|
عضو نشيط
|
|
|
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
موالية حيدر
المنتدى :
ميزان شهر رمضان المبارك
بتاريخ : 10-Aug-2011 الساعة : 08:08 PM

اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
بسم الله الرحمن الرحيم
دعاء الإفتتاح
الحلقة الرابعة
(اَلْحَمْدُ للهِ الَّذي لَمْ يَتَّخِذْ صاحِبَةً وَلا وَلَداً ،
وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَريكٌ في الْمُلْكِ ،
وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِىٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبيراً..)..
إن دعاء الافتتاح دعاء مليء بالمعاني التوحيدية ،
والذي يراد منه أن يربطنا بحالة الأنس بواجب الوجود ،
والإحساس بأن الله عزوجل هو المهيمن ، وهو المسيطر ،
الذي أزمة الأمور طراً بيده ، والكل مستمدة من مدده..
ومن المناسب لو نترجم هذه المعاني ، إلى واقع معاش في حياتنا السياسية ،
وفي تعاملنا مع الأعداء ، ومع القوى الكبرى.. فالإنسان المؤمن عندما يعيش هذه الحقيقة ،
بأن الله عزوجل هو مالك الملك ، وليس هنالك شريك له في هذا الملك ، ولا يضاده في ملكه أحد ،
ويعيش حقيقة الهيمنة الإلهية والسيطرة الإلهية على عالم الوجود ؛
فإن هذا الإحساس يوجد في العبد حالة من حالات الاستعلاء والاستغناء.
ومن المعلوم أن النبي الأكرم (ص) عندما واجه كفار قريش -
بجبروتها وقوتها ، القوة الكبرى في ذلك العصر- ، في أول معركة من معارك الإسلام الخالدة ،
والتي كانت في هذا الشهر المبارك ، خاطب ربه قائلاً :
يا رب !.. إن تَهلك هذهالعصابةلا تُعبد..
الملاحظ أن النبي الأكرم ( ) جعل الأمر بيد الله عزوجل ،
وأنه هو الذي يقرر في عباده ما يشاء ، وكيف يشاء..
وإذا بالمدد الإلهي ينزل بالملائكة المسومة ، والتي كانت -في جوار جهود المسلمين في معركة بدر-
من موجبات نصر المسلمين.
بالإضافة إلى أن الذي يعيش هذه الحقيقة ،
أنه لا مؤثر في الوجود إلا الله سبحانه وتعالى ، وأن بيده مقاليد الأمور ،
فإنه سيصل إلى جوهر كلام علي (ع) -الشهيد في هذا الشهر المبارك- ،
حيث يقول ( ) :
( عظم الخالق في أنفسهم ، فصغر ما دونه في أعينهم )..
فإذن، الذي يعيش حقيقة مالكية وملكية الله عزوجل لهذا الوجود ،
سوف يرى كل شيء في عالم الوجود صغيراً وحقيراً..
ومن هنا نلاحظ العزة الإيمانية التي يعيشها المؤمن في مواجهة قوى الشر في الوجود ،
فهذه الحقيقة لا تغيب عن بالهم أبداً..
ثم إن رب العالمين فوض الأمور إلى عبده ،
إلا أن يذل نفسه ؛ لأنه مرتبط بعزة الله عزوجل..
ورد في الحديث القدسي :
(أنا العزيز.. فمن أراد عزّ الدارين ، فليطع العزيز ).
وفقنا الله تعالى وإياكم ، لأن نكون من عباده الصالحين !..
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
يتبع ..
|
|
|
|
|