منتديات موقع الميزان

منتديات موقع الميزان (http://www.mezan.net/vb/index.php)
-   ميزان مصباح الهدى وسفينة النجاة ( عاشوراء ) (http://www.mezan.net/vb/forumdisplay.php?f=116)
-   -   زينب (عليها السلام) تشق جبينها (http://www.mezan.net/vb/showthread.php?t=7349)

خادمة المرتضى 26-Dec-2008 03:59 AM

زينب (عليها السلام) تشق جبينها
 
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين
ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

(((ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب)))

التطبيرمن الشعائرالحسينية وهو لبس الأكفان وحلق الرأس في صبيحة اليوم العاشر من محرم الحرام يوم استشهاد أبي الأحرار أبي عبد الله الحسين (عليه السلام)، إذ يضرب المتطبر رأسه بالسيف وينزل الدم من رأسه...

قد يتسائل البعض ان كان جائز ام لا؟

نعم.. التطبير جائز في الشريعة الإسلامية بل هو عمل مستحب بل أفتى بعض العلماء بوجوبه العيني وبعضهم بوجوبه الكفائي..

اما المحارب للتطبير وغيره من الشعائر الحسينية لا يخلو من أمرين:
إما جاهل مغرور أو طامع معادي يهدف إلى تمزيق وحدة أبناء المذهب
وقد قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) :
قصم ظهري رجلان جاهل متنسك وعالم متهتك

--- فلسفة التطبير:
(لبس الاكفان وحلق الرؤس ، ضرب الرأس بالسيف والمناداة بحيدر)
عرف منذ القدم عند العرب وخصوصاً في العصر الإسلامي ان حلق الرأس ولبس الكفن يرمز إلى الاستعداد والمبايعة على الموت... اننا نعلم من خلال الروايات عن أهل البيت (عليهم السلام) ان أمام العصر والزمان الحجة القائم (عجل الله تعالى فرجه وسهل مخرجه وجعلنا من انصاره) يظهر في يوم العاشر من محرم الحرام ، ومن هنا كان المتطبر عندما يحلق راسه ويرتدي الكفن في يوم العاشر من محرم الحرام يشير إلى البيعة على الموت لإمام العصر والزمان اما المفردة الثانية وهي ضرب الرأس بالسيف والمناداة بحيدر فتشير بجنب البيعة على الموت مع الإمام إلى انني ابايعك يا سيدي ومولاي يا صاحب الزمان على الاخذ بالثأر معك ممن اغتصب حق جدك الكرار (عليه السلام) وان القوم قد بدا منهم ما بدا وتجرؤا ما تجرؤا منذ نادى جبرائيل تهدمت والله أركان الهدى ، ولذا ترى المتطبر ينادي حيدر حيدر في حين انه في يوم العاشر من محرم الحرام ، وإن المتطبر يشير في مجمل ذلك إلى انه يبايع كما بايع اصحاب الحسين الشهيد (عليه السلام) وهل هناك بيعة اصدق من بيعتهم (رضوان الله تعالى عليهم)....

--- الأن، قد يقول البعض هذه مجرد فلسفة لمعنى التطبير لكن هل هناك رواية عن اهل البيت انهم قد شقوا رؤوسهم حزناً على الحسين (عليه السلام) كما يحصل في مواكب التطبير؟؟؟
الجواب: نعم

أن زينب الكبرى (عليها صلوات الله وسلامه) لما رأت في الكوفة رأس أخيها على رأس رمح نطحت جبينها بمقدم المحمل حتى سال دمها.

لا تـــــلم يـا سائلاً عن شقّ رأس العاشقين **** أصدرت فتواه زينب مذ رأت رأس الحسين

قال العلامة المجلسي (قدس سره) في البحار:
<البحار ج 45. تاريخ الحسين بن علي (عليهما السلام) باب الوقائع المتأخرة عن قتله (عليه السلام) ص 114 ص 115>

رأيت في بعض الكتب المعتبرة روى مرسلاً عن مسلم الجصاص قال:

دعاني ابن زياد لإصلاح دار الإمارة بالكوفة فبينما أنا أجصص الأبواب وإذا أنا بالزعقات قد ارتفعت من جنبات الكوفة فأقبلت على خادم كان معنا
فقلت: مالي أرى الكوفة تضج؟
قال: الساعة أتوا برأس خارجي خرج على يزيد
فقلت: من هذا الخارجي؟
فقال: الحسين بن علي (عليهما السلام)
قال: فتركت الخادم حتى خرج ولطمت وجهي حتى خشيت على عيني أن يذهب (بصرها) وغسلت يدي من الجص وخرجت من ظهر القصر وأتيت إلى الناس فبينما أنا واقف والناس يتوقعون وصول السبايا والرؤوس إذ أقبلت نحو أربعين شقة تحمل على أربعين جملاً فيها الحرم والنساء وأولاد فاطمة (عليها السلام) وإذ بعلي بن الحسين (عليهما السلام) على بعير بغير وطاء وأوداجه تشخب دماً وهو مع ذلك يبكي ويقول:

يا أمة السوء لا سقياً لربعكم *** يا أمة لم تراع جدنا فينا

لو أننا ورسول الله يجمعنا *** يوم القيامة ما كنت تقولينا

تسيرونا على الأقتاب عارية *** كأننا لم نشيد فيكمو دينا

... حتى قال:

أليس جدي رسول الله ويلكمو *** أهدى البرية من سبل المضلينا

يا وقعة الطف قد أورثتني حزناً *** والله يهتك أستار المسيئينا

قال: وصار أهل الكوفة يناولون الأطفال الذين على المحامل بعض التمر والخبز والجوز
فصاحت بهم أم كلثوم وقالت: يا أهل الكوفة إن الصدقة علينا حرام وصارت تأخذ ذلك من أيدي الأطفال وأفواههم وترمي به الأرض قال كل ذلك والناس يبكون على ما أصابهم..

ثم أن أم كلثوم أطلعت رأسها من المحمل
وقالت لهم: صه! يا أهل الكوفة تقتلنا رجالكم وتبكينا نساؤكم؟ فالحكم بيننا وبينكم الله يوم فصل القضاء فبينما هي تخاطبهن إذا بضجة قد ارتفعت فإذا هم أتوا بالرؤوس يتقدمهم رأس الحسين (عليه السلام) وهو رأس زهري قمري أشبه الخلق برسول الله (صلى الله عليه وآله) ولحيته كسواد السّبح قد انتصل منها الخضاب ووجهه دائرة قمر طالع والرمح تلعب بها يميناً وشمالاً (فالتفتت زينب فرأت رأس أخيها فنطحت جبينها بمقدم المحمل حتى رأينا الدم يخرج من تحت قناعها وأومأت إليه بحرقة وجعلت
تقول:

يـا هـلالاً لما استتـم كمـالا *** غـاله خسفه فأبدا غروبـا

مـا توهمت يا شقيق فـؤادي *** كـان هـذه مقدّرا مكتوبـا

يـا أخي فاطم الصغيرة كلمهـا *** فقد كـاد قلبها أن يذوبـا

يـا أخي قلبـك الشفيق علينـا *** ماله قد مشى وصار صليبا؟

يا أخي لو ترى علياً لدى الأسر*** مـع اليتم لا يطيق وجوبا

كـلما أوجعوه بـالضرب ناداك *** بذلّ يغيـض دمعاً سكوبـا

يـا أخـي ضمّه إليـك وقربّه *** وسـكّن فـؤاده المـرعوبـا

مـا أذلّ اليـتم حـين يـنادي *** بـأبيه ولا يـراه مجيـبـا.......

وقد روى هذه الحادثة أيضاً في العوالم والسيد عبد الله شبر (قدس سره) في جلاء العيون الجزء الثاني صفحة (238)، وفخر الدين الطريحي في المنتخب الجزء الثاني المجلس العاشر الصفحة (478)، وقد صحح هذا الخبر شيخ الشريعة الأصفهاني (قدس سره) مع جملة من الأخبار الواردة بشأن عزاء سيد الشهداء وإظهار الجزع وإيلام النفس حسرة على ما دهاه

ومن موقف عقيلة الطالبيين هذا يستفاد جواز إسالة الدم أو إظهار الجزع على المولى سيد الشهداء وذلك لأمرين:

---- الأول: إن هذا الموقف حصل في محضر الإمام المعصوم علي بن الحسين (عليهما السلام) ونال تقريره وكان في وسع الإمام (عليه السلام) أن ينهاها عن هذه العملية لو كان فيها حضر شرعي، ولكنه لم ينهها، وعدم نهيه دليل موافقته، وقد ثبت في محله من علم الأصول إن تقرير الإمام المعصوم حجة شرعية

---- الثاني: نفس العقيلة الكبرى (عليها صلوات المصلين) تحظى بمقام العصمة الصغرى، وهو مقام معنوي رفيع يبعد عنها احتمال الإقدام على عمل لم تحرز جوازه الشرعي، وقد شهد لها بهذا المقام السامي الرفيع عدة كبيرة من الأعيان والأعلام فضلاً عن شهادة الإمام المعصوم (عليه السلام) وكفى بتعريف الإمام زين العابدين لها بقوله (عليه السلام):
(أنت بحمد الله عالمة غير معلمة وفهمة غير مفهّمه)

يريد أن مادة علمها (عليها السلام) من سنخ ما منح به رجالات بيت النبوة ومعدن العلم وأهل بيت الوحي، فعلومهم (عليهم السلام) ليست اكتسابية تحصل بالدراسة والتخرج على يد الأساتذة والمعلمين بل علومهم حضورية.. تحصل بالإلهامات الربانية أو بالإفاضات على حسب القابليات، كما ثبت بالأدلة العقلية والنقلية أنهم يملكون الاسم الأعظم كما عندهم آيات الأنبياء: وراثة كما ورد في الزيارة الجامعة (وعندكم مواريث الأنبياء) كألواح موسى وعصاه وخاتم سليمان بل لديهم جميع كتب الأنبياء وعلومهم وآياتهم أيضاً، وعندهم الجفر والجامعة ومصحف فاطمة وما يحدث بالليل والنهار بل هم أوعية العلم الإلهي.

وزينب بنت علي (عليها السلام) من أهل هذا البيت علومها لدنية إلا أنها دون مرتبة الإمامة والعصمة الكبرى الثابتة للمعصومين الأربعة عشر.. ومن هنا كانت مصدراً للفتوى ونشر الأحكام..

فعن الصدوق محمد بن بابويه القمي طاب ثراه:كانت زينب (عليه السلام) لها نيابة خاصة عن الحسين (عليه السلام) وكان الناس يرجعون إليها في الحلال والحرام حتى برئ زين العابدين (عليه السلام) من مرضه وقال الطبرسي: أن زينب (عليها السلام) روت أخباراً كثيرة عن أمها الزهراء (عليها السلام) وعن عماد المحدثين... أن زينب كانت تروي عن أمها وأبيها وأخويها وعن أم سلمة وأم هاني وغيرهما من النساء وممن روى عنها ابن عباس وعلي بن الحسين وعبد الله بن جعفر وفاطمة بنت الحسين الصغرى وغيرهم وقال أبو الفرج الأصفهاني: زينب العقيلة هي التي روى ابن عباس عنها كلام فاطمة صلى الله عليها في فدك فقال حدثتني عقيلتنا زينب بنت علي (عليها السلام)
ومعنى العقيلة في النساء السيدة، كعقال في الرجال يقال للسيد بل ويظهر من العلامة الدربندي وغيره: أنها كانت تعلم علم المنايا والبلايا كجملة من أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام) منهم ميثم التمار ورشيد الهجري وغيرهما، بل جزم في (أسرار الشهادة) إنها صلوات الله عليها أفضل من مريم ابنة عمران وآسية بنت مزاحم وغيرهما من فضليات النساء

زينب الكبرى... يكفي في جلالة قدرها ونبالة شأنها ما ورد في بعض الأخبار من أنها دخلت على الحسين (عليه السلام) وكان يقرأ القرآن فوضع القرآن على الأرض وقام لها إجلالاً

وبعد كل هذا المقام العظيم وجلالة القدر عصمة وعلماً والتي شهد بها أعلام المسلمين نفهم أن ما صدر من مولاتنا العقيلة في مصاب أخيها سيد الشهداء في شق جبينها الطاهر بمقدم المحمل وإسالة الدم هو وحده كاف في الدلالة على جواز شق الرؤوس وإسالة الدماء حزناً وتأسفاً عليه لما لها من مقام وعظمة.. فكيف به إذا حضي بتقرير الإمام المعصوم (عليه السلام) وموافقته له وقد قال الفاضل الدربندي (قدس سره) سنة 1286 هجرية في (أسرار الشهادة) صفحة (474 - 475) عن هذه الحادثة وما يستفاد منها شرعاً:اعلم إن قضية نطح زينب بنت أمير المؤمنين (عليه السلام) رأسها بمقدم المحمل بحيث أنه جرح وجرى الدم منه يكشف فحوىً عن أن ما لا يجوز فعله في مصيبة غير آل محمد من الجزع الشديد وشق الثياب والجيوب ولطم الصدور وخمش الوجوه وحث التراب والرماد على الرؤوس وضربها بالأكف وتلطخ الجسد بالوحل والألوان المسودة وما يشبه ذلك يجوز فعله في مصائب آل محمد صلوات الله عليهم ولا سيما في مصائب سيد الشهداء روحي له الفداء......

ومن كل هذا وذاك يعرف استحباب التطبير وإدماء الرؤوس والجبهات لأنها من معاني الجزع على شهيد كربلاء ومصاديقه...

لا بد ان اذكر ان البحث هو عن كتاب "فلسفة الشعائر الحسينية " لكاتبه "احسان الفضلي" وعن كتاب "التطبير حقيقة لا بدعة" تأليف " ناصر المنصور"

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نسألكم الدعاء


الساعة الآن »04:09 AM.

المواضيع والمشاركات التي تطرح في منتديات موقع الميزان لا تعبر عن رأي المنتدى وإنما تعبر عن رأي كاتبيها فقط
إدارة موقع الميزان
Powered by vBulletin Copyright © 2017 vBulletin Solutions, Inc