منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - غَيْرة الزوجة بين الرفض والقبول
عرض مشاركة واحدة

صفوان بيضون
أديب وشاعر
رقم العضوية : 6568
الإنتساب : Oct 2009
الدولة : دمشق العقيلة
المشاركات : 964
بمعدل : 0.17 يوميا
النقاط : 227
المستوى : صفوان بيضون is on a distinguished road

صفوان بيضون غير متواجد حالياً عرض البوم صور صفوان بيضون



  مشاركة رقم : 4  
كاتب الموضوع : صفوان بيضون المنتدى : ميزان الأسرة الزهرائية
افتراضي
قديم بتاريخ : 26-May-2011 الساعة : 02:17 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


غَيْرة الزوجة
بين الرفض والقبول (4)





كاتب البحث : سماحة الشيخ عبد المنعم العبد الله
أستاذ مادتي التفسير والتجويد في حوزة الإمام الخميني (قدس سره ) .
وأستاذ مادتي البلاغة والتعبير في الجامعة العالمية للعلوم الإسلامية بدمشق .

========================================
النقطة الرابعة : أنواع الغيرة

مما سبق يظهر نوعان للغَيرة :

1- إيجابية ( محبوبة لله تعالى) : فالمؤمن يغار على دينه ، وعلى حرمه ، وعلى أخيه المؤمن ... ، ولها مراتب ودرجات مختلفة من الإباحة وصولاً إلى الوجوب ، ولذا ينبغي للرجل أن يغار على زوجته في محله المناسب ؛ فلا يقع في أتون الإفراط المنبوذ ، فقد ورد عن أبي عبد الله الصادق (ع) أن أمير المؤمنين (ع) قال : في رسالة إلى الحسين (ع) ، إياك والتغاير في غير موضع الغَيرة ، فإن ذلك يدعو الصحيحة منهنَّ إلى السقيم ، ولكن أحكم أمرهن ؛ فإن رأيت عيباً فعجِّل النَّكير على الصغير والكبير [1].

2- سلبية ( مبغضة لله تعالى) : كغَيرة الزوجة من زوجها لسبب ما ، من ضرتها أو غير ذلك ؛ بغير حق ، أي : بما يسخط الله تعالى .
والغيرة السلبية والإيجابية عند الإنسان متفاوتة المراتب - بحسب الموضوع - من أدنى درجة من الإباحة إلى أشد درجة في الحرمة.
عن أمير المؤمنين (ع) : الغيرة غيرتان : حسنة جميلة يصلح بها الرجل أهله ، وغيرة تدخله النار [2].

النقطة الخامسة : الغَيرة وآثارها كما ورد في بعض الروايات :
1- الغَيرة تكون في المنكرات من النساء
عن محمد بن علي ، عن محمد بن الفضيل عن سعد الجلاب عن أبي عبد الله (ع) ، قال : إن الله عز وجل ، لم يجعل الغَيرة للنساء وإنما تَغار المنكرات منهنَّ ، فأما المؤمنات فلا ، إنَّما جعل الله الغَيرة للرجال لأنه أحل للرجال أربعاً ، وما ملكت يمينه ، ولم يجعل للمرأة إلا زوجها ، فإذا أرادت معه غيره[3]، كانت عند الله زانية[4].

2- غَيرة الزوجة كفراً أو إيماناً
قال أمير المؤمنين (ع) : غَيْرة المرأة كفر، وغَيرة الرجل إيمان [5].
يظهر من الرواية أثران لغَيرة المرأة :
الأول : مذموم ، فقد يؤدي بها إلى الكفر ؛ فتجحد ما شرَّع المولى للزوج قولاً أو فعلاً ، فتحرَّم على الرجل ما أحل الله له من تعدد للزوجات ، وأما غَيرة الرجل فهو تحرِيم لما حرمه الله ، وهو الزنا[6] ، وقد ورد الذمّ للرجل الذي لا يغار على حرَمه ، فعن ابن أبي يعقوب ، قال : سمعت أبا عبد الله (ع) يقول : إذا لم يغر الرجل فهو منكوس القلب [7] .
الثاني : الممدوح ، وهو متعلق بالرجل (الزوج تجاه زوجته) فتحريمه يكون لما حرّمه الله عليها من الاقتراب ولو من مقدمات الزنا[8].
=================================

[1]- محمد بن الحسن الحر ، العاملي ، وسائل الشيعة ، ج20 ، ص237.
[2]- حسن القبنجي ، مسند الإمام علي ، ج 129 ، ص16.
[3]- وفي رواية أخرى قال : إن بغت معه غيره ، المصر السابق .
[4]- محمد الريشهري ، ميزان الحكمة ، ج3 ، ص2343.
[5]- محمد عبده ، شرح نهج البلاغة ،ج 2، ص 72، سنة 1412هـ ، الناشر ، دار الذخائر ، قم .
[6]- محمد عبده ، شرح نهج البلاغة ،ج2 ، ص 72، سنة 1412هـ ، الناشر ، دار الذخائر ، قم .
[7]- محمد بن الحسن الحر العاملي ، وسائل الشيعة ، باب عدم جواز الغيرة ، ج2 ، ص107 سنة 1414، الناشرة ، مؤسسة أهل البيت .
[8]- محمد عبده ، شرح نهج البلاغة ،ج 2، ص72 ، سنة 1412هـ ، الناشر ، دار الذخائر ، قم .


رد مع اقتباس