منتديات موقع الميزان - بكاء فلذة كبد النبيّ ص...!

بسم الله الرحمن الرحيم ..
الحمدالله رب العالمين والصلاة على محمد واله الطاهرين واللعن الدائم على اعدائهم اجمعين ..

السؤال موجه من أحد الموالين إلى أحد العلماء ....

السؤال ****
*******
من كتاب ظلامات فاطمة الزّهراء "عليها السّلام" أنّ بعض من الشّيوخ اشتكوا عند أمير المؤمنين حول بُكاء الزّهراء، الذي آذاهم، والسّؤال كيف لأحد أن يسمع صوت بنت الرّسول"صلى الله عليه وآله". ؟؟؟؟

الأجابة من سماحته ***
************
إنّ حقيقة بُكاء أمّ الأئمّة النّجباء" عليها وعليهم السّلام" كان يُمثّل رمزاً واضحاً وعلماً لائحاً, في تنبيه الأمّة من غفلتها, وإيقاظ الحسّ فيها عن طريق هذه الشّعيرة, وكذا فإنّه في واقع الحال بداية لجمع شمل المُعارضين لسلطة الغاصبين, ولم ينظر إليه منهم صرف البُكاء,فإنّه بذاته لا يخاف منه عليهم, وهو ما نُعبّر عنه في وقتنا بمجالس العزاء, التي توقد من أنّتها وزفراتها, وهذا الأمر تقرير، وبالتّالي شرع وسنّة؛ لكونها ـ كما هم يدركون ـ أحد المصادر الأساسيّة, قولاً وفعلاً وتقريراً، بشهادة القُران المجيد لها، بالعصمة والطّهارة المُطلقتين ..
وما نقل عن أمير المؤمنين" عليه السّلام" من قوله لها: إنّ شيوخ المدينة يسألونني أن أسألك إمّا تبكين أباك ليلا وإمّا نهارا! إشارة إلى بدء تطبيق الحظر عليها, الذي نبّه عليه الإمام" عليه السّلام" للتّأريخ وهذا هو الغرض من نقله لها "عليهما السّلام" وكتوثيق للمُمارسات غير السّليمة, والإجراءات الجائرة السّقيمة, ردّت عليهم, فقالت:
يا أبا الحسن، ما أقلّ مكثي بينهم, وما أقرب مغيبي من بين أظهرهم, فو الله، لا أسكت ليلاً ولا نهاراً أو ألحق بأبي رسول الله" صلّى الله عليه وآله" وهذا يُشكّل ردّاً قوياً صريحاً للسُلطة الحاكمة؛ لأنّها عالمة بأنّهم استخدموا أسلوب التدرّج في المنع والحظر..
االسلف الطالح الكالح هم اساس الظّلم والجور على أهل البيت "عليهم السّلام" ، ويتحسّسون من كُلّ أنّة أو رنّة في بيت عليّ" عليه السّلام": يحسبون كُلّ صيحة عليهم هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أنّى يؤفكون" لأنّ البُكاء من بضعة أبيها المُصطفى سوف يُزلزل عُرشهم التي بنوها على دماء الأولياء والأصفياء, ويُهيّج عواطف المسلمين النّيام, ويبعث فيهم الهمّة والقيام, ولذا فإنّهم لمّا علموا بموقفها الذي لا تهزّه رياحهم الخواء، التجأوا إلى أسلوب الإبعاد والنّفي عن مدينة أبيها، التي طابت به وبأخيه وابن عمه سيد الأوصياء عليهم الصّلاة وأزكى السّلام, حتّى استظلّت تحت الأشجار، لممارسة دورها في المعارضة والحزن.
وإلاّ فقل لي بربّك! هل تُمنع من هي فلذّة كبد النّبيّ، وروحه التي بين جنبيه، من أبسط حقوقها، بحجّة أنّهم قد أوذوا من كثرة بُكائها على أبيها ,ولمّا رؤوا أنّ الأمر انقلب عليهم، عمدوا إلى الأشجار فجرفوها وقطعوها.
ولله درّ السّيّد الهندي" رحمه الله" حيث يقول في قصيدته: بنفسي التي لا هم أعزوا جوارها ولا تركوها تستجير بدمعها رأوها تقضي ليلها ونهارها بكاءً على الهادي فجدّوا بمنعها ومُذ ألفت ظلّ الأراكة لم تكُن تطيب نفوس القوم إلاّ بقطعها إذا كان قصد القوم بيعة بعلها فما كان يحدوهم على كسر ضلعها والذي أودّ في ختام بياني الإشارة إليه، هو:

الخُلاصة ..

إنّ البُكاء لم يكُن كما تتصوّر من عُلوّ صوتها، بحيث يسمعه الرّجال الأجانب, وإنّما هو مجلس التحق به أغلب نساء أهل المدينة, وكانت دموعها" عليها السّلام" والدموع المُنهمرة من الخارجات من مجلسها أدت إلى تعالي أصوات النّقمة على ظالميها, وهزت عروشهم الخاوية...ا

نتهت الاجابة ,,
***************
بنت من؟ أمّ من؟ حليلة من ؟ ويل لمن سنّ ظُلمها وآذاها ....
أدعو الله مُبتهلة مسكينةً فقيرة سائلة أن يحشُرني وإيّاكم، في زُمرة ناصريها والذّابين عن حرمها، والمُعلنين لظلامتها، إنّه تعالى قدير وبالإجابة جدير...!