[حسن حمادي العاملي]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كنت من مقلدي سماحة العارف بالله المرجع الشيخ محمد تقي بهجت وكنت أتساءل وأقول في نفسي: كيف أصبح الشيخ بهجت رحمه الله هكذا؟
وأتاني الجواب ذات يوم من أحد تلامذة الشيخ الراحل رحمه الله فنقل لي هذه القصة:
كان الشيخ بهجت رحمه الله يدرس العرفان عند آية الله العظمى السيد علي آغا القاضي التبريزي رحمه الله وكان له من العمر حوالي التسع سنوات ولكن للأسف كان هناك من أهل العلم ممن يكره هذا السيد العظيم ويحارب طريقتهم في العرفان، فجاء إلى والد الشيخ وقال له أن لا تدع ولدك محمد تقي يحضر عند هذا السيد وأخذ يشكو له سوء هذا السيد، فأمر الوالدُ الشيخ الراحل بعدم الحضور في درسه.
فجاء الشيخ إلى السيد وأخبره بالقضية، فسأله السيد القاضي عن تقليده، فأجاب الشيخ رحمه الله بأنه يقلد سماحة السيد أبوالحسن الأصفهاني رحمه الله، فقال السيد إن السيد يفتي بوجوب طاعة والدك. فامتثل الشيخ لطلب الوالد ولكن اتبع طريقة سهلة وصعبة في نفس الوقت، وهي: الصمت التام إلاّ عند الضرورة.
أصبح إذا ذهب إلى الدكان يكتب ما يريد على ورقة حتى لا يتكلم، وإذا رأى أصحابه في الطريق يسلك الطريق الآخر حتى لا يتكلم معهم في أمور الدنيا، وهنا نرى تطبيقاً للرواية الواردة في كتب الأخلاق والأحاديث: "من صمت لله أربعين يوماً تفجرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه" (مضمون الحديث)، وهكذا أصبح الطالب محمد تقي الفومني آية الله العظمى العارف بالله محمد تقي بهجت رحمه الله على روحه الطاهرة.
أخوكم حسن حمادي
لا تنسونا من صالح دعائكم