[سيد جلال الحسيني]

الفصل 3

قبل البحث في عالم اللسان - والجلوس على منصة المتفرجين لتدميره واهلاكه للكثير من الابرياء ثم انتحاره باهلاك صاحبه اشد الهلاك ودفعه له الى قعر جهنم ملوما مخذولا وقد ختم عليه فلا يؤذن له ليعتذر ولا يُسمع له انين ولا نجوى في يوم يفر منه اخيه وامه وابيه وصاحبته وبنيه وقد كان يصب لهم حلاوة التملق وعسل التذلل ليرضيهم وان كان فيه سخط خالقه واليوم اسلموه للبلوى وتركوه صريع المحنة – قبل كل هذا نشير بان المراد بالسكوت والصمت عن اللغو بانواعه الكثيرة :
عن كتاب الإحتجاج‏:
سُئِلَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عَنِ الْكَلَامِ وَ السُّكُوتِ أَيُّهُمَا أَفْضَلُ ؟
فَقَالَ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا آفَاتٌ فَإِذَا سَلِمَا مِنَ الْآفَاتِ فَالْكَلَامُ أَفْضَلُ مِنَ السُّكُوتِ .
قِيلَ : كَيْفَ ذَلِكَ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه واله ؟
قَالَ : لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ مَا بَعَثَ الْأَنْبِيَاءَ وَ الْأَوْصِيَاءَ بِالسُّكُوتِ إِنَّمَا بَعَثَهُمْ بِالْكَلَامِ وَ لَا اسْتُحِقَّتِ الْجَنَّةُ بِالسُّكُوتِ وَ لَا اسْتُوجِبَتْ وَلَايَةُ اللَّهِ بِالسُّكُوتِ وَ لَا تُوُقِّيَتِ النَّارُ بِالسُّكُوتِ إِنَّمَا ذَلِكَ كُلُّهُ بِالْكَلَامِ مَا كُنْتُ لِأَعْدِلَ الْقَمَرَ بِالشَّمْسِ إِنَّكَ تَصِفُ فَضْلَ السُّكُوتِ بِالْكَلَامِ وَ لَسْتَ تَصِفُ فَضْلَ الْكَلَامِ بِالسُّكُوتِ .
يتبع