![]() |
أنواع البلاء والعقوبات
[b]اللهم العن ظالمي آل محمد وصلى على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم لا سيما الوهابية أنواع البلاء والعقوبات ( إلهي لا تؤدبني بعقوبتك ولا تمكر بي في حياتيك من أين لي الخير يا رب ولا يوجد إلا من عندك ) . الأدعية التي وردت عن أئمتنا عليهم السلام كلها عظيمة وتعطينا أسمى معاني التعلق بالله تعالى ومناجاته . ونحن في هذه الأسطر نقف بكل خشوع وتواضع أمام واحد من أروع أدعية الإمام زين العابدين عليه السلام وكل أدعيته رائعة عظيمة وتوصلنا إلى الله تعالى من أقرب الطرق والمسافات . ألا وهو الدعاء المعروف بدعاء أبي حمزة الثمالي رضي الله عنه ، وسمي هذا الدعاء باسم رواية ـ لأن أبي حمزة رضي الله عنه هو الذي رواه عن الإمام زين العابدين عليه السلام الذي كان يتهجد به في أسحار ليالي شهر رمضان المبارك ونحن نقتصر في أول مقطع وأول كلمتين ، وهاتانا الكلمتان عبارة عن بحرين عميقين لما لهما من مفاهيم ومعان عظيمة على صعيد العلاقة مع الله تعالى ، والعنوان هو ( العقوبة الإلهية ) لقوله عليه السلام ( بعقوبتك ) فنقول : أ-التأديب الفطري : وهو ذلك التأديب الإلهي الذي يغرس في فطرة العبد المؤمن ومنه قوله صلى الله عليه وآله ( أدبني ربي فأحسن تأدبي ) . ب-التأديب القرآني العام : وهو الإسلوب التربوي الذي انتهجه القرآن الكريم في تربية المسلمين ، وقد ملئ القرآن الكريم بهذا النوع في ضرب الأمثال وذكر القصص ، وقال { وضرب الله مثلا قرية كانت ءامنة مطمئنة } . وقال تعالى : { ولا تستوى الحسنة ولا السيئة } وقال { يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم } . هذه الآيات ونظائرها تعطينا زخما عظيما من أساليب التربية والتأديب والتي تدعو الإنسان إلى نبذ الحياة وزخرفها والتعلق بالله تعالى ومجازاة السيئة والحسنة وما إلى ذلك . ج- التأديب بالعقوبة : وهو من أخطر الأنواع يروى عن أبي عبد الله عليه السلام قال : كان موسى بن عمران عليه السلام جليس قد وعى علما كثيرا ، فاستأذن موسى في زيارة أقارب له ، فقال له موسى : إن لصلة القرابة لحقا ، ولكن إياك أن تركن إلى الدنيا فإن الله قد حملك علما فلا تضيعه وتركن إلى غيره ، فقال الرجل : لا يكون إلا خيراً ، ومضى نحو أقاربه فطالت غيبته ، فسأل موسى عليه السلام عنه فلم يخبره أحد بحاله ، فسأله جبرائيل عليه السلام عنه فقال له : أخبرني عن جليسي فلان ألك به علم ؟ قال : نعم هو ذا على الباب قد مسخ قردا في عنقه سلسلة ففزع موسى عليه السلام إلى ربه وقام إلى مصلاه يدعو الله ، ويقول : يا رب صاحبي وجليسي ، فأوحى إليه موسى لو دعوتني حتى تنقطع ترقوتاك "أي مقدمة الحلق في أعلى الصدر " ما استجبت لك فيه ، إني كنت حملته علما فضيعه وركن إلى غيره . الغرض من التأديب 1-التكامل : ولال يشترط أن يكون التأديب مقابل ذنب ارتكبه العبد ، بل قد يكون الغرض منه هو اعداد العبد لحمل الرسالة سواء على مستوى النبوة أو الإمامة أما ما دون ذلك فالله سبحانه وتعالى أدب رسوله لحمل الرسالة ، كما ورد في قصة طالوت وجالوت وقد يكون هناك تداخل بين التأديب والامتحان . 2-التطهير :[/b] وقد يكون الغرض من التأديب أحيانا هو تطهير العبد من موبيقات الذنوب ، كما قال الإمام الكاظم عليه السلام : ( وكلما أحدث الناس من الذنوب ما لم يكونوا يعلمون أحدث الله لهم من البلاء ما لم يكونوا يعدون ) وجاء في بحار النوار ( أما إنه ليس من عرق يضرب ولا نكبة ولا صداع ولا مرض إلا بذنب ) وهذا الحديث يشير إلى أن كثيرا من المحن والمصائب التي نواجهها في حياتنا الدنيا هي سبب الذنوب التي يرتكبها العبد في هذه الدنيا . ومن الجدير بالذكر أن ما تقدم من الكلام من أسباب الابتلاء لا يشمل المعصومين عليهم السلام . وذلك لعصمتهم وإنما ما يصيبهم عليه السلام من المرض والبلاء يكون له عدة أسباب أو حكم منها : 1-للتأسي والاقتداء : فهم عليه السلام وصلوا في كل شيء قمته وذروته في حتى في الابتلاءات والمحن ، وكي يستلهم الناس من صبرهم على الشدائد والمحن فإن المريض عندما يتذكر مرض أيوب عليه السلام وهو نبي يزداد صبرا وتحملا لمرضه . 2-البلاء بقدر الإيمان : إن بلاءهم على قدر ما عندهم من الإيمان ، فقد ورد عن الإمام الصادق عليه السلام ( إن أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الذين يلونهم ، ثم الأمثل فالأمثل ) . 3-ترتيب الأسباب على مسبباتها : باعتبار أنه بشر مثلنا ، وقد قال تعالى { قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي } فهم عليهم السلام يمرضون ويموتون ويأكلون ويشربون كما نحن . 4-اقتضاء الحكمة الإلهية : كما في الإمام السجاد عليه السلام فإن الحكمة الإلهية اقتضت أن تكون عليه السلام مريضا حتى يقتل في كربلاء ولا ينقطع نسل آل محمد سلام الله وصلوات عليهم أجمعين . وهذين النوعين كثير من الأنواع والأشكال : أ-العقوبة المادية : وإنما أطلقنا على هذا النوع اسم ( العقوبة المادية ) حتى يشمل كثيرا من العقوبات التي وردتعلى الأمم السابقة والحالية واللاحقة مثل المرض والقتل والسجن والتشريد والمسخ والتعذيب وغيرها ذلك . ب-العقوبة المعنوية : ومن أشدها وأعظمها السلب والحرمان ، بأن يحرم الله تعالى عبده أو يسلبه الهداية ولو لفترة محددة وذلك بسبب ذنب اقترافه ، وهذا النوع يشمل جميع البشر . بمختلف أصنافهم وأنواعهم ، وقد ورد في كثير من الأخبار أن الله تبارك وتعالى قد يحرم عبده من لذة مناجاته وذكره . |
الساعة الآن »05:22 AM. |