منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - فلسفة مظلومية الزهراء عليها السلام
عرض مشاركة واحدة

خادم الزهراء المظلومة
الصورة الرمزية خادم الزهراء المظلومة
شاعر من شعراء جبل عامل
رقم العضوية : 11708
الإنتساب : Jun 2011
الدولة : جبل عامل
المشاركات : 224
بمعدل : 0.04 يوميا
النقاط : 176
المستوى : خادم الزهراء المظلومة is on a distinguished road

خادم الزهراء المظلومة غير متواجد حالياً عرض البوم صور خادم الزهراء المظلومة



  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : مظلومية سيدة نساء العالمين صلوات الله عليها"> مظلومية سيدة نساء العالمين صلوات الله عليها
افتراضي فلسفة مظلومية الزهراء عليها السلام
قديم بتاريخ : 05-Jun-2011 الساعة : 06:34 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم




بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وأطيب التحية والسلام على رسول الله محمد خير الأنام ونبي الرحمة ورسول السلام وعلى أهل بيته الحجج الكرام الذين أذهب الله عنهم الرجس وجعلهم للبرية أعلام بها يهتدى لسبيل النور عن سبيل الظلام
السلام على بضعة النبي فاطمة ولحمته وفلذة كبده وريحانته والروح التي بين جنبيه وصفية أبيها وأمه بكلمته وكريمته
واللعنة الدائمة على أعدائها بعد غيبته
قال رسول الله : فاطمة بضعة مني فمن أغضبها قد أغضبني ومن آذاها فقد آذاني ومن ساءها فقد ساءني
وهذا الحديث قد روي في غالبية الكتب عند الفريقين
أما بعد ... إن فاطمة الزهراء ذاقت بعد أبيها من الظلم والقهر التعسفي في حقها ما لا يعلمه إلا الله . وظهرت أول علامات ذلك بعد وفاة النبي وقبل دفنه حيث اجتمع ثلة من أمة النبي ومعهم قوم من الصحابة تآمراً على بيت النبي وتخطيطاً لسلب الخلافة وميراث رسول الله والرسول لما يقبر وهذا ما أشارت إليه صلوات الله عليها فاطمة في خطبتها بعد اغتصاب فدك على يد عمر ابن صهاك وأبي بكر ابن أبي قحافة وهذه كانت أول الجرائم في ظلمها سلام الله عليها وأتبعها هجوم هؤلاء مع مواليهم على بيت الزهراء ومعهم الحطب فوضعوه أمام الباب وبدأ عمر يهدد ويتوعد وكانت فاطمة في الدار فلما سمعت صوته جاءت إليه تكلمه من وراء الباب وأقفلت الباب في وجهه حتى لا يدخل عليه وهي لا تشك في ذلك ، طالباً علياً وكان عليٌّ أثناء ذلك في حجرته يجمع القرآن الكريم وظن الزهراء أنهم لا زالوا يكنون لها الاحترام أو لأبيها فكلمتهم ماذا تريدون فألح بطلب علي للبيعة وبدأ يهددها بحرق الدار عليها وكان أحد من معه سأله ماذا تريد في الحطب والنار فقال أريد حرق دار علي فقالوا له إن فاطمة في الدار فقال وإن ...
هذا والزهراء كانت تقف خلف الباب فبدأ يدفع الباب والزهراء تدفع من الداخل ألا يدخل عليها الدار ولكنه هجم على الباب بقسوة وشراسة ودفع الباب على فاطمة فعصرت بين الحائط والباب فصرحت وبدأ يكزها بكعب الرمح فأسقطت جنينها فجاء علي على صراخها فأخذه بتلابيبه وضربه بالأرض إلى آخر الحديث وهذا ما رواه المجلسي في بحاره والكثير حتى اعتلت فاطمة بعد ذلك ومرضت من أثر الضربة والعصرة وماتت وهي واجدة عليهما ناقمة لفعلهما
وقد يطرح المشكك سؤالاً فيقول وكيف يأمر علي فاطمة بفتح الباب ويجلس هو ؟
الجواب إن فاطمة أصلاً كانت في الدار وعلي في داخل الحجرة والأمر جرى بغتة ثم إن فاطمة لم تقم لفتح الباب بل لتكلمهم من ورائه .
وقد يطرح ذاك سؤالاً أيضاً من باب التشكيك والنكران لمظلومية كسر الضلع فيقول : كيف يكسر ضلع الزهراء وتبقى طوال تلك الفترة ولم يعلم أمير المؤمنين علي وهو زوجها بكسرة الضلع آخذاً رواية الـ 90 يوماً لوفاتها صلوات الله عليها بعد أبيها نعم الجواب : ربما كان يعلم أمير المؤمنين بكسر الضلع برغم أن فاطمة أخفت عليه ذلك طوال تلك المدة ولكن حينما قام بتغسيلها تركها وذهب يبكي ويتكلم مع أسماء بنت عميس عن حال الضلع المكسور بمعنى عدم الإحاطة بالعلم من باب أنه لم يستطع فعل شيئ لها ، ومن باب ما يلقيه القرآن عادة بسؤال الله تعالى لموسى وما تلك بيمينك يا موسى هل جهل الله وحاشاه وهو منزه عن الجهل علم أنها عصى أو من سؤاله سبحانه لعيسى أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله هل لم يعلم الله ومل كان جوابه سبحانك إن كنت قلته فقد علمته .
هذا وما الضير بعدم علم علي بكسر الضلع وأن الزهراء أخفت عنه ذلك ما وراء قصد المشكك والمنكر أن لم تتم بينهما معاشرة طوال تلك الفترة سبحان الله أين ذهب فقط لإبطال كسرة الضلع فنقول هل حياة علي وفاطمة عليهما السلام مشحونة بالشهوات والملذات التي تعتليك أنت برغم حليتها هل حياة التي تورمت قدماها من كثرة الصلاة ونحلت من طول الصيام أم ذاك الذي كان يجمد كالخشبة من خشوعه لله حتى الصبح والذي كان ليله قيام ونهاره صيام لهما ذلك الميول الذي تستميله يا هذا .
ثم لو طرحنا سؤالا ، لماذا اخترت الرواية الطويلة العدد ولم تختر رواية الأربعين يوماً أم بدافع إثبات حجيتك المدحوضة . سبحان الله
أما ما هو نحن في صدده هو هل مظلومية الزهراء فدك وسلب الخلافة من علي حتى أوصت أن تدفن ليلاً كما يشاع أو يشيع البعض فلو أن فدكاً كانت هي الرزية التي تفضي إلى تلك الوصايا التي أدلت بها فاطمة فإن فدكاً مجرد أرض وكمثل فاطمة صلوات الله عليها التي عملها وهدفها هو لله أي للسماء حتى ولو أن الأرض كانت المدد المادي الرئيسي للزهراء والذي كان لها في حياة أبيها وإن اغتصاب أبي بكر وعمر لها إنما جاء من باب التضييق على أهل البيت وحد طاقتهم المادية مما يؤدي إلى إضعاف شوكتهم وبخس صورتهم بنظر الماديين أما في الحقيقة طالما عاشت فاطمة وعلي وأولادهما يجوعون أياما وشبه أنهم يشبعون يوما والقرآن الكريم ذكر ذلك في سورة الإنسان التي نزلت فيهم وفي حقهم وكم وكم جاعت الزهراء وجاع علي وجاع أولادهم والتاريخ يروي ويبين صورة أوضاعهم المادية في ذلك العصر بل إن توجههم صلوات الله عليهم كان توجهاً معنوياً روحياً خالصاً لله لا يمت للمادة بصلة أو وصل أما ما يثار حول فدك ومساحتها أنها أرض واسعة كانت هي قاعدة دولة الإسلام المراد بناؤها فنرد على ذلك لو كانت لهذا الغرض لماذا أنحلها النبي لفاطمة ولم يبني ويؤسس هو هذه القاعدة ولو أصدقنا القول هل حدود دولة الإسلام هي فدك بينما في الواقع وصل الإسلام إلى الأندلس وبلاد الغرب حتى لف الكرة الأرضية فلماذا هذه الحصرية ولو أن كان ذلك فقد روي أن عمر بن عبد العزيز قد رد فدك إلى الباقر الإمام المعصوم من ولد فاطمة من ذرية نجلها الحسين لماذا لم يقبلها إذا كانت هي نقطة بناء دولة الإسلام .
ومن ناحية أخرى أن لو كانت مصيبة الزهراء هي غصب الخلافة من علي هل كان يكفي أن تحتج الزهراء وتخاصم وتوصي بما أوصت فلما لم يحتج علي ويتخاصم معهم رداً صريحا لماذا كانت الإدانة من قبل الزهراء ولو أننا سلمنا بالأمر مع العلم والإشارة أن الزهراء وقفت موقف حق دفاعاً عن خلافة الله هل هذا الأمر كافٍ حتى توصي بأن تدفن سراً ويعفى موضع قبرها أبدا لماذا لم يكشف فيما بعد في زمن الأئمة ولم يزل حتى يومنا هذا مغيب . ولا بأس بأن نلقي نظرة حول ما يشاع بأن القوم آنذاك كان يريدون نبش القبر والتمثيل أو الأغلب شياعاً إعادة تشييع الزهراء وقد تصدى لذلك علي فمنعهم من نبش القبور بعد أن عمد إلى إقامة صور رمزية لقبور متشابهة تمويهاً للقبر الحقيقي لفاطمة لماذا لم يكشف عن ذلك القبر بعد موت أولئك وخاصة في زمن علي أو زمن أولاد الزهراء
ثم إن علياً كان قد أوصى أولاده أن يعفوا موضع قبره بعد دفنه درءاً أن يمثل به من قبل معاوية والحاقدين على علي ففعلوا ولكن قد كشف عن موضع قبره بعد زوال دولة بني أمية فلماذا أيضاً الزهراء لم يكشف عن موضع قبرها بعد زوال دولة عمر وأبي بكر وكل من سن أذيتها
هذا وغيره يقف موقف الضعف أمام مظلومية فاطمة فلو أن مظلوميتها صلوات الله عليها كانت في هذا الحد وإلى هذا المدى لماذا قبرها الشريف وقف موقف التصدي وبقي الشاهد الحي على أن مظلوميتها أكبر من ذلك بكثير . ولو مررنا بومضة سريعة على حياة فاطمة بعد أبيها لوجدنا أنها لم تعش إلا قليل هل كانت الزهراء مريضة ؟ لا .
هل قتلت الزهراء نفسها من الحزن على فراق أبيها ؟ لا وحاشا مع عظم المصيبة وفادح الرزية .
بل إن ما عانته الزهراء من اضطهاد وظلم بعد أبيها كان مركزاً أساساً في سقمها وألمها حيث كانت لها حياة خاصة في كنف النبي وبعد شهادته فقدت تلك الصورة العظيمة وإن عصرها بين الحائط والباب وضربها وإسقاطها جنينها هذا كله كان السبب الأقوى في شهادتها مظلومة في غضون أيام فارقت فيها عالم الدنيا وإن وصيتها أن لا يحضر جنازتها من آذاها وأن يعفى موضع قبرها خاصة هذا الأخير دليل قاطع وشاهد حي لا يموت على ظلامة فاطمة
فمن أراد بدلا فاليعطي جواباً مقنعاً حول هذا السؤال
لماذا طلبت فاطمة أن تجهز ليلاً وتدفن سراً ويعفى موضع قبرها ولم يزل ؟

هذا والحمد لله رب العالمين
يا رسول الله يا أيها العزيز مسنا وأهلنا الضر وجئناك بهذه البضاعة المزجاة دفاعاً عن بضعتك وروحك التي بين جنبيك فأوفي لنا الكيل وتصدق علينا بالشفاعة يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم

خادم الزهراء المظلومة
إبراهيم قبلان العاملي
2 جمادى2 1432 هجرية


رد مع اقتباس