[الجشي]

أنت ياسر من الرحمن قد بشر عنه في الظهور
انت ياسر ستجلو الظلم والهادي بمصباحك نور
أنت يامن خاطب الله به عيسى بآيات السرور
...أنت من يمتحن الله به الخلق بسيناء وطور
انت من تنتظر الكعبة منه حمل مفتاح النذور
أنت من يرتقب الهادي له اليوم الطهور
انت للزهراء قرم ولها السيف الهصور
أنت من منبع عدل الله تأتي وتثور
إن محو الظلم محتاج الى الحق الصبور
فلآبائك ثارات ولايحصي لها الا الغيور
غيرة الدين بكم تهتف في كل الدهور
قبل خلق الخلق مكتوب بك العدل ينور
نحن عشاقك فاكحلنا بنظرات العبور
عشعش الظلم ولم تبقى براري أوبحور
كلها تألف للظلم كتغريد لاسراب الطيور
هاجس الاقوام بأن نبقى ولانبقى البدور
إن من يعشقكم ياسيدي هو في كبت يدور
ضاقت الدنيا به وانطوى منه الشعور
ليس يدري من يدير الأمر في كل الأمور
وهو في المحنة تسري من حواليه الشرور
ربما تزرى به التهمة بهتانا وزور
وتراتيل الليالي أين حراس الثغور
فمتى تأمل يوما فيه تبدو للظهور
ويعيش الناس سلما وبها العدل الفخور
قد تعاهدنا وليدا غيبوا منه الحضور
ذاك أمر الله والله حكيم في الصدور
اختفى السر من الحمل وماشاءالغفور
ان ترى نرجس حملا وبها الدنيا تجور
عطر الله بها الحمل ففاحت بالعطور
فأتى شعبان والباري رعاها بالحبور
ليلة النصف أتاها من جنان الخلد حور
واقتضت حكمة رب الكون تزدان القصور
فهو نور الله نورالله ذي الوجه السَفور
فحبا الكون وذاشعبان من خير الشهور
منصور الجشي