منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - هوَ الحسينُ وكمْ مِن عزمِهِ عَجَبٌ
عرض مشاركة واحدة

علي كريم الربيعي
شاعر موالي من العراق
رقم العضوية : 9543
الإنتساب : Jul 2010
المشاركات : 405
بمعدل : 0.07 يوميا
النقاط : 197
المستوى : علي كريم الربيعي is on a distinguished road

علي كريم الربيعي غير متواجد حالياً عرض البوم صور علي كريم الربيعي



  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : ميزان شعراء أهل البيت صلوات الله عليهم
افتراضي هوَ الحسينُ وكمْ مِن عزمِهِ عَجَبٌ
قديم بتاريخ : 30-Jun-2011 الساعة : 09:26 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


هُوَ "الحسينُ "وكمْ مِنْ عزْمهِ عجبٌ



مُرْ بالطلولِ عَفا مِن سِحْرِها الأثرُ = أمسَتْ تطولُ بها الأشجانُ والكَدَرُ


بكيتُ فيها كثيراً كي أُشاطِرَها = والدّارُ ليس لها عينٌ ولا نظرُ


تبدو لمثكولَ قلبٍ حينَ يقصًدُها = عفّى محاسِنَها البتّارُ والقَدَرُ


مهتوكةُ السّترِ معفورٌ عوارِضُها = تكادُ مِنْ ألمِ الأحداثِ تنفَطِرُ


معالمُ الذِّكرِ أقوَتْ بعدَ صاحِبِها = وباتَ مُنْخَسِفاً في ليلِها القمرُ


محروقةَ الأرضِ لمْ تَنْبُتْ مزارِعُها = وعندَ كلّ مكانٍ قاحلٍ خبرُ


أرضُ الَّتي ردّني شوقٌ لتُربتِها = وقدْ يسيرُ إلى الأقدارِ مقتدرُ


يفوحُ منها عبيرٌ مِنْ أزقّتِها = والذِّكرُ عظَّمَها والشَّفعُ والوَترُ


شُجّتْ بما في جنانِ الخُلدِ مِنْ عجَبٍ = ماكانَ يعْشَقُها مِن قبلِهِمْ بشَرُ


إنّ الّذينَ تفانوا في محبّتها = وبايعوها على الإسلامِ ما رَحَلوا


تلكَ الدّماءُ عليها وَهْيَ عزّتهُا = مفاخرٌ كُتِبَتْ للقومِ مُذْ حَضَروا


كأنّما خصّها بالعرشِ خالِقُها = أو أقسَمَ اللهُ ليس الطفُّ يندَثرُ


كمْ مِنْ معاولَ قامَ الدهرُ رافِعَها = على الكتابِ ولكنْ ظلِّ ينتصرُ


فكُلُّ ما صَعّدَ الطٌّغيانُ صولتَهُ = صوتُ الكرامةِ يأتيهِ فيندحرُ


هُوَ "الحسينُ "وكمْ مِنْ عزْمهِ عجبٌ = في النشأتين وكمْ مِن فكرِهِ عِبَرُ


بينا هو النورُ لا تُخفى معالِمَهُ = وبانَ تحتَ سناهُ الخيرُ والدُرَرُ


أعطى الدّهورَ إباءً مِن كرامتهِ = على يديهِ جيوشُ الظُّلمِ تنكسِرُ


في حين بات عتاةُ الظُّلمِ يقهَرُهُمْ = في كلِّ آونةٍ مِن عزمِهِ ظَفَرُ


مضى إلى ربّهِ لا الموتُ يوقفُهُ = ولا مِن الطُغمةِ النكراءِ يستَتِرُ


وصاحَ يهزأُ مِن قومٍ تُحاربهُ = تسعى لتمجيدَ أصنامٍ وتبتدِرُ


أين المواثيقُ وأين العهدُ والكُتُبُ = ماكانَ كاتِبَها شخصٌ ولا نفرُ


وقدْ بدتْ فعلةُ الأشرارِ واضحةً = مصحوبةً برماحٍ فَهْيَ تستعرُ


وهكذا الناسُ يُغريهُمْ طليقُهُمُ = حتى يُساقوا إلى سقرٍ فما تَذَرُ


هذا المَشيِّدُ للإسلامِ تعرِفُهُ = كلُّ السّماءِ بهِ الطُّغيانُ يندَثِرُ


ظلَّ الحسينُ مناراً مِنْ بدايتهِ = على يديهِ يشِعُّ الليلُ والسَّحرُ


تشعُّ نوراً على الأدهارِ غُرّتُهُ = مذخورةً لسنينِ الظُّلمِ تُدَّخِرُ


وهاهو الراسُ سرٌّ في مسيرتِهِ = وفي المعاركِ محزوزٌ فمُنتصِرُ


يادهرُ ما تنفعُ الدُّنيا التي غَدَرَتْ = خيرَ العبادِ ، ومِن أنصارِها القَدَرُ


ليلٌ يسودُ صباحَ الكونِ أجمعَهُ = كما يُحيطُ كهوفَ البائسِ الحَجَرُ


تبدّلَتْ بعدَهُمْ دوراً وهدّمها = غدرُ الزّمانِ وفي أحداثِهِ غِيَرُ


فيها الخيامُ التي ريعَ النساءُ بها = أمستْ تنوحُ بها الأذكارُ والسِّوَرُ


يادهرُ هلْ تفرَحُ البيضُ التي سَكَبَتْ = تلكَ الدماء َ ، وفي ألحاظِها شَرَرُ


فإنّما الغدرُ ضَرْبٌ مِنْ خصائِلِها = إنَّ المعاولَ لايحلو لها النّظرُ


فما يُلّمُ بمن أرواحُهُمْ عَرَفتْ = معنى النعيم فهل تعدو وتَسْتَتِرُ


قد أيقنوا أنّهُ لاشيءَ يُسعِدُهُمْ = إلاّ الحسينُ فما هانوا ولا انتظروا


لا الموتُ أرْعَبَهُمْ يوماً بصَوْلَتهِ = ولا السيوفُ ، ولا الأهوالُ والخطرُ


حارَ الملايينُ ، وازدادوا ، فحيّرَهُمْ = في كربلا قمرٌ في إثرِهِ قمَرُ


وأنتَ قُرْبَ الرَّدى والثَّغْرُ مُبتسِمٌ = ترنو إلى الحَيْنِ يدنو ثُمَّ ينزَجِرُ


هذا هُوَ السّبطُ رَبّاهُ وعلّمَهُ = على الكرامَةِ ، ليثٌ ، قائدٌ حَذِرُ


في كلِّ عصرٍ سوى أفكارِهِ زَبَدٌ = وكلُّ أهلِ سوى أحسابِهِ صِوَرُ


السّيدُ السّبطِ ، والآياتُ شاهدةٌ = ليثٌ يُرَكّعُ بالميدانِ مَنْ غدروا


فالسّيفُ يحصُدُ منهُمْ كيفَما اجتمعوا = والبأسُ يفتكُ فيهم كَيْفَما انتشروا


إذا تناوَبَتِ الحملاتُ طاعنةً = تناثرتْ عُصَبٌ في الأرضِ تنشَطِرُ


جاءتْ إليكَ مِن الدُّنيا رسائِلُها = وهانَ طوعَ يديكَ التِبْرُ والدُّرَرُ


مَنْ كان عند مكانِ العرشِ موضِعُهُ = فليس َ يخْدَعُهُ مالٌ ولا زُمَرُ


أوْقَفْتَ نفسَكَ قرباناً لخالِقها = بها المواقفُ فاحتارتْ بكَ السِّيَرُ


واجَهْتَهُمْ بليوثٍ أنتَ قائدُهُمْ = فما يُصيبُهُمُ يأسٌ ولا خَدَرُ


لو كلّتِ البيضُ حتى لا تُساعِدُهُمْ = لسابقَتْهُمْ إلى أعدائِكُمْ شَرَر


تمضي الكرامُ على آثارِ سادَتِها = إنْ حاربوا وثبوا أو سالموا انتظروا


الثأرُ منتظرٌ والدّينُ منثلِمٌ = والسّيفُ مقتدرٌ والقلبُ مستعرُ


ثواكلٌ مخبراتٌ عنْ مآثِرِكُمْ = كيلا يضيعَ إباءُ السِّبطِ والخَبَرُ


فقُمتُ أبكي وأنعى سادةً رحلوا = هُمُ الكُماةُ بعهدِ اللهِ قدْ ذُكِروا


بأيِّ شجوٍ تنوحُ اليومَ ثاكلةٌ = والعينُ كلَّ صباحٍ دمعُها مطَرُ


ليتَ الشّجونَ التي عندي نوائبُها = في الدّهرِ مرَّ عليها الجنُّ والبَشَرُ


أرضُ الطفوفِ مكانٌ لا مثيلَ لهُ =بها المنازلُ والآياتُ والسِّوَرُ


اللهُ أنزَلَهُ كهفاً لِمَنْ حَضروا = فأحْرَموا قبل يومِ الحشرِ واعتَمَروا


أبو حسين الربيعي – الخميس 23/6/2011 – دبي


رد مع اقتباس