منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - سبـحــة كربــلاء !!!
عرض مشاركة واحدة

موالية حيدر
عضو نشيط

رقم العضوية : 10715
الإنتساب : Dec 2010
المشاركات : 236
بمعدل : 0.05 يوميا
النقاط : 183
المستوى : موالية حيدر is on a distinguished road

موالية حيدر غير متواجد حالياً عرض البوم صور موالية حيدر



  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : موالية حيدر المنتدى : ميزان المنبر الحر
افتراضي
قديم بتاريخ : 13-Sep-2011 الساعة : 06:03 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم



هذا يا صديقى عن الفيزياء الدنيا والعليا ، أما عن مقام الحسين فلا تستكثر أن يجعل الله آية قتله في كربلاء أن تتحول تربته المودعة في بيت رسول الله الى دم ، وهذا في الحقيقة من آيات رسول الله ومعجزاته .
قال صديقى: تقصد أن المعجزة شئ آخر فوق هذه القوانين الفيزيائية العالية التي ذكرتها ؟
قلت: نعم إن المعجزة مقولة أخرى ، وإن تخيل بعض المثفقين أنهما مقولة واحدة، وسأضرب لك مثلا: إذا استطاع العلم أن يكشف أن الصادق عندما يتكلم ينبعث منه إشعاع من لون معين ، والكاذب ينبعث منه إشعاع من لون آخر ، أو استطاع أن يكتشف الرائحة الكريهة عند حدوث النية السيئة ، والطيبة عند حدوث النية الطيبة.. فهذه قوانين جديدة، وهي التي عبرت عنها بقوانين الفيزياء العليا تقريباً للذهن .
أما التعبير الأصح فهو أنها إحدى آيات الله تعالى المبثوثة في هذا الكون التي لانعرف منها إلا القليل .
أما المعجزة بالمعنى الأخص فلها منطق آخر ومعادلات فوق قوانين الفيزياء العليا والدنيا..
يصف أمير المؤمنين معجزة مجئ الشجرة الى رسول الله فيقول: ( ولقد كنت معه لما أتاه الملأ من قريش فقالوا له: يا محمد إنك قد ادعيت عظيماً لم يدعه آباؤك ولا أحد من بيتك ، ونحن نسألك أمراً إن أجبتنا إليه وأريتناه علمنا أنك نبي ورسول ، وإن لم تفعل علمنا أنك ساحر كذاب . فقال : وما تسألون؟ قالوا: تدعو لنا هذه الشجرة حتى تنقلع بعروقها وتقف بين يديك ، فقال : إن الله على كل شئ قدير ، فإن فعل الله لكم ذلك أتؤمنون وتشهدون بالحق؟ قالوا نعم ، قال فإني سأريكم ما تطلبون وإني لأعلم أنكم لا تفيئون إلى خير ، وإن فيكم من يطرح في القليب ومن يُحَزِّبُ الاحزاب .
ثم قال :ياأيتها الشجرة إن كنت تؤمنين بالله واليوم الآخر وتعلمين أني رسول الله فانقلعي بعروقك حتى تقفي بين يديَّ بإذن الله.. فوالذي بعثه بالحق لانقلعت بعروقها وجاءت ولها دوي شديد وقصف كقصف أجنحة الطير حتى وقفت بين يدي رسول الله مرفوفة وألقت بغصنها الأعلى على رسول الله وببعض أغصانها على منكبي ، وكنت عن يمينه ! فلما نظر القوم إلى ذلك قالوا علواً واستكباراً: فمرها فليأتك نصفها ويبقى نصفها ! فأمرها بذلك فأقبل إليه نصفها كأعجب إقبال وأشده دوياً فكادت تلتف برسول الله ! فقالوا كفراً وعتواً: فمر هذا النصف فليرجع إلى نصفه كما كان ! فأمره فرجع .
فقلت أنا: لاإله إلاالله فإني أول مؤمن بك يا رسول الله ، وأول من أقر بأن الشجرة فعلت ما فعلت بأمر الله تعالى تصديقاً بنبوتك وإجلالاً لكلمتك . فقال القوم كلهم: بل ساحر كذاب عجيب السحر خفيف فيه ، وهل يصدقك في أمرك إلا مثل هذ ا الغلام ! يعنوني ) !
أما مثل هذه المعجزة فهي فعل إلهي حيٌّ في الطبيعة ، بقدرة أعلى من قوانين الفيزياء الدنيا والعليا وقوانين المادة وإمكاناتها جمعاء.. ولذلك يخر لإعجازها علماء الطبيعة أجمعون .
قال صديقي: هل نفهم من قوله تعالى: سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ، أن العلم سيكشف قوانين الفيزياء العليا التي ذكرتها ؟
قلت: هذه الآية وعد قطعي بآيات معجزة يظهرها الله تعالى ، ولكنها مجملة من حيث الزمان ونوع الآية ، والظاهر أنها أعظم مما ذكرت ، وقد وردت الأحاديث عن أهل البيت أنها آيات تظهر في أعداء الحق عند ظهور الإمام المهدي ، ونص بعضها على أنها آيات انتقامية من المسخ والقذف بالصواعق ، وفقدان سيطرة الحكام الطغاة على آفاق دولهم !
قال صديقي: شكراً لك ، لقد سمعتُ جديداً عن الشم والنور ، لكن ماذا عن كلام السبحة من تراب كربلاء ، وتسبيحها في يد حاملها ؟
قلت له: هل ترى أن التسبيح في قوله تعالى: وَإِنْ مِنْ شَئٍْ إِلا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ، هل تراه تسبيحاً مجازياً ؟
إن الآية تنادي بأنه تسبيح حقيقى بدليل: لا تفقهون تسبيحهم ، والأحاديث المفسرة لهذه الآية ، وبدليل أن هذا التسبيح لو كان حقيقياً لصح أن نعبر عنه بتعبير الآية بدون إضافة حرف إليها..إن لحمل الكلام على المجاز حدوداً في اللغة العربية ، فمن أفرط فيها فقد تمحل .
نعم يا صديقى ، إنه تسبيح حقيقي ، وإن صريح الآيات والأحاديث أن جميع ما في هذا الكون كائنات حية حتى النبات والجماد ، فلايوجد كائن ميت بالموت الكامل ، ولكنها درجات الحياة تتفاوت في الناس من أعظمهم حيوية ويقظة في عقله وروحه وبدنه ..الى أقلهم حياةً الذي لايكاد يفقة شيئاً ، ولا ينبض بحس !
ثم يتفاوت أحدنا في درجة حياته من أرقى حالاته في الإزدهار العقلي والروحي والبدني.. الى أضعف حالته من الخمول والركود والمرض .
وإذا جعلنا الإنسان في أول سلم الأحياء ، فإن أقل إنسان نصيباً من الحياة يقترب من أرقى حيوان صامت.. وأقل حيوان نصيباً منها يقترب من أرقى نبات أو يشتبه به.. وأقل نبات نصيباً منها يشتبه بأرقى جماد..
وكل فرد من سلسلات هذه الكائنات له روح بحسبه ، وعقل بحسبه ، وتكليف بحسبه ، ولغة وتسبيح ، ولكنا لا نفقه تسبيحهم..
أما رأيت لكل نوع من النبات والأشجار شخصية وأخلاقاً غير النوع الآخر.. وما يدريك أن تكون الصخور والجبال كذلك ؟
أما التراب يا صديقي فله قصة أخرى لأنه نحن.. أحدنا ما هو إلا نصف متر مكعب من التراب مخلوط بنفخة إلاهية..
نعم ، إن نفخة الروح هي الاساس وأصل السر ، والإنسان إنسان بروحه قبل بدنه.. ولكن السر أيضاً في قبضة التراب التي تقبل حلول النفخة فيها وتتآخى معها وتكون مقرها .
السر أيضاً في السبع قبضات التي أخذها جبرئيل من الأرض فكانت بيتاً للروح ، وفي غذاء الأبوين من نتيجة تراب الأرض الذي يصير عَلَقَةً تقبل الإنشاء الآخر !
هل سمعت أن كل العناصر الستة عشر التي يتكون منها التراب ، يتكون منها بدن الإنسان بلا زيادة ولا نقصان !
وهل سمعت ، وهل سمعت ، عن التراب.. وأن في الأرض تراباً ليس منها ، وأنه نقل اليها من الجنة ، لأمر لا أفهمه أنا ولا أنت !
الأشياء يا صديقي أكبر مما نرى وأعمق ، فلا تنظر إليها بسذاجة !
إن مثل المؤمن وغير المؤمن يا صديقي كمثل شخصين يملكان جهازي (راديو)فيفتح أحدهما جهازه ويدير مفتاحه فلا يسمع صوتاً الا الخشيش والصفير ، فيقول إنه جهاز جيد ولكن لا توجد محطات الآن .
ويفتح الآخر مذياعه فإذا به ممتلئ بالإذاعات صافية واضحة ، ولا خشيش ولا صفير !
المشكلة يا صديقي ليست في محطات الاذاعات، بل في جهاز الالتقاط!
ومشكلة هؤلاء الجامدين على الماديات ومن تبلد مثلهم من المسلمين أنهم عند ما لا يلتقط جهازهم ينفون وجود الإرسال والمرسلات ! الموجود يا صديقي أكثر مما يلتقطه جهازك وجهازي، ومحطات الإرسال موجودة في كل شئ من حولك !
حواسنا الخمس آيات كبرى من آيات الله تعالى ، ولكنها (كامرات) محدودة تستطيع أن تلتقط أجزاء من المسموع ، والمنظور ، والمحسوس ، والمشموم ، والمطعوم.. وتبقى الأجزاء الأخرى خارج عملها !
وجهاز عقلنا آية عظمى ، ولكنه يلتقط جزءً من الحقائق ، وتبقى الأجزاء الأخرى خارج عمله !
وجهاز روحنا يصل الى جزء من العوالم ، وتبقى الأجزاء الأخرى خارج عمله ! فالمسألة ياصديقي أعمق مما نتصور ، فاعجب للذين ينظرون اليها بأذهان مسطحة ، وأحياناً مُبَلَّطة !
هذه النبتة الصغيرة التي تدوسها الأقدام لها خطة وهدف ، ولها قصة قد تفوق قصة أكبر شجرة في غابات الأمازون !
وكل نبتة لها خطة وهدف وقصة ، وكل حيوان ، وكل إنسان ، بل كل ذرة من جماد أو تراب.. أليس الجميع آجرّاً في بناء هذه الأرض والحياة ، ومن هندسة ذلك المعمار ، وأي معمار ، سبحانه وتعالى !
آه لو استطعت أن أنادي في أولاء الذين لايرون إلا الأشكال والسطوح.. لو استطعت أن أهز بصيحتي عقولهم ووجدانهم.. يا هؤلاء إن البعد المادي إنما هو واحد من أبعاد الموجودات ، وهو أهونها وأصغرها..
روحي فداء رسول الله الذي أراد أن يهز عقول قريش ووجدانهم فصعد على الصفا ذات يوم ، ونادى: يا صباحاه ، فاجتمعت اليـه قريش فقالـوا: مالك؟ قال: أرأيتكم إن أخبـرتكم إن العـدو مصبحكم أو ممسيكم ما كنتم تصـدقـونني ؟ قالـوا: بلى .
قال..أيها الناس إن الرائد لايكـذب أهله ، ولو كنت كاذباً لما كذبتكم والله الذي لا إله إلاهو إني رسـول الله اليكم حقاً خاصة والى الناس عامة . والله لتمـوتـن كما تنامـون ولتبعثـن كما تستيقظـون ولتحاسبن كما تعملون ، ولتجزون بالإحسان إحساناً وبالسوء سوءا ، وإنها الجنة أبـداً والنار أبداً..
إنا اليوم يارسول الله بحاجة الى صيحة (ياصباحاه) في قريش العالم ، وفي قريش المسلمين: في قريش العالم ليعرفوا أن وراء الماديات عوالم أعظم منها ، فيخرجوا من عبادة المادة الى نور التوحيد .
وفي قريش المسلمين ليتوقفوا عن ظلمهم لأهل بيتك ، ويرجعوا الى قيادتهم وتلقي الإسلام منهم .
ويظهر أن بوادر تقبل هاتين الصيحتين سستنامى في العالم وفي الأمة ، حتى يظهر ولدك المهدي الموعود فيقوم بها خير قيام .
قال صديقي: لقد استفدت من حديثك وأحببت تربة الحسين أكثر.. وقررت أن أسبح بها لابغيرها ما استطعت ، وأسجد لله على ترابها ما استطعت.. وسوف أهدي لك منها تربة سجود وسبحة .
قلت: خير هدية ، أشكرك عليها ، وأرجو أن لا تفارقني سبحة كربلاء في حياتي وأن يدفنوها معي في قبري . لقد أعجبتني فكرة سيف الدولة الحمداني رحمه الله حيث كان يجمع غبار ثيابه إذا رجع من جهاد الروم حتى صنع منها لبنة ، وأوصى أن توضع معه في قبره ، وأن يوضع شئ من تربة الحسين على صدره..
وهكذا كلما زاد حب الإنسان لنبيه وعترته وأمته.. صار أرهف حساً ، وأكثر فهماً ...








من بريد الموالية


رد مع اقتباس