|
أديب وشاعر
|
|
|
|
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
صفوان بيضون
المنتدى :
ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
إضاءات قرآنية ( د لبيب بيضون )
بتاريخ : 12-Jul-2011 الساعة : 05:21 PM

اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
إضاءات قرآنية
(25)
الفرق بين الخـَير والبِرّ ، والأخيار والأبرار :
الخـَير : كلّ ما يحقق النفع للناس ، ولذلك أطلقه القرآن على المال الكثير في أكثر مِن موضع ، كما في قوله تعالى : { وإنه لحبّ الخير لَشديد } " سورة العاديات 8 " .
أما البِـرّ : فهو الخير الذي يراد به وجه الله تعالى .
وفي المعجم الوسيط : بَرَّ فلان ربَّه : توسع في طاعته ، وبَرَّ فلان والديه : توسّع في الإحسان إليهما ؛ فهو بارّ ، جمعها بَررة ؛ وهو بَرّ ، جمعها أبرار .
فأديسون إن كان هدفه عندما اخترع الكهرباء نفعَ الناس ، فهذا مِن الخير ، ويكون أجره على الناس في الدنيا ؛ وإن كان قصده في سبيل الله ، فهو البِرّ ، ويكون أجره على الله في الآخرة .
مِن هنا كان البِرّ أعظم درجة مِن الخير ، والأبرار أعلى درجة مِن الأخيار ، وفي التنزيل قال تعالى : { لن تنالوا البِرّ حتى تنفقوا مما تُحِبّون } " آل عمران 92 ".
وقال :{ إنّ الأبرار يشربون مِن كأس كان مزاجها كافوراً } " الإنسان 5 " .
وفي المثل : " سيئات الأبرار ، حسنات الأخيار ".
والبَرّ : مِن أسماء الله تعالى ، كما في قوله : { إنهُ هوَ البَرّ الرحيم } " الطور 28 " .
والبَرّ : ما انبسط مِن سطح الأرض ولم يغمره الماء .
ما معنى الخيط الأبيض والخيط الأسود في آية الصيام ؟ :
يقول تعالى : { وكلوا واشربوا حتى يتبيّن لكمُ الخيطُ الأبيض مِنَ الخيط الأسود مِنَ الفجر } " البقرة 187 ".
لو قال تعالى : { حتى يتبيّن لكمُ الخيطُ الأبيض مِنَ الخيط الأسود } وسكت ، لأمكن الظنّ أن المقصود مِن الخيط ما هو مستخدم في الخياطة . ولكن لما قال { مِن الفجر } تبيّن أن الخيط هو شيء متعلق بالفجر ؛ فقد عبّر عن شعاع الفجر الكاذب الذي يغلب عليه الظلام ( بالخيط الأسود ) ، وعن شعاع الفجر الصادق الذي يغلب عليه الضياء ( بالخيط الأبيض ) . فالآية تقول : إذا ظهر الفجر الصادق واستبان مِن الفجر الكاذب فقد وجب الإمساك عن الطعام ، وبدأ وقت الصيام .
وعلى الغالب في دمشق عندما يؤذن أهل السنّة في مآذنهم بأذان الفجر ، فهو الفجر الكاذب ، ولذلك لا يقيمون الصلاة إلا بعد فترة منه . ونحن نحتاط بالإمساك عند هذا الأذان ، ولكن لا نصلي صلاة الصبح إلا بعد مضي ثلث ساعة ، حيث يكون قد ظهر الفجر الصادق .
... يتبع ..
|
|
|
|
|