|
عضو نشيط
|
|
|
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
موالية حيدر
المنتدى :
ميزان شهر رمضان المبارك
بتاريخ : 10-Aug-2011 الساعة : 08:19 PM

اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحلقة الخامسة
شرح دعاء الإفتتاح
اَلْحَمْدُ للهِ الْفاشي في الْخَلْقِ أَمْرُهُ وَحَمْدُهُ ، الظّاهِرِ بِالْكَرَمِ مَجْدُهُ ،
الْباسِطِ بِالْجُودِ يَدَهُ ، الَّذي لا تَنْقُصُ خَزائِنُهُ ،
وَلا تَزيدُهُ كَثْرَةُ الْعَطاءِ إلاّ جُوداً
وَكَرَماً ، إِنَّهُ هُوَ الْعَزيزُ الْوَهّابُ)..
إن الملاحظ في هذه الفقرة من دعاء الافتتاح بأن هنالك تركيز وتذكير بالكرم الإلهي.. فالوجود برمته هو انعكاس لهذا الكرم الإلهي ، فمن كرمه أنه أخرج الوجود من ظلمة العدم إلى نور الوجود.. إن رب العالمين كرمه ، كرم لا يحد ولا يوصف ، كما نقرأ في دعاء رجب :
( يا من يعطي من سأله !.. يا من يعطي من لم يسأله ،
ومن لم يعرفه ؛ تحنناً منه ورحمة !.. )
يا له من جود وكرم !.. إن رب العالمين عطاؤه لا فقط يمتد لعباده المؤمنين ،
سواء كان بسؤال أو بغير سؤال ؛ بل حتى أولئك المنحرفون ، والذين ينكرون وجود الله عزوجل ،
بل يحاربون أولياء الله عزوجل ، فهم متنعمون بنعم الدنيا ، ولعله أكثر من المؤمنين..
نعم، رب العالمين هكذا بسط يده بالجود..
والثمرة العملية لهذه المناجاة ، هي أن نتشبه بأخلاق الله عزوجل..
المؤمن لا ييأس أبداً ، أن يصل إلى درجة من درجات التكامل ،
تنعكس فيها الصفات الإلهية في وجوده ، بحسب قدراته البشرية..
نعم، المؤمن يصل إلى درجة من درجات التكامل ، يصبح مظهراً لأسماء الله الحسنى ، ومنه الكرم..
إن المؤمن وجود كريم ، لا بمعنى الكرم في المال فحسب ، بل الكرم بمعناه الأوسع الأعم..
فالمؤمن ينفق مما آتاه الله عزوجل ، إن كان علماً ، أو جاهاً ، أو مالاً...
وهذا الشهر الكريم ، هو شهر العطاء ، وشهر الإكرام ، وكما قلنا : إكرام كل واحد بحسبه..
ولا شك إن الإكرام الأكمل في هذا الشهر المبارك ، هو أن يأخذ الإنسان بيد عبد قد أرهقته الذنوب ،
وأن يأخذ بيد عبد قد ضل الطريق.. فإن من أفضل صور التحبب إلى الله عزوجل ،
سوق العباد التائهين إليه تعالى.. ولا ينكر بأن إفطار الصائم فيه ثواب كثير ،
ولكن ما هو أعلى وأغلى وأجل من إفطار الصائم ، هو دعوة المفطر إلى الصيام ،
وأن يسوق عبداً إلى ربه ، بعد أن أكثر من المعاصي ، وبما أوجب له البعد من الله عزوجل ،
بكلمة يغير بها مجرى حياته ، فإن هذه الكلمة أوقع في ميزان أعماله من الإطعام الظاهري..
فالإطعام الظاهري يقيم ظاهر الإنسان ، بينما الإطعام الباطني الروحي -كما في قوله تعالى :
{فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ} ،
حيث فسر الطعام بأنه هو العلم الذي يأخذه- ، يحدد مصيره الأبدي شقاء وسعادة.
وعليه، فمن يريد أن يتشبه بالله عزوجل في كرمه ولطفه ،
فينبغي أن ينظر إلى الحقول التي من الممكن أن يدخل فيها ،
ليسوق العباد إلى طاعة الله عزوجل.. وكلما أحسنّا إلى العباد في هذا المجال ،
كلما تنزلت علينا الرحمة الإلهية بأعلى صورها.. ومن أفضل صور الرحمة الإلهية ،
أن يختار رب العالمين عبداً لنفسه.. يا له من مقام عظيم !..
ذلك المقام الذي خُص به الكليم ، حيث أختاره الله عزوجل لنفسه ،
وصنعه على عينه ، واختاره لمناجاته..
نسأل الله عزوجل أن يجعلنا من هؤلاء ،
بمنه وكرمه ،
إنه سميع مجيب !.
اللهم ولا تسلبني مناجاتك ،،
ولا تستبدل بي غيري
وما بدأت به من فضلك فتممه
فإنك الجواد الكريم
نسألكم الدعاء
يتبع
|
|
|
|
|