![]() |
شباك الغفلة
اللهم صلى على محمد وآل محمد وعجل فرجهم بسم الله الرحمن الرحيم { لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد } لعل من أخطر الأمراض التي تلقي بظلالها على قلب الإنسان هو الغفلة عن الله والابتعاد عن مواطن ذكره . وأخطر من غفلة الفرد غفلة الأمة فقد يغفل الفرد أحيانا كثيرة ويؤدي إلى خسارة فردية ، أما غفلة الأمة ، فهي تؤدي إلى هدم الدين والإسلام . ولو قارنا هذا موضوعنا بمصاب الإمام الحسن عليه السلام وشهادته وفقدنا له ، والمعاناة التي عاشها عليه السلام وسيطرة معاوية على البلاد وفتكه بالإسلام والمسلمين ، وتعذيبه وتنكيله بشيعة علي عليه السلام أمثال حجر بن عدي وأصحابه وغيرهم إلا بسبب غفلة الأمة وبعدها عن منهج أهل البيت عليهم السلام القويم . تعريف الغفلة : هي فتور النفس عن الالتفات والتوجه إلى ما فيه طلبها وغرضها عاجلا أو آجلا . { لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد } يتبن من هذه الآيه أمران : 1-إن يوم القيامة يوم ينكشف فيه الغطاء ، فتكون فيه البصيرة قوية جدا لانكشاف غطاء الغفلة عنها . 2-إن ما نشاهده يوم القيامة هو موجود حقيقة ونحن في عالم الدنيا ، وذلك لأن معنى الغفلة هو عدم الالتفات إلى شيء موجود بالفعل ، ومعنى الغطاء أيضا أنه يقع على شيء موجود ، وإلا فلا معنى للغطاء إذا لم يكن هنالك شيء ، وبما ان سبب عدم الانكشاف هو غطاء الغفلة ، فمعناه أن الإنسان كلما تنبه إلى ذكر الله تعالى وابتعد عن الغفلة انكشف عنه شيء من الغطاء وهو عالم الدنيا ، لأن سبب الانكشاف لم يكن هو الموت ، وإنما كان سببه هو التنبيه من الغفلة . وهذا التنبيه إنما بسببين أساسيين . ( خاص بمواقع الميزان) السبب الأول : هو الموت ، فإنه كما يقول الحديث ( الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا ) لأن الإنسان يطلع حقيقة على ما فاته من الأعمال وعلى ما ارتكبه من المعاصي في حق الله تعالى وحق الناس ، وهذا السبب إنما يحدث للعوام من الناس لأنهم بانشغالهم بالدنيا يبتعدون عن المعرفة والتنبيه ، ولا يكشف عنهم حجاب الغفلة إلا الموت . السبب الثاني : أما الناس المقربون والأولياء الصالحون وخصوصا الأئمة المعصومون والأنبياء وسيدهم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، فهم قد أزيل عنهم حجاب الغفلة وهم في عالم الدنيا ، لذلك يقول أمير المؤمنين عليه السلام : ( لو كشف لي الغطاء مازددت يقينا ). نتيجة عدم انشغاله ، وإنها ظهر منهم عليهم السلام ما ظاهره التمتع بالدنيا وزخرفها وزبرجها بها فإنه مجرد انشغال ووجود أبدلان ، أما أرواحهم عليهم السلام في ذات الله تعالى ، كما يقول امير المؤمنين لكميل : ( صبحوا الدنيا بأبدان أرواحها معلقة بالمحل الأعلى ) . صفات الغافلين : 1-السطحية في التفكير : وقد وصف الله تعالى مثل هؤلاء الناس بقوله تعالى { يعلمون ظهرا من الحيوة الدنيا وهم عن الأخرة هم غفلون } وهذه السطحية إنما تكون نتيجة محدودية نظرهم إلى ما فيه مصلحتهم الدنيوية فقط ، فهم لاينظرون فقط إلى ما تحت أقدامهم وإلى ما بين أيديهم ، فهل لا يعلمون شيئا عن الحياة الآخرة وأيضا الدنيا لايعلمون إلا ظواهرها . ( خاص بمواقع الميزان) 2-الكفر بالنعم : نتيجة شجعهم وتعلقهم بالدنيا لا يؤمنون إلا بما ينفعهم ، أما غيره فهم يكفرون به بمجرد معارضته لمصلحتهم وإن كان هذا الشيء من عند الله ، فهم قليلون الصبر فيكفرون عند المرض وعند الفقر وعند الفاقه وعند كل مصيبة تحل بهم .أ وبالعكس فإنهم لايذكرون الله تعالى إلا في الشدائد ، أما في الرخاء فهم عن ذكر الله معرضون كما قال سبحانه في كتابه { وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض ونئا بجانبه وإذا مسه الشر كان يئوسا } وقال { وإذا مس الإنسان ضر دعا ربه منيبا إليه ثم إذا خوله نعمة منه نسى ما كان يدعوا إليه من قبل وجعل لله أندادا} . 3-الشيطان يعشش في صدور الغافلين : لا يجتمع في قلب حبان : حب الله وحب الدنيا ‘ فإن امتلأ القلب بحب الله تعالى فذلك هو الفوز المبين ، وإن مال إلى الدنيا فمعناه أن الشيطان قد حل بصدره فيتحول ذلك الغافل إلى شيطان إنس ، كما قال تعالى في كتابه الكريم { وكلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول } ، وقال في كتابه الكريم أيضا { ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطان فهو له قرين }. 4-المعيشه الضنك : وقد قال عز وجل { ومن اعرض عن ذكرى فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا قال كذلك أتتك ءاياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى }. ( خاص بمواقع الميزان)لا يقال : إن هناك كثير من الغافلين على ما يبدو، يعيشون مرفهين غير مضنوكين إذ أن المراد من الضنك في مقامنا هذا ليس النقص في المال والأولاد وإنما هو فقد الاطمئنان وعدم الاستقامه وهكذا وهكذا تجد الغافل مهما تزينت له الدنيا فهو بسعى ، وراءها بغير قناعة ، فتجده دائما في حالة إرهاق وعدم اطمئنان لخوفه من الموت ، أما الذاكر الله تعالى فهو مطمئن لا يخشى من الموت لآنه يعلم أن وراءه حياة أبدية بجوار ربه تبارك وتعالى فقال في كتابه العزيز { فلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون }. 5-قسوة القلب : وبما أنهم أصحاب الدنيا لا تهمهم إلا مصالحهم فتجدهم لا يبالون ولا يراعون مصالح الآخرين ، وهم مستعدون لارتكاب أبشع الجرائم من أجل تحقيق أغرضهم الدنيوية ، وقد هدد الله تعالى قساء القلوب فقال في كتابه الكريم { أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه فويل للقسية قلوبهم من ذكر الله أولئك في ضلل مبين } |
اللهم صل على محمد وآل محمد في ميزان حسناتك يا أختي الكريمة: منتظرة المهدي بعد إذنك...لقد أعجبني الموضوع وسألقيه عندي في المأتم الحسيني هل تسمحين بذلك أم لا ؟؟ أخوكم: شعاع المقامات |
اللهم صلى على محمد وآل محمد وعجل فرجهم مرورك أضاء صفحاتي فجزيت خيرا اقتباس:
وهذا يدل على خلقك الرفيع أجرك على الزهراء عليها السلام |
يقول تعالى:( لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك
فبصرك اليوم حديد). والآية تخاطب المشتغلين عن الآخرة بالدنيا،وتقول لهم : إن ماترونه الآن من أهوال يوم القيامة كان بإمكانكم رؤيته في الدنيا بعين القلب والبصيرة،ولكنكم اشتغلتم عنه بالدنيا فألهتكم عن رؤيته،وجعلت غطاء على قلوبكم حجبكم عن مشاهته، واليوم ارتفع عنكم الغطاء وهاأنتم ترون ماكنتم به تكذبون. ويؤيد هذا المعنى، التعبير في الآية الكريمة (بالغفلة). ذلك أن (الغفلة) لا تكون عن (معدوم)، وإنما عن (موجود) لكننا في غفلة عنه وغير ملتفتين إلى وجوده، فلولا أن ما سنراه يوم القيامة هو موجود في الدنيا وفي قدرتنا مشاهدته، لو لم نغفل عنه، لما صح التعبير (بالغفلة) في الآية الكريمة. ولهذا كان مما قاله السيد االطباطبائي في تفسير هذه الآية المباركة: (أن ما يشاهده الإنسان يوم القيامة موجود مهيأ له وهو في الدنيا، غير أنه في غفلة منه، وخاصة يوم القيامة أنه يوم انكشاف الغطاء يستلزم أمراً وراءه، وهو يغطيه ويستره . .). الإنسان كلما ازداد إيمانا ويقينا وارتباطا بالله تبارك وتعالى كلما انكشف الغطاء عن بصيرته، واستطاع أن يرى ذلك العالم الغيبي المتمثل في ثواب وعقاب يوم القيامة وهو في هذه الدنيا. وإلى هذا المعنى أشار الإمام على في مضمون قوله (ع) في وصف المتقين: (فهم والجنة كمن رآها فهم فيها منعمون، وهم والنار كمن رآها فهم فيها معذبون). فالعلم اليقيني بالله والمعاد ، يوصل الإنسان إلى أن يرى ـ بعين قلبه وبصيرته ـ يوم القيامة وأهواله العظيمة وهو في هذه الدنيا. وعلى هذا يدل قوله تعالى: (كلا لو تعلمون علم اليقين لترون الجحيم، ثم لترونها عين اليقين). والمراد (بعلم اليقين) العلم الذي لا يخالطه أدنى شك ولا ريب. وفي الآيات دلالة واضحة على أن العلم اليقيني يؤدي بصاحبه إلى (رؤية الجحيم) رؤية قلبية حقيقية، وهو في الدنيا. يقول السيد الطباطبائي في تفسير قوله تعالى: (لترون الجحيم): (... المراد رؤيتها قبل يوم القيامة، رؤية (البصيرة)وهي (القلب)، التي هي من آثار اليقين على ما يشير إليه قوله تعالى: (وكذلك نري إبراهيم ملكوت السموات والأرض وليكون من الموقنين) وهذه الرؤية القلبية قبل يوم القيامة غير محققة لهؤلاء المتلهين، بل ممتنعة في حقهم لامتناع اليقين عليهم). وقال في تفسير قوله سبحانه: (ثم لترونها عين اليقين): (المراد بعين اليقين نفسه،والمعنى لترونها محض اليقين. وهذه بمشاهدتها يوم القيامة، ومن الدليل عليه قوله بعد ذلك : (ثم لتسألن يومئذ عن النعيم) فالمراد .بالرؤية الأولى رؤيتها قبل يوم القيامة). ************************************************** ********* سلمت يمناك حبيبتي:) منتظرة المهدي في ميزان حسناتك خادمة العباس,, نسألكم الدعاء.. |
|
الساعة الآن »10:14 AM. |