|
طالب علم متخصص في الحديث
|
|
|
|
الدولة : النجف الاشرف مولدي
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
سيد جلال الحسيني
المنتدى :
أرشيف تفسير الأحلام ( السيد جلال الحسيني )
بتاريخ : 09-Oct-2011 الساعة : 06:40 AM

اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
الفصل : 3
- ((الصداقة قبل الزواج)) -
كان لي زميل في جامعة بغداد ؛ قال لي يوما: انك مخطأ في اسلوب اختيارك للزوجة !
قلت له : ولماذا ؟
قال لي : لان افضل سبيل للوصول للزوجة التي تتمناها هو ان تصادق فتاة كما انا صادقت فلانة ؛- وذكر لي فتاة من جيراننا كنت اعرف عائلتهم وهم اناس كرام وشخصيات معروفة- !!
ثم تابع قائلا : وبعد ان تعرفت عليها وعلى اخلاقها تتزوج منها .
قلت له: ابدا لا ارى ان هذا العمل صحيح لاسباب :
1- يجب ان يكون ذلك برضا والديها وعدم ارتكاب الحرام معها ؛ لانك ومجرد ان تذهب لطلب الصداقة مع ابنتهم فلا يرضيا لانهما يطلبان منك الخطوبة وبصورة رسمية
؛ الا ان تكون باحثاً عن زوجة من عوائل غير مرغوب بهم ؛
وعادةً هذه العوائل لا تفي بناتهم لك ؛ وان رضيت بك ومدحتك بما ليس فيك فانها ستذمك بما ليس فيك من المذام ؛ كما ورد عن امير المؤمنين :
* من مدحك بما ليس فيك من الجميل و هو راض عنك ذمك بما ليس فيك من القبيح و هو ساخط عليك.[1]
* من مدحك بما ليس فيك فهو خليق أن يذمك بما ليس فيك.
* من مدحك بما ليس فيك فهو ذم لك إن عقلت.[2]
فالفتاة التي تخون والديها بهذه الرابطة كيف تتوقع ان تفي معك؟
قال: صديقي : انني استطيع ان ارضيهما بعد ان تنتهي مرحلة الصداقة مع ابنتهم .
قلت له : انا لا اعتقد انك ستنجح بطريقتك هذه؛لان اي عمل بدايته معصية حتماً عاقبته تكون سيئة؛
(( وبلفعل كانت النتيجة المأساوية هكذا كما ستقرؤن ان شاء الله تعالى((
2- قلت لزميلي ان اي علاقة ان كانت بعد الزواج عادةً وعلى اصح الاحتمالات تكون موفقة لانه سينمو الحب مع نمو الروابط بينهما ولا يعيشان حالة العطش المكبوت .
ان الشارع المقدس حينما جعل قوانين في الخطوبة وحدد المقدار الذي يجوز نظر بعضهما لبعض كان يعلم بان لا حاجة لاكثر من ذلك ولا يكلف الله نفسا الاوسعها .
وانت بعد ان تتزوج من صادقتها اولا لا يتركك الشيطان ويبدء بالوسوسة في صدرك قائلا :
*هي هذه التي عملت ما عملت معك خائنة لربها ولوالديها ؛ كيف تتوقع منها الوفاء ؟
3- ان الزوج ان كان حكيما ولبيبا يستطيع ان يربي الزوجة حسب ما يحب بعد الزواج وقلبه آمن من وساوس الشيطان ؛ ودائما ان حدث بينهما نزاع يتذكر عفتها ونجابتها فيغض النظر عمّا سواها من المشكلات والمصاعب؛ ويدفع بالتي هي احسن فيكونا حميمين كما وعد الله سبحانه ذلك في القرآن الكريم:
وَلا تسْتوِي الحَسَنَةُ وَلا السيئَة ادْفَعْ بِالتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ [3]
[1] شرح نهج البلاغة: ج 20 ص 274.
[2] غررالحكم: ص 467.
[3]فصلت: 34
|
|
|
|
|