[يتيم الحسين (ع)]

"الايثار والانصاف "

ملك أهل البيت قلوب الناس بالانصاف والايثار ..واستطاعوا ايصال الناس إلى شاطئ السعادة في الدنيا والآخرة بالتزامهم بالنهج القويم الذي أرسى أركانه القرآن الكريم ورسول الله وسلم وأهل بيته فما هو الانصاف والايثار وكيف يلعبان الدور الكبير في خلق الأجواء الروحية والنفسية
لا يخفى عليكم أن للانصاف والايثار دور كبير في خلق الأجواء الروحية والنفسية لنمو حركة التربية.. حيث يرتبط الناس روحياً وعاطفياً بمن يتصف بهاتين الصفتين .. ويشعرون بأنّ المربي أو المصلح غاية في الكمال والتسامي ويمكن ان نضع بين ايديكم أنموذجاً للذين اتصفوا بهاتين الصفتين وهم محمد وآل محمد صلوات الله عليهم أجمعين فقد كانوا في تعاملهم مع الآخرين وفي تقييمهم للاعمال في قمة العدالة وفي المقابل تجد هم يتمتعون بالتعالي على الأطر والمصالح الضيقة والأنانية .. وبهذا الشعور وبهذا الانشداد تمكنوا من التأثير على أفكار وعواطف وممارسات الآخرين .. حيث نجد أن ارشاداتهم واراءهم مقبولة ولهذا صرح الاعلام بضرورة الاتصاف بهتين الصفتين لكل شيعي مربي يسعى لاصلاح المجتمع لانهما مقدمة اساسية للتربية والاصلاح كما جاء عن اهل بيت العصمة والطهارة في رواياتاهم فهذا امير المؤمنين يقول في الانصاف والمنصف :

يقول
" المنصف كثير الأولياء والأودّاء "

ويقول
" الانصاف يستديم المحبّة "

ويقول
"الانصاف يألف القلوب "

ويقول
" مع الانصاف تدوم الاُخوة "

ويقول
" من عدم انصافه لم يصحب "

اذن
المربي الكثير الأولياء والمحبوب من قبل الآخرين أكثر تأثيراً من غيره .. حيث تتقبل القلوب ارشاداته وتوجيهاته وتسعى لتحقيقها في الواقع في ممارسات عملية وهذا ما يريده اهل البيت من شيعتهم حرسهم الله

أما ما يخص صفة الايثال فننقل ايضاً عن امير المؤمنين الاتي :

يقول
" غاية المكارم الايثار "

ويقول
" بالايثار يسترق الأحرار "

ويقول

" بالايثار على نفسك تملك الرقاب"

إذن
المربي المتصف بالايثار له سلطان روحي وهيمنة عاطفية على الآخرين وجميع ذلك يؤثر في تقرير المفاهيم والقيم الصالحة في عقول وقلوب وارادة من يراد تربيتهم
وهذا ما ينقصنا في هذا العصر
كونوا زيناً لنا
نسالكم الدعاء