منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - سبب سوء العاقبة في القرآن الكريم
عرض مشاركة واحدة

سيد جلال الحسيني
الصورة الرمزية سيد جلال الحسيني
طالب علم متخصص في الحديث
رقم العضوية : 3866
الإنتساب : Feb 2009
الدولة : النجف الاشرف مولدي
المشاركات : 2,567
بمعدل : 0.44 يوميا
النقاط : 298
المستوى : سيد جلال الحسيني is on a distinguished road

سيد جلال الحسيني غير متواجد حالياً عرض البوم صور سيد جلال الحسيني



  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : أرشيف تفسير الأحلام ( السيد جلال الحسيني )
افتراضي سبب سوء العاقبة في القرآن الكريم
قديم بتاريخ : 30-Sep-2011 الساعة : 08:03 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم



سبب سوء العاقبة في القرآن الكريم


ثُمَّ كانَ عاقِبَةَ الَّذينَ أَساؤُا السُّواى‏ أَنْ كَذَّبُوا بِآياتِ اللَّهِ وَ كانُوا بِها يَسْتَهْزِؤُنَ (10)(الروم)
من اهم الامور التي يعتني بها العقلاء هو عاقبة الامر ؛ وعاقبة الامر انما يعني المصير الذي سيلاقيه الانسان آخر عمره لان الطريقة التي يموت عليها تؤثر كل التاثير على حياته الخالدة في عالم الآخرة وقد ورد في كتاب لسان العرب عن معنى العاقبة :
"و عُقْبُ كُلِّ شي‏ء، و عُقْباه، و عُقْبانُه، و عاقِبَتُه‏: خاتِمتُه."
فمن خُتم له بطاعة يكون من اهل الجنان كما في هذه الروايات


من‏لايحضره‏الفقيه 1 474 باب ثواب صلاة الليل
وَ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه واله عِنْدَ مَوْتِهِ لِأَبِي ذَرٍّ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ : يَا أَبَا ذَرٍّ احْفَظْ وَصِيَّةَ نَبِيِّكَ تَنْفَعْكَ ؛ مَنْ خُتِمَ لَهُ بِقِيَامِ اللَّيْلِ ثُمَّ مَاتَ فَلَهُ الْجَنَّةُ


من‏لايحضره‏الفقيه 4 183 باب ثواب من ختم له بخير من ....
رَوَى أَحْمَدُ بْنُ النَّضْرِ الْخَزَّازُ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه واله مَنْ خُتِمَ لَهُ بِلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ وَ مَنْ خُتِمَ لَهُ بِصِيَامِ يَوْمٍ دَخَلَ الْجَنَّةَ وَ مَنْ خُتِمَ لَهُ بِصَدَقَةٍ يُرِيدُ بِهَا وَجْهَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ دَخَلَ الْجَنَّةَ .


فان الآية التي نحن بصددها تبين السبب في سوء عاقبة من ساءت عاقبته حيث تقول ان من يرتكب السيئات فان قلبه سينقلب راسا على عقب
كما جاء في كتاب بحار الانوار: 70 312


"و الحاصل أن الخطيئة تلتبس بالقلب و تؤثّر فيه حتى تصيّره مقلوبا لا يستقر فيه شي‏ء من الخير بمنزلة الكافر فإن الإصرار على المعاصي طريق إلى الكفر كما قال سبحانه ثُمَّ كانَ عاقِبَةَ الَّذِينَ أَساؤُا السُّواى‏ أَنْ كَذَّبُوا بِآياتِ اللَّه‏ ".


واما معنى قوله تعالى :" أَنْ كَذَّبُوا بِآياتِ اللَّهِ"


ان هناك روايات كثيرة تقول ان اهل البيت هم الآيات الربانية ؛ وهذا حق لان الكرامات والمعجزات التي يمتاز بها المعصوم نفهم منها ان المعصوم هو علامة من العلامات المهمة التي تدل على وجود الله تعالى وهذا يعني انه آية الله الكبرى لوجود الله تعالى ولذلك لقد وردت الروايات في ذلك :


بحارالأنوار 23 206 باب 11- أنهم آيات الله و .....


عن تفسير القمي: وَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ آياتِنا غافِلُونَ : قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْأَئِمَّةُ ؛ وَ الدَّلِيلُ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ مَا لِلَّهِ آيَةٌ أَكْبَرُ مِنِّي


بحارالأنوار 36 1 باب 25- أنه النبأ العظيم و الآية......


عن تفسير القمي‏: عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى عَمَّ يَتَساءَلُونَ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ قَالَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ مَا لِلَّهِ نَبَأٌ أَعْظَمُ مِنِّي وَ مَا لِلَّهِ آيَةٌ أَكْبَرُ مِنِّي ....


بحارالأنوار 24 303 باب 66- أنهم الصلاة و الزكاة و الحج‏......
ِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ وَ نَحْنُ الْآيَاتُ وَ نَحْنُ الْبَيِّنَاتُ


بحارالأنوار 39 88 ...........


قَوْلُهُ وَ يَبْقى‏ وَجْهُ رَبِّكَ فَقَالَ الصَّادِقُ : نَحْنُ وَجْهُ اللَّهِ وَ نَحْنُ الْآيَاتُ وَ نَحْنُ الْبَيِّنَاتُ وَ نَحْنُ حُدُودُ اللَّهِ.(انتهى)


فالنتيجة من البحث هو ان الانسان الذي يرتكب المعاصي تكون عاقبته الاستهزاء بآيات الله مطلقا سواء القرآن الكريم او اهل البيت وعليه فان كنا لا نعرف شيئ عن الانسان ونجد له ظاهر لاباس به ولكن فجأة واذا به يستهزء بايات الله سواء القرآن الكريم او اهل البيت وشعائرهم ؛ نعرف انه انسان كان يعصي الله سبحانه ولكنه يخفي ذلك علينا ومن استهزائه نعرف ذلك وبالعكس ان وجدنا انسانا يعصي الله تعالى ويلح بالمعاصي نعرف بانه سوف تسيئ عاقبته وسيستهزء بآيات الله سبحانه ؛ ولذلك اشارت العقيلة زينب الى ذلك حينما قالت ليزيد لعنه الله :


بحارالأنوار 45 133 باب 39- الوقائع المتأخرة عن قتله صلوات


"فَقَامَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَتْ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ وَ صَلَّى اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ وَ آلِهِ أَجْمَعِينَ صَدَقَ اللَّهُ كَذَلِكَ يَقُولُ ثُمَّ كانَ عاقِبَةَ الَّذِينَ أَساؤُا السُّواى‏ أَنْ كَذَّبُوا بِآياتِ اللَّهِ وَ كانُوا بِها يَسْتَهْزِؤُن‏" .


وهذا يعني انها قالت للناس في ذلك المحفل ان يزيد هو عاصي لله تعالى ومرتكب للمعاصي في السر والعلن وافضل دليل على ذلك استهزاءه بايات الله وها هو يستهزء بالامام الشهيد الحسين ولولا ذلك لما قرع اسنان الحسين وخده وشفتيه المباركة بقضيبه ووو.
فعلينا ان لا نُخدع بظاهرالانسان ؛ بل علينا ان ننظر لورعهم وتقواهم فان الله سبحانه قال :


وَ هُوَ الَّذي أَنْشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَ مُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا الْآياتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ (98)(الانعام)


وحينما سالوا المعصوم عن معنى المستقر والمستودع قال :


بحارالأنوار 66 222 باب 34- أن الإيمان مستقر و مستودع و .....


عَنِ الرِّضَا قَالَ إِنَّ جَعْفَراً كَانَ يَقُولُ : فَمُسْتَقَرٌّ وَ مُسْتَوْدَعٌ فَالْمُسْتَقَرُّ مَا ثَبَتَ مِنَ الْإِيمَانِ وَ الْمُسْتَوْدَعُ الْمُعَارُ وَ قَدْ هَدَاكُمُ اللَّهُ لِأَمْرٍ جَهِلَهُ النَّاسُ فَاحْمَدُوا اللَّهَ عَلَى مَا مَنَّ عَلَيْكُمْ بِهِ.


بحارالأنوار 66 222 باب 34- أن الإيمان مستقر ...


عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ قُلْتُ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَ مُسْتَوْدَعٌ ؟
قَالَ مَا يَقُولُ أَهْلُ بَلَدِكَ الَّذِي أَنْتَ فِيهِ قَالَ قُلْتُ يَقُولُونَ مُسْتَقَرٌّ فِي الرَّحِمِ وَ مُسْتَوْدَعٌ فِي الصُّلْبِ فَقَالَ :
كَذَبُوا الْمُسْتَقَرُّ مَا اسْتَقَرَّ الْإِيمَانُ فِي قَلْبِهِ فَلَا يُنْزَعُ مِنْهُ أَبَداً وَ الْمُسْتَوْدَعُ الَّذِي يُسْتَوْدَعُ الْإِيمَانَ زَمَاناً ثُمَّ يُسْلَبُهُ وَ قَدْ كَانَ الزُّبَيْرُ مِنْهُمْ.


وعليه ستكون المعادلة هكذا =
من عاند الله سبحانه بالمعاصي سرا سيظهر استهزاؤه بآيات الله فيفضح نفسه بمعاصيه في الخفاء =
ومن ظهر استهزاؤه بآيات الله دلنا علي انه كان يعصي الله تعالى بالسر


اللهم اصلح سريرتنا :


من‏لايحضره‏الفقيه 4 396 و من ألفاظ رسول الله ص الموجزة التي‏


عَنِ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ آبَائِهِ قَالَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ كَانَتِ الْفُقَهَاءُ وَ الْحُكَمَاءُ إِذَا كَاتَبَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً كَتَبُوا بِثَلَاثٍ لَيْسَ مَعَهُنَّ رَابِعَةٌ مَنْ كَانَتِ الْآخِرَةُ هَمَّهُ كَفَاهُ اللَّهُ هَمَّهُ مِنَ الدُّنْيَا وَ مَنْ أَصْلَحَ سَرِيرَتَهُ أَصْلَحَ اللَّهُ عَلَانِيَتَهُ وَ مَنْ أَصْلَحَ فِيمَا بَيْنَهُ وَ بَيْنَ اللَّهِ أَصْلَحَ اللَّهُ فِيمَا بَيْنَهُ وَ بَيْنَ النَّاسِ .


بقلم : سيد جلال الحسيني