[خادم الزهراء المظلومة]

لأمكم قوموا إلى الحزن إذ قضت ... بعد أن أدت الرسالة خيرة الأمهات
أكرم بخديجة مدحاً أيها الشعر ... من عاشت لأجل الله وكفاها باذلات
لم تنسى عطاياها يوم مدت الدين ... حين احتاج مالها فلبت واليدين خجلات
حتى لم يبقى غير جلد الأنعام عليه ... تجلس والنبي مأوى للصقيع الآتِ
يكفي لها الفخر أن يشهد لها النبي ... حيث ما قام الدين إلا على أموالها الخيرات
فأعطت وأنفقت على محبة الله دفعاً ... فأخلف الله له العطاء في فسيح جنات
يوم ماتت بكى النبي إذ خسر المأوى ... لما كانت آوته وقد نبذته قريش من الحياة
رمت بعطفها عليه إذ لم تجد سواه الأمين ... صدقته يوم كذبوه في خاتمة الرسالات
ويحق لدموع أحمدٍ أن تجرها الأحزان ... فيكِ يا خير أم للمؤمنين بوركت وللمؤمنات
ويا من أنجبت للوجود خير زكية فاقت النسا ... فضلاً علا وسؤدداً بين النساء الخالدات
يا أم فاطمةٍ والفخر فيكما يتحاكى النهى ... لم تبلغ مدحته المعالي كلها والسمات
بوركت يا أول من آمن بالنبي من نساء ... ومن أول من أدى مع حضرته الصلاة
أسفي كيف يخبو نوركِ يا من بلغ الإله ... من وحي جلاله سلاماً خص لها وتحيات
لهفي إذ أوصت حين المنية بضعتها ... على حياءٍ من النبي إن حضرت لها الوفاة
أن يكفنها ببردته فهي خير ما حاكت الخيوط ... ولكن عطاء الله لها كان فيضاً من خزائن السماوات
فألقى لها من صنيع القدرة العليا كفناً لفت فيه ... ووسدها النبي الثرى شاجي العين بالعبرات
يا يوم سألت عنها البتول أينها عنها مضت وقد ... أيتمت فأطرق الرسول رأسه خجلاً والدموع جاريات
فهم جبريل يبلغ السلام لفاطمةٍ ويقول لها مطمئناً ... بلسان أبيها أنكِ يا أمنا بقصر طاب فيكِ سكناً وسعات
فسلام إليكِ يا خديجة ما در لنا في الحياة إيمانا ... منكِ يستشف عبيره يتوزع على النفوس الصالحات

أطيافك يا أم المؤمنين
لـ خادم الزهراء المظلومة
إبراهيم قبلان العاملي
9 شهر رمضان الحزن 1432 هجرية