[سيد جلال الحسيني]

الربيع : 1
الكافي ج : 2 ص : 630
أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍعَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ لِكُلِّ شَيْ‏ءٍ رَبِيعٌ وَرَبِيعُ الْقُرْآنِ شَهْرُ رَمَضَانَ .
الشرح :
في الرواية المباركة قسمين مهمين والقسم الاول كالمقدمة للقسم الثاني ؛اما القسم الاول قول الامام :
((لِكُلِّ شَيْ‏ءٍ رَبِيعٌ))
ان الربيع هو احد فصول السنة وهو الفصل المريح الذي ترتاح له النفس ويهتش ويبتش لانه يجد الحياة بدأت تدب في الاشجار وفي كل الطبيعة ويعتدل الجو وكانه بدء الوجود يضحك بعد ان كان في الشتاء معبس ولعبوس برده يفر الناس منه مختفين تحت الفراش وتحت السقوف في الغرف والقاعات التي تقي الانسان من برده واليوم جاء الربيع الذي يحتضنه الانسان بكل بهجة وسرور ولذلك يعبر عن كل ما يريح بالربيع وفيه اشارة جدا دقيقة بان على الانسان ان يغتنم فرصة وجود الربيع لانه آني وسيذهب عنه عما قريب فعلى الانسان ان يغتنم فرصة وجود الربيع واطلالته قبل ان يرحل وياتي الصيف الذي به يتبخر كل ما في الطبيعة وتخرج من يده كل فرصة كانت متاحة له ان يستفيد منها .
ان الامام قال في هذه المقدمة لكل شيئ ربيع ؛ فان الربيع له خصوصيته حسب خصوصية ذلك الشيئ؛ فمثلا ربيع العمر هو الشباب فعلى الشاب ان يعلم ان اهم ما في حياته هو ربيع عمره وهو الزمان الذي يكون في كامل قواه من اول بلوغه الى الاربعين من العمر فعليه ان يعلم بان هذا الفصل من العمر يستطيع ان يزرع فيه كل خير من علم ومن معارف وتهذيب النفس وبناء المستقبل فان نام وغفل عن هذا الربيع الجميل من عمره فانه سيندم ولكن حيث لا ينفع الندم ؛ لاحظ كم جميلة الاشارة من الامام الى هذا الربيع الذي سيمر مر السحاب ولم يفلح الا من استطاع ان يستثمره بافضل استثمار ؛ وهناك ربيع العمر في الحياة الزوجية والذي سنشرحه شرحا وافيا باذن الله تعالى في الربيع الثاني الى ان نصل للربيع الاصل وهو القسم الثاني الذي هو ربيع القران الكريم