[خادم الزهراء المظلومة]

علاكَ من حين الولادة علا ... وقبل تكوين الكون نورك مكون
واسمكَ من اسم الله اشتق كرامة ... وعند عرش الله جل علاه مدون
إذ جاءت أمك حول بيت الله تسعى ... تدعوا ربها من فيض الطهر تدينُ
لبت نداء الله فلبى لأجل نهاكَ ... نداءها وراحت في ملاذ البيت تتحصنُ
أن جاءها المخاض آوت لجدارهِ ... فشُقَّ لها فضلا ورامت منه تَدُنُ
وضعتكَ فيه مكرماً إذ لم يجد ... ربك غير بيتهِ حتى بنوركَ يتزينُ
فشععت فيه كالشمسِ إن حان مشرقها ... تضفي عليه من سناكَ من ما ضياكَ يزنُ
فلو أن عيسى علاكَ في الفخرِ لما ... آوت إلى جذع النخلة مريم وراحت تئنُ
ولكن إلى البيت أمك قد دعيت كي أن ... تضع فيه الثقل العظيم يوم آن الوضع يحنُ
ولم تهز جزعَ نخلةٍ حتى ترمْ أكلاً ... بل موائدُ السماءِ نزلت كأنما المزنُ
فخرجت والفضل يحفها من كل صوبٍ ... يجللها ضياك وحيث فيه راحت تتلونُ
زفتكَ لحجر طه يضفي عليكَ من ... جلال بهاه بهاءً وراح لكَ يحضنُ
وربيتَ في حجر الهدى هادياً ... من النشأة الأولى يغذيكَ العلمَ ويسمنُ
إلى أن جزت الفتوة فكنت أول مؤمنٍ ... ما كان سابقَ في إيمانكَ قبلكَ مؤمنُ
ولما دعا للحربِ كنتَ أول من ... لبَّى وكنت كالليث إن شبَّ متمكنُ
خضت غمار الوغى والسيفُ شاهدٌ ... قتل الضلالِ يوم برزت وما كنت تجبنُ
وقلعتَ الباب الذي عنه عجزت ... كلُّ يدٍ فلم تجزع قطُّ هنيهة أو تهنُ
ومن حطَّمَ الأصنامَ حيث علوت على ... كتفِ النبي تلي فيها الأرضَ وتُشنُ
وفي يوم التآخي بوهيت خيرَ أخٍ .. وخيرَ صهرٍ كهفاً للقاصدينَ ومأمنُ
ويوم نادَ جبريل هاتفاً فيكَ مدحهُ لا... فتى إلا علي لا سيف إلا سيفكَ الأطعنُ
ويومَ رُفِعت بيد النورِ لكَ يدٌ ... عن ولايتكَ الحق من الله تعلنُ
فخركَ فوقَ أن يبلغَ معنى الكلام ... أولست سيد القول فكيف القول يعلوكَ أو يدنُ
يا قسيم الجنة والنار من لي إذا ... قام يوم النشر وكلٌّ بأعمالهِ يكنُ
وكلُّ أمةٍ دعيت بإمامها ... وأنتَ الإمام لي يا علي والحُصُنُ
أفهل ألقى جنب من عاديت فيكَ لأجلكَ أنت ... ولم يكن لي بينه الند إلا حق ما لكَ منكرٌ حرنُ
فيبدي لي الشماتة وأيُّ وجهٍ لي حينها ... وكم كان غلبتي في حياة الماضيات يتحين
أفلا ترضى تكافيني إذ كنت ما رضيت ... أن يدنيكَ دنِيٌّ بل رحت محارباً ولا ألنُ
وإني ما عشقت شخصكَ لأجلِ بلغةٍ ... لكنما لأجل الله رحت فيكَ أفتتنُ
يا علة الخلقِ يا مولى الأنام وأميرها ... أأقهر بمملكة ملك ما لديكَ فأمنعُ وأحزنُ
وقد كنتُ أعلمُ أن المرء منا لمحظى عدنٍ ... بثقل أعمال ما جنى يوم الزرع مرتهنُ
لكنَّ قصوري ما كان لحد الله فيه تعدٍّ ... وإن خلت أن حبكم يكفي لعبور الصراط ويوطنُ
أوليس حبكَ صراط الله نحو النهى ... أوهل تطَّلع النار على فؤاد حبكَ فيه يسكنُ
أعذر مدائحي القلة إن كنت غاليت ... ولكن ضعف علمي فيكَ سول لي فرحت أذعنُ
ومضات من حب علي
لـ خادم الزهراء
إبراهيم قبلان العاملي
رجب النور 1432 هجرية