منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - كتاب انتظار الخطوبة اذاب قلبي - النسخة الجديدة
عرض مشاركة واحدة

سيد جلال الحسيني
الصورة الرمزية سيد جلال الحسيني
طالب علم متخصص في الحديث
رقم العضوية : 3866
الإنتساب : Feb 2009
الدولة : النجف الاشرف مولدي
المشاركات : 2,567
بمعدل : 0.44 يوميا
النقاط : 299
المستوى : سيد جلال الحسيني is on a distinguished road

سيد جلال الحسيني غير متواجد حالياً عرض البوم صور سيد جلال الحسيني



  مشاركة رقم : 6  
كاتب الموضوع : سيد جلال الحسيني المنتدى : أرشيف تفسير الأحلام ( السيد جلال الحسيني )
افتراضي
قديم بتاريخ : 09-Oct-2011 الساعة : 06:40 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


الفصل – 5


(المؤمن مبتلى )


اخذت اناجي نفسي قائلا: يا نفسي : من يقول ان عمل صاحبنا هذا كان صحيحاً ؛ في عقده على الفتاة الباكر بدون اذن والديها؟؟
؛وان كان عمله اشتباها وتسرعا بدون احتياط فلماذا تؤذيني الوساوس حينما اتذكر ما نقله لي؟؟
ولذلك صممت ان اذهب بنفسي لسماحة السيد الصدر رحمة الله عليه واساله عن الحكم في هذه المسألة !!
وبلفعل ذهبت الى النجف الاشرف وسألت السيد رحمة الله عليه قائلا :
سماحة السيد ان احد الاصدقاء نقل عنكم بانه يجوز التمتع بالباكر وبدون اذن والديها؛ هل هذا هو فتواكم في هذه القضية ؟؟
قال رحمة الله عليه:
لا ؛ لا يجوز عندي!! قلت له :
سماحة السيد: ولكن فلان نقل عنكم جواز هذا ؛ واعتمد على نقله عنكم احد الطلاب الجامعيين وتمتع بصاحبته وهي باكر!! .
الله يعلم حينما سمع مقالتي سماحة السيد ؛ احمر وجهه حتى اني لا اعلم ما اصابني من انفعاله رحمة الله عليه اكان حياءا منه ام خفت منه؟
ثم قال : "ليش هيش" ؟!
وبعدها تابع السيد قائلا: ان المرجع الفلاني يُجوّز ذلك ؛ يمكنه ان يرجع في هذه المسالة اليه.
وبقيت متفكرا في غضب السيد رحمه الله تعالى؛ هل لانه فهم من سؤالي ان صاحبي قد تجاوز الحد المشروع معها ولذلك تاثر هذا التاثر كله؛ في حين ان صاحبي لم يتجاوز الحد في مزاحه ولواحقه مع تلك الفتاة ؛ والله العالم ؛ لاني لم اعلق على كلامه ؛ وما كان يهمني الا معضلتي في مدلهمات ايامي وجهادي مع نفسي
وحينما سمعت كلام سماحة السيد ؛ وعرفت ان صاحبي اخطأ في عمله هذا وانه ارتكب عملا من دون احتياط لمعرفة الحق قبل ان يعمل ؛ لاني لا اقول هو اصاب ام اخطا
وليس من شأني ان احكم على احد ولكن اقول : كان ينبغي له ان يعرف الحكم قبل ان يقدم على العمل ؛ وانا قد نبهته بان يسأل قبل الفعل بدقة ؛ ولكن تسرعه
لحصول لذته الملتهبة ؛ وهيامه في عالمه السحري ادت به الى ارتكاب ما ارتكب ؛وقد قال الامام الصادق :
لَا تَثِقْ بِأَخِيكَ كُلَّ الثِّقَةِ فَإِنَّ صِرْعَةَ الِاسْتِرْسَالِ لَنْ تُسْتَقَالَ
[1]
فقد ورد في كتب اللغة العين ومجمع البحرين عن الاسترسال :
و الاسترسال‏ : إلى شي‏ء كالاستئناس و الطمأنينة،
[يقال: غبن المسترسل إليك ربا].
و الاسترسال‏: الاستيناس و الطمأنينة إلى الإنسان و الثقة به فيما يحدثه، و أصله السكون و الثبات.
فان من استعجل بالامر بدون رويّة وصبر وبدون تامل للعواقب ؛ قد يصاب بما لا يحمد عقباه وما لا يمكنه ان يتخلص من اثار تسرعه.
وهنا هدأت قليلاً وقلت لا خير في عدم الاحتياط ؛ وكم نبهت صاحبنا وقلت له: ان الامام يقول :
اخوك دينك فاحتط لدينك .
ورجعت افكر بقضيتي مرة اخرى. حيث ان الجو الجامعي المشحون بانواع البنات لا يدع المؤمن يهدء عن البحث عن متخلص له لينجو بدينه ؛ وكان الجو الجامعي بين بنات محجبات وبنات سبحان الله اشد من العاريات كما ورد في كتاب :
من‏لايحضره‏الفقيه 3 390 باب المذموم من أخلاق النساء و صفاته
وَ رَوَى الْأَصْبَغُ بْنُ نُبَاتَةَ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ يَظْهَرُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ وَ اقْتِرَابِ السَّاعَةِ وَ هُوَ شَرُّ الْأَزْمِنَةِ نِسْوَةٌ كَاشِفَاتٌ عَارِيَاتٌ مُتَبَرِّجَاتٌ مِنَ الدِّينِ دَاخِلَاتٌ فِي الْفِتَنِ مَائِلَاتٌ إِلَى الشَّهَوَاتِ مُسْرِعَاتٌ إِلَى اللَّذَّاتِ مُسْتَحِلَّاتٌ لِلْمُحَرَّمَاتِ فِي جَهَنَّمَ خَالِدَاتٌ .
ومع الاسف فان بعض المحجبات كأنها ترى المؤمن لها محرم لانها محجبة وهذا مؤمن .
ناسية ان الغريزة غريزة ؛ والظاهر مؤمن اما الباطن فان الكل بحاجة انسانية لاتمام فجوات الحياة الغريزية بما هيأ الله تعالى للرجل من جنسه اُنسا لطيفا و رقيقا ؛ والفرق ان المؤمن نفسه منه في عناء والناس منه في راحة ؛ لانه يخاف الله تعالى ويخاف حسابه في الاخرة ؛ ففي الحقيقة مصيبته اشد .
وحينها فكرت في نفسي ان اسير بالطريق العرفي الشرعي لأخطب بنت احد الاقرباء عسى ان اتخلص من الصراع مع نفسي واحصل البغية الحنانية المنشودة .


[1] الكافي: ج 2 ص 672.