منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - سؤال:حول سبب وجود الإمامة في ذرية الحسين(ع)؟
عرض مشاركة واحدة

السيد المستبصر
الصورة الرمزية السيد المستبصر
مشرف سابق
رقم العضوية : 9485
الإنتساب : Jul 2010
الدولة : بلاد المؤمنين
المشاركات : 447
بمعدل : 0.08 يوميا
النقاط : 196
المستوى : السيد المستبصر is on a distinguished road

السيد المستبصر غير متواجد حالياً عرض البوم صور السيد المستبصر



  مشاركة رقم : 3  
كاتب الموضوع : wegmans المنتدى : الميزان العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 31-May-2011 الساعة : 06:40 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم



بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وأعز المرسلين سيدنا وقائدنا وشفيع ذنوبنا، أبو القاسم محمد بن عبد الله، وعلى آله الطيبين الطاهرين..
أما بعد..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
الأخ الكريم(wegmans) دمتم بخير وعافية..

لقد سألت السؤال التالي:
اقتباس
السؤال: من المعروف أن الحسن هو أفضل من أخيه الحسين عند المسلمين، ولكن لماذا جعل الشيعة تسعة من أئمتهم (من السجاد إلى المهدي) من ذرية الإمام الحسين عن أحد من ذرية أخيه الإمام الحسن؟




الأخ الكريم، صحيح أنه قد ورد عن أفضلية الإمام الحسن على أخيه الإمام الحسين (عليهما السلام)، ولكن هذه الأفضلية التي تتكلم عنها ليست هي السبب إلى اختيار الأئمة في عقب من تكون. وإن الله عز وجل قد فضل نبينا محمد () على سائر الخلق، ولكن النبي () لم يعقب، أي أنه ليس له ذرية من الذكور، فلماذا الله عز وجل لم يجعل الأئمة في عقب النبي ()؟!
وقد جعلها في عقب علي () وهو دونه في المرتبة عند الله.
فإن الأفضلية عند الله لاختيار الأئمة ليست هذه..

وقد ورد في الحديث الصحيح عندنا، الرواية التالية:
حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق رضي الله عنه قال: أخبرنا أحمد بن محمد الهمداني قال: حدثنا علي بن الحسن بن علي بن فضال، عن أبيه، عن هشام بن - سالم قال: قلت للصادق جعفر بن محمد (عليهما السلام): الحسن أفضل أم الحسين؟!.
فقال (): الحسن أفضل من الحسين.
قال: قلت: فكيف صارت الإمامة من بعد الحسين في عقبه دون ولد الحسن؟
فقال: إن الله تبارك وتعالى أحب أن يجعل سنة موسى وهارون جارية في الحسن والحسين (عليهما السلام)، ألا ترى أنهما كانا شريكين في النبوة كما كان الحسن والحسين شريكين في الإمامة، وإن الله عز وجل جعل النبوة في ولد هارون ولم يجعلها في ولد موسى وإن كان موسى أفضل من هارون (عليهما السلام).
قلت: فهل يكون إمامان في وقت واحد؟
قال (): لا، إلا أن يكون أحدهما صامتاً مأموماً لصاحبه، والآخر ناطقاً إماماً لصاحبه، فأما أن يكونا إمامين ناطقين في وقت واحد فلا.
قلت: فهل تكون الإمامة في أخوين بعد الحسن والحسين (عليهما السلام)؟
قال: لا، إنما هي جارية في عقب الحسين () كما قال الله عز وجل:{وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ}. ثم هي جارية في الأعقاب وأعقاب الأعقاب إلى يوم القيامة.

أضف إلى ذلك: أن النبي () الأفضلية لإمام المهدي () على باقي الأئمة من بعد الحسين ()، فقد ورد:
قال () للحسين (): "أنت إمام ابن إمام، أخو إمام، أبو أئمة حجج تسع، تاسعهم قائمهم أعلمهم أحلمهم أفضلهم".

أضف إلى ذلك: أن اختيار الأئمة يكون من الله تعالى، لا من غيره..
فأولاً: إن الله سبحانه وتعالى لا يسئل عما يفعل لأنه حكيم وعالم وقادر, فباعتبار حكمته وعلمه وقدرته يفعل ما يشاء. فاختيار الله سبحانه وتعالى للإمامة وللنبوة إنما هو فعل من أفعال الله التي لا يسئل عنها. مع هذا نجد هناك نصوصاً تدل على سبب الاصطفاء والاختيار, فالله سبحانه وتعالى في عالم الذر ـ وهو عالم خروج البشر من صلب آدم () على شكل ذر - خاطبهم : ألست بربّكم ؟ قالوا : بلى . أليس محمداً نبيّكم؟ قالوا : بلى . أليس علي بن أبي طالب إمامكم ؟ قالوا : بلى . فمنهم من آمن ومنهم من كفر في ذلك العالم، وهذه الدنيا إنما هي صورة عن ذلك العالم .
إذن سبب الاختيار بيد الله لهذا يَسئل ولا يسئل عمّا يفعل هذا أولاً .


وثانياً: إن اختياره للأنبياء والأوصياء ليس اختياراً عبطياً، وإنّما اختارهم بعد أن امتحنهم في العوالم الثلاث ـ عالم الأرواح وعالم الطينة وعالم الذر ـ فامتحن الانبياء وشرط عليهم الزهد فوجدهم أوفياء لهذا الشرط ( فشرطوا لك ذلك وعلمت منهم الوفاء ) وامتحن أهل البيت () بالصبر فوجدهم صابرين, لذا في زيارة فاطمة () نقول : ( فوجدك لما امتحنك به صابرة ).
إذن اختيار الله سبحانه وتعالى يكون بعد الامتحان والاختبار وبعد الاجابة للدعوة الالهية : ألست بربكم ؟ فأوّل من قال : بلى هو رسول الله () لهذا اختاره الله من بين الخلق, ثمّ بعد ذلك أمير المؤمنين () ثم فاطمة الزهراء ()، وهكذا بقية الأئمة ثم الانبياء ثم المؤمنون الواحد تلو الآخر الاقرب فالاقرب، فكلّ من اجاب دعوة الله تعالى تقرّب اليه .
اذن اختيار الإمام () دون أخيه لم يكن اختياراً عبطياً وإنّما اختياره عن حكمة وبعد اختباره وامتحانه فنجح في اختباره ونجاحه وهذا لا ينافي العدالة الالهية .


ولكم الأجر والثواب..
أخوكم في الله..
السيد المستبصر..



آخر تعديل بواسطة السيد المستبصر ، 07-Jun-2011 الساعة 03:57 AM.

رد مع اقتباس