![]() |
البكاء على النفس
البكاء على النفس
-------------------------------------------------------------------------------- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته من الأمور التي حثّ عليها شرع الإسلام المقدس أن يبكي الإنسان على نفسه. ولاشك أننا سنبكي جميعاً على أنفسنا فيما لو أدركنا واقعنا. فنحن في الحقيقة في غفلة عن حالنا. لقد خلق الله الإنسان لأجل هدف محدد، وهو يتحمل المسؤولية، وعليه أن لا يقضي حياته وعمره في غفلة عن ذلك الهدف وتلك المسؤولية. إن ما تسمعونه من أن أئمتنا الأطهار (عليهم السلام) كانوا يبكون، مع أنهم أهل الصلاة والعبادة، عليهم السلام) كانوا يبكون، مع أنهم أهل الصلاة والعبادة، وأهل العرفان والبصيرة، ولم يكن يخفى عليهم شيء من المعارف الإلهية، إنما كان بسبب عرفانهم وإدراكهم للواقع. أئمتنا (عليهم السلام) ــ مع ما هم عليه ــ يبكون! فمن أجل أي شيء، ولماذا؟ وبالطبع، إن عدم البكاء يعدّ تقصيراً عند من وصل إلى تلك المقامات. أما بالنسبة لنا، فالأمر ليس كذلك. نحن ننشغل في تأمين مستلزمات الحياة من طعام وشراب وترفيه وغيرها، ومع أن طلب هذه المباحات لا إشكال فيه، وقد يصبح مرجحاً في بعض الحالات بالنسبة لأمثالنا، إلا أن من وصل إلى تلك المقامات من القرب الإلهي سيكون صعباً عليه جداً أن يصرف لحظة واحدة من حياته في غفلة، حتى ولو كانت لتأمين متطلبات الحياة الضرورية. وهو لأجل ذلك يبكي : يبكي لأجل تلك اللحظة. أنا وأنتم ــ طبعاً ــ لا ندرك حقيقة هذا البكاء، ولذلك نتعجب كيف تكون لحظة واحدة من الغفلة سبباً لكل هذا البكاء!!.. أجل، فهم يرون ما وراء الحجاب، أما نحن فمحجوبون عن الرؤية.. يوم الحسرة والندامة يقول الله تعالى في إشارة إلى يوم القيام: {وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي الأمر}... إن كل لحظة واقعية، والتي قد تكون أقل من ثانية واحدة، تصنع لكم الدرجات العليا في الآخرة، ولكنكم يوم القيامة سترون كيف أن آلاف ملايين اللحظات قد ضاعت في الدنيا مقابل لا شيء، أفلا يورث هذا الأمر ندماً؟! يوم الحسرة هو هذا؛ حيث ترون أن قسماً من لحظات عمركم قد صُرفت في مسيرة البعد عن الهدف والبعد عن الله تعالى. ولهذا، فإن البكاء على النفس من خير الأعمال. بكاء الإنسان على العاقبة بعد الموت ويوم القيامة، هذا اليوم الذي قد يكون عذابه أشد بكثير من عذاب القبر وآلامه، هذا البكاء هو من الأعمال الصالحة... فهل عسانا، ونحن نرى الموت من حولنا، ونستطيع أن نتصور ظلمات القبر ووحدته، أن نستيقظ قبل فوات الأوان؟! نحن الآن نعيش بين الأصدقاء والأحباء، وننعم بملذات الدنيا وسعاداتها، ولكن سيأتي زمان، من الممكن أن يكون بعد ساعة واحد أو سنة أو عشرين سنة، نفقد فيه كل أعزائنا وملذاتنا، ونبقى في وحدتنا تحت التراب. في ذلك الحين، ستكون تلك الغربة وذلك البعد عما اعتاد عليه الإنسان طيلة حياته من أصعب الأمور، خاصة عندما يرى جميع أعماله في الدنيا حاضرة ومحيطة به، ويعلم أن سؤال منكر ونكير حق، كما نقرأ في زيارة آل يس. يوم القيامة الذي قد يبدو لنا، بمنظارنا الدنيوي صعباً، هو في الواقع أصعب بالآلاف المرات مما نتصوره، ولكن بما أنه بعيد عن أنظارنا في الوقت الحاضر، فإننا لن ندرك قيمة البكاء على هذه المسائل، ولن نعرف فطاعة يوم الحسرة . أنتم تحبون البكاء على أنفسكم، ولكنكم تتركون هذا خجلاً. والله يأمرنا أن لا نترك هذا الأمر حياء. إن كنتم تحبون العبادة تعبّدوا. ولا يقولن أحدكم إنني إذا صليب ركعتين سيقول الآخرون عني: هذا مراء! فليقولوا ذلك وليرتكبوا هم الخطأ، ولكن لا ينبغي أن تتركوا هذا العمل بسبب الناس. أحاديث النور عن الإمام علي (عليه السلام) قال: "طوبى لصورة نظر الله إليها تبكي على ذنب من خشية الله عز وجل، لم يطلع على ذلك الذنب غيره". الرسول (صلى الله عليه وآله) / البحار، ج93، ص331 "كل عين باكية يوم القيامة غير ثلاث: عين سهرت في سبيل الله، وعين فاضت من خشية الله، وعين غضَت عن محارم الله". الإمام الباقر (عليه السلام) / البحار، ج7، ص195 "ما من قطرة أحب إلى الله عز وجل من قطرتين: قطرة دم في سبيل الله، وقطرة دمعة في سواد الليل لا يريد بها عبد إلا الله عز وجل". الإمام زين العابدين (عليه السلام) / البحار، ج69، ص378 "البكاء من خشية الله ينير القلب، ويعصهم من معاودة الذنب". أمير المؤمنين (عليه السلام) / غرر الحكم "سبعة في ظل عرش الله عز وجلَ يوم لا ظلَ إلا ظله: ................. ورجل ذكر الله عز وجل خالياً ففاضت عيناه من خشية الله". الرسول (صلى الله عليه وآله) / البحار، ج84، ص2 "بكاء العيون وخشية القلوب من رحمة الله تعالى ذكره، فإذا وجدتموها فاغتنموا الدعاء". أمير المؤمنين (عليه السلام) / البحار، ج93، ص336 |
بسم الله الرحمن الرحيم .. الحمدالله رب العالمين والصلاة على محمد واله الطاهرين واللعن الدائم على اعدائهم اجمعين ... أخي الكريم التائب الفقير ... كلامكم جعل قلوبنا تبكي قبل أعيننا .. نعم الحسرة والندم في تلك اللحظات العصييبة أشد ألما على النفس من العذاب الجسدي والعضوي .. هل تعلم اخي الكريم أنه من نعم الله تعالى علينا أن نستشعر هذه الحسرة ألآن في حياتنا قبل مماتنا, وهذا بالطبع مايدفعنا الى العمل والاخلاص وترك العجب والمراءاة , وكلام الناس .. أما قلة البكاء أخي فأحيانا يكون من قسوة القلوب وماتقسى القلوب إلا من كثرة الذنوب .... كان الله في عوننا , ونسأل الله تعالى أن يسدننا ويوفقنا إلى مايحب ويرضى ... أحسنتم .. موضوع جميل وروحاني ويجعلنا نقف ونفكر أين وصلنا في سلوكنا الى الله عزوجل .. أجركم على الزهرة ام الحسن صلوات الله عليهم ... |
اللهم صلى على محمد وآل محمد وعجل فرجهم إلهي وأعني بالبكاء على نفسي فقد أفنيت بالتسويف والآمال عمري وقد نزلت منزلة الآيسين من خيري ............ وما لي لا أبكي ولا أدري إلى ما يكون مصيري ورأى نفسي تخادعني و أيامي تخاتلني وقد خفقت عند رأسي أجنحة الموت . فما لي لا أبكي أبكي لخروج نفسي ،، أبكي لظلمة قبري ،، أبكي لضيق لحدي ،،، أبكي لسؤال منكر ونكير إياي ،، أبكي لخروجي من قبري عريانا ذليلا حاملا ثقلي على ظهري .. http://www.arb-up.com/files/arb-up-2008-6/qKE05426.gif |
الساعة الآن »04:43 AM. |