[حفيد الزهراء]

اقتباس هل مجرد أن تجربة الدعاء موجب للإجابة من قبل المولى أم أن مستوى الإيمان يتحكم بالقبول من عدمه ولو كان الدعاء عبارة عن جملة قصيرة...وهل هناك ميزة للدعاء المجرب وما الداعي لذكر أن الدعاء مجرب وليس كل الناس بنفس الإيمان..هل نستطيع الفهم من ذلك أن الدعاء المجرب لا يستلزم الإيمان؟

لقد أورد الأخ العزيز أبو نبراس سؤالاً مهمًا جدًا..هو تساؤل الكثير من الناس الذين يدعون فلا يُستجاب لهم..
وهنا سؤال: هل إن مجرد التلفظ بكلمات الدعاء وعباراته ولو كان هذا الدعاء له آثار مجربة..هل مجرد التلفظ به يكون سببًا لملاحظة آثاره وتذوق حلاوة السرور لاستجابته..؟
والجواب: الدعاء سلاح المؤمن ولكن لا يكفي مجرد حمل السلاح..بل إن المؤمن بحاجة لأن يكون شجاعًا قويًا في حمله وعليه أن يعرف كيفية استخدامه
وأن يراعي الشروط والآداب المتعلقة بحمله..
نعم فلا بدّ من مراعاة جملة من الشروط لتتحقق آثار الدعاء..
1- ففي جواب صادق آل محمد على السائل في قوله تعالى: ادعوني أستجب لكم..قال السائل: أدعو فلا أرى الإجابة.
قال : أفترى الله تعالى أخلف وعده؟
قلتُ : لا
قال: فَمِه..؟
قلتُ: لا أدري..
فقال: لكني أخبرك إن شاء الله تعالى..أما إنكم لو أطعتموه فيما أمركم به ثم دعوتموه لأجابكم، ولكن تخالفونه وتعصونه فلا يجيبكم..وللرواية تتمة اقتطعت منها الشاهد على عدم الإستجابة

2-على الداعي أن يزيل الحجب المانعة من صعود الدعاء كاقتراف المعاصي وأكل الحرام والظلم والعقوق ..اللهم اغفر لي الذنوب التي تحبس الدعاء..اللهم اغفر لي الذنوب التي تغير النعمم..
قال الأمير : خير الدعاء ما صدر عن صدرٍ نقيٍّ وقلبٍ تقيّ..
ولكل من هذه الذنوب أثر في حبس الدعاء..وردت فيها روايات عن أئمة الهدى .

3- على الداعي أن يختار الوقت المناسب لاستمطار الرحمة الإلهية حيث تفتح أبواب السماء..كالتماس الدعاء في جوف الليل..أو عند زوال الشمس..أو بين الطلوعين
أو قبل طلوع الشمس وغروبها(وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها)..وبعد اداء المكتوبة..وليلة الجمعة يومها وليالي الإحياء الخاصة في شهر رمضان وغيره من الشهور.

4- أن يدعو بالمأثور الصادر من أصحاب النفوس الزكية محمد وآل محمد .

5- أن يدعو بعد الإنتهاء من قراءة القرآن..

6- وقد يكون الداعي مراعيًا لكافة الشروط المتقدمة..إلا أنه أيضًا لا يحصل على الإجابة من لدن الباري المتعال..
على الداعي أن لا ينسى قوله تعالى: وعسى أن تكرهوا شيءًا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئًا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون..
ففي زبور داود ..يقول الله تعالى: يا ابن آدم تسألني فأمنعك لعلمي ما ينفعك..

والله الموفق لرضاه
والحمد لله على نعمة الهداية والولاية
حفيد الزهراء.