (لأن لصاحب المال أعداء كثيرة ، ولصاحب العلم أصدقاء كثيرة) ، فرجع إلى أصحابه فأخبرهم ، فنهض الرابع ، وقال : يا علي ! العلم أفضل أم المال ؟ قال عليه السلام : العلم ، قال : بأي دليل ؟ قال : (لأن المال إذا تصرفت فيه ينقص ، والعلم إذا تصرفت فيه يزيد) ، فرجع إلى أصحابه وأخبرهم بذلك ، فقام الخامس ، وقال : يا علي ! العلم أفضل أم المال ؟ فقال عليه السلام : بل العلم أفضل ، فقال بأي دليل ؟ فقال : (لأن صاحب المال يدعى باسم البخل واللوم ، وصاحب العلم يدعى باسم الإكرام والإعظام) ، فرجع إلى أصحابه وأعلمهم بذلك . فنهض السادس ، وقال : يا علي ! العلم أفضل أم المال ؟ فقال عليه السلام : بل العلم أفضل ، فقال : بأي دليل ؟ فقال : (لأن المال يخشى عليه من السارق ، والعلم لا يخشى )، فذهب إلى أصحابه وأعلمهم بذلك ، فنهض السابع ، وقال : يا علي ! العلم أفضل أم المال ؟ قال عليه السلام : العلم أفضل ، قال : بأي دليل ؟ قال : (لأن المال يدرس بطول المدة ومرور الزمان ، والعلم لا يندرس ولا يبلى) ، فرجع إلى أصحابه وأخبرهم بذلك . ( وأما الثامن فساقط من الأصل ) فنهض التاسع ، وقال : يا علي ! العلم أفضل أم المال ؟ قال : بل العلم ، قال : بأي دليل ؟ قال : (لان المال يقسي القلب ، والعلم ينور القلب) ، فرجع إلى أصحابه فأخبرهم بذلك . فقام العاشر ، وقال : يا علي ! العلم أفضل أم › المال ؟ قال عليه السلام : العلم ، قال : بأي دليل ؟ قال : (لأن صاحب المال يتكبر ويتعظم بنفسه ، وصاحب العلم خاضع ذليل مسكين) ، فرجع إلى أصحابه وأخبرهم بذلك ، فقالوا : صدق الله ورسوله ، ولا شك أن عليا باب العلوم كلها . فعند ذلك قال علي عليه السلام : (والله لو سألني الخلق كلهم ما دمت حيا لم أتبرم ، ولأجبت كل واحد منهم بجواب غير جواب الاخر إلى آخر الدهر). بارك الله فيكي " منتظرة المهدي " خادمة العباس,, تسألكم الدعاء.. |
|
[size="6"]بارك الله بكِ أختي العزيزة منتظرة المهدي أشكر جهودكِ الكريمة في ميزان أعمالك بحق علي أن شاء الله [/SIZ:DE] |
|
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وآل محمد «ما لقي أحد في هذه الامة ما لقيت» الإمام علي (ع) لم يلق عظيم في التاريخ البشري، ما لاقاه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) من ظلم و أثرة، في حياته و بعد موته. فإذا كان قد عانى الكثير في حياته المليئة بالمآثر و الأمجاد، فإن الظلم قد لاحقه بعد موته، فحرم من أبسط الحقوق و هي: كتابة تاريخه بإنصاف و صدق و لفترة طويلة. فبعد رحيل الإمام إلى الرفيق الأعلى، اخضعت أجيال الامة الاسلامية، لعملية مسح دماغي، ليس لها مثيل، كي تنسى عليا (ع) و دوره الإيجابي العظيم في دفع حركة الاسلام التاريخية نحو العزة و المجد، أو لتأخذه في إطار مشوه ممسوخ. و حسبك ان المنابرـ و هي أعظم الأجهزة التربوية و الاعلامية لدى المسلمين آنذاكـ قد سخرت لعشرات من السنين في النيل من علي (ع) و تشويه تأريخه الفذ، حقدا على الاسلام، و انتقاما لقتلى المشركين و هزيمتهم بمعركة بدر. فكانت خطبة الجمعة في العهد الأموي تفتتح بشتم الإمام علي (ع) بكلمات يأبى التاريخ أن تسطر على صفحاته ، و كانت تدعو و تشجع على ذلك العمل القبيح المنافي للاسلام و للذوق: قوى و أجهزة حكم و رواة و محدثون مأجورون و مؤرخون للسلاطين، محاولين بذلك طمس معالم تاريخ الإمام علي المشرق الوضاء. و كان من شروط التعيين في أي منصب حكومي في المركز أو في الولايات أن يكون الشخص المعين مبغضا لعلي بن أبي طالب (ع) ناصبا له العداء. ذكر ابن الأثير في حوادث عام (41 ه) ان المغيرة بن شعبة عند ما أصبح واليا على الكوفة في زمن معاوية بن أبي سفيان عين على بلاد الري واليا من قبله يدعى كثير ابن شهاب«و كان يكثر سب علي على منبر الري». أما ذكر علي (ع) بخير و الحديث عن فضائله (ع) فإنه كان يجري في غاية السرية، و من ابلغ عنه انه يتحدث بفضائله يعاقب بأقسى العقوبات و أشدها: ذكر الطبري في تأريخهـ ضمن حديثه عن ولاية المغيرة بن شعبة على الكوفةـ ، أنه بلغه أن صعصعة بن صوحان كان يتحدث بفضائل علي (ع) و ينتقد سياسة عثمان بن عفان، فأرسل إليه المغيرة و قال: «إياك أن يبلغني عنك أنك تعيب عثمان بن عفان عند أحد من الناس، و إياك أن يبلغني عنك انك تظهر شيئا من فضل علي علانية، فإنك لست بذاكر من فضل علي شيئا أجهله، بل أنا أعلم بذلك، و لكن هذا السلطانـ أي معاويةـ قد ظهر، فإن كنت ذاكرا فضله، فاذكره بينك و بين أصحابك و في منازلكم سرا، و أما علانية في المسجد، فان هذا لا يحتمله الخليفة و لا يعذرنا به» و على الرغم من كل ذلك فقد جاءت الأحاديث النبوية الشريفة التي حفظتها السنن و الرواة خلافا لما دعا إليه خلفاء الجور و إعلامهم، و إليكم جملة منها: «أخرج الطبراني بسند صحيح عن ام سلمة عن رسول الله (ص) قال: من أحب عليا فقد أحبني، و من أحبني فقد أحب الله، و من أبغض عليا فقد أبغضني، و من أبغضني فقد أبغض الله. و أخرج أحمد و الحاكم و صححه عن ام سلمة: سمعت رسول الله (ص) يقول: من سب عليا فقد سبني» و أخرج الخطيب البغدادي في تأريخه الكبير و الجويني الشافعي في فرائد السمطين بسندهما عن النبي (ص) قوله: «علي مع الحق، و الحق مع علي، و لن يفترقا حتى يردا علي الحوض يوم القيامة» و أخرج الديلمي عن ابن عمر و المتقي الهندي و المحب الطبري بإسنادهما عن عمر ابن الخطاب عن رسول الله (ص) : لو أن السماوات و الأرض موضوعتان في كفة، و إيمان علي في كفة لرجح إيمان علي» و أخرج الترمذي عن أبي سعيد الخدري قال: «كنا نعرف المنافقين ببغضهم عليا» و أخرج الطبراني و الحاكم عن ابن مسعود (رض) ، و أخرجه الطبراني و الحاكم من حديث عمران بن حصين أيضا، و أخرجه ابن عساكر من حديث أبي بكر الصديق، و عثمان بن عفان، و معاذ بن جبل، و أنس، و ثوبان، و جابر بن عبد الله و عائشة، قالوا: قال رسول الله (ص) : «النظر إلى علي عبادة» بيد ان تاريخ الإمام علي (ع) على الرغم من أنه قد عرض لذلك اللون المخجل من الطمس و التزوير و التجهيل، فان أحداـ كائنا من كانـ ليس بمقدوره أن يطمس معالمه الأساسية، لارتباطها العضوي بالاسلام الحنيف و مجده، فحبل الكذب قصير (و لا يحيق المكر السيئ إلا بأهله). كيفما نتكلم عن الامام علي فلم نستطيع ان نصل الى شجاعته وكرمه واسلامه وسخاه وعطفه وووو ماذه نقول انه اسد الله . نسئلكم الدعاء |
الساعة الآن »03:26 AM. |