منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - في معنى كنيتها « أم أبيها »
عرض مشاركة واحدة

خادم سيدي موسى بن جعفر
عضو نشيط

رقم العضوية : 12333
الإنتساب : Oct 2011
المشاركات : 244
بمعدل : 0.05 يوميا
النقاط : 173
المستوى : خادم سيدي موسى بن جعفر is on a distinguished road

خادم سيدي موسى بن جعفر غير متواجد حالياً عرض البوم صور خادم سيدي موسى بن جعفر



  مشاركة رقم : 3  
كاتب الموضوع : شقائق النعمان المنتدى : مظلومية سيدة نساء العالمين صلوات الله عليها"> مظلومية سيدة نساء العالمين صلوات الله عليها
افتراضي
قديم بتاريخ : 11-Oct-2011 الساعة : 08:00 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


من خصائصها ()
قال رسول الله () :

« لو كان الحسن شخصاً لكان فاطمة ، بل هي أعظم ، فإنّ فاطمة ابنتي خير أهل الأرض عنصراً وشرفاً وكرماً »[1].

لو قرأنا زيارة الجامعة الكبيرة الواردة بسند صحيح عن الإمام الهادي ()والتي تعدّ من أفضل وأعظم الزيارات ، لوجدناها تذكر وتبيّن شؤون الإمامة بصورة عامّة ، ومعرفة الإمام بمعرفة مشتركة لكلّ الأئمة الأطهار () ، فكلّ واحد منهم ينطبق عليه أ نّه عيبة علمه وخازن وحيه.

إلاّ أنّ فاطمة الزهراء () لا تزار بهذه الزيارة ، فلا يقال في شأنها : موضع سرّ الله ، خزّان علم الله ، عيبة علم الله ... فهذا كلّه من شؤون حجّة الله على الخلق ، وفاطمة الزهراء هي حجّة الله على الحجج ، كما ورد عن الإمام العسكري () : « نحن حجج الله على الخلق ، وفاطمة الزهراء حجّة الله علينا ».

ثمّ فاطمة الزهراء هي ليلة القدر ، فهي مجهولة القدر كليلة القدر في شهر رمضان ، فلا يمكن تعريفها وأنّ الخلق فطموا عن معرفتها . ولا زيارة خاصّة لها ، ربما لأنّ أهل المدينة بعيدون عن ولايتها ويجهلون قبرها فكيف تزار ، أو يقال : لا يمكن للزهراء أن تعرّف في قوالب الألفاظ ، فإنّ الشخص تارةً يعرف بأ نّه عالم ورع ، واُخرى يقال : فلان لا يمكن وصفه ومعرفته ، فالزهراء () إمام على ما جاء في زيارة الجامعة الكبيرة.

كما أ نّه ورد في توقيعات صاحب الأمر () أنّ اُسوته ومقتداه اُمّه فاطمة الزهراء () ، فالجامعة زيارة الإمام ، ولكن اُسوة الأئمة وحجّة الله عليهم هي فاطمة الزهراء ، فلا يمكن وصفها وبيان قدرها.

ومن خصائصها : كما أنّ لها مبان خاصّة في الفقه والعقائد والمعارف السامية ، إلاّ أ نّه من خصائصها أنّ حبّها ينفع في مئة موطن ، وحبّ الأئمة الأطهار () ينفع في سبع مواطن للنجاة من أهوال يوم القيامة.

ومنها : أ نّها في خلقتها النورية تساوي النبيّ ، فهي كما قال النبيّ : روحه التي بين جنبيه ، وربما الجنبين إشارة إلى جنب العلم وجنب العمل ، فهي واجدة روح النبيّ بعلمه وعمله وكلّ كمالاته إلاّ النبوّة فهي الأحمد الثاني ، فهي علم الرسول وتقواه وروحه.

ويحتمل أن تكون إشارة الجنبين إلى النبوّة المطلقة والولاية ، فقد ورد في الخبر النبوي الشريف : « ظاهري النبوّة وباطني الولاية » التكوينية والتشريعية على كلّ العوالم ، كما ورد : « ظاهري النبوّة وباطني غيب لا يدرك » ، وأنفسنا في آية المباهلة تجلّيها وظهورها ومصداقها هو أمير المؤمنين عليّ () ، فالزهراء يعني رسول الله وأمير المؤمنين ، فهي مظهر النبوّة والولاية ، وهي مجمع النورين : النور المحمّدي والنور العلوي ، وكما ورد في تمثيل نور الله في سورة النور وآيتها : ( اللهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ )[2] بأ نّه كالمشكاة ، وورد في تفسيره وتأويله أنّ المشكاة فاطمة الزهراء وفي هذه المشكاة نور رسول الله وأمير المؤمنين ثمّ بعد ذلك الأئمة الأطهار () يهدي الله لنوره من يشاء.

فالنبوّة والإمامة في وجودها ، وهذا من معاني (والسرّ المستودع فيها) فهي تحمل أسرار النبوّة والولاية ، تحمل أسرار الكون وما فيه ، تحمل أسرار الأئمة وعلومهم ، تحمل أسرار الخلقة وفلسفة الحياة.

ولا فرق بين الأحد والأحمد إلاّ ميم الممكنات الغارقة فيها ، والاُمّ تحمل جنينها وولدها ، وفاطمة الزهراء () اُمّ أبيها ، فهي تحمل النبيّ في أسرار نبوّته وودائعها ، كما تحمل كلّ الممكنات في جواهرها وأعراضها ، فخلاصة النبوّة تحملها فاطمة فهي اُمّ أبيها.

ومن خصائصها : أ نّها تساوي النبيّ والوليّ في قالبها الطيني والصوري في عرش الله ، كما في الروايات فيما يلتفت آدم إلى العرش ويرى الأشباح الخمسة النورانية في العرش.

ومن خصائصها : أنّ خلقتها العنصري ليس كخلقة آدم () ، فإنّه خلق من طين وبواسطة الملائكة ، ولكنّ خلق فاطمة إنّما كان بيد الله ، بيد القدرة ومن شجرة الجنّة ومن عنصر ملكوتي في صورة إنسان ، فهي حوراء إنسية كما ورد في الأخبار ، وإنّ النبيّ كان يقبّلها ويشمّها ويقول : أشمّ رائحة الجنّة من فاطمة ، ففاطمة الزهراء خير أهل الأرض عنصراً وشرفاً وكرماً.

ومن خصائصها : أنّ الله خلق السماوات والأرض من نورها الأنور ، وازدهرت الدنيا بنورها بعدما اظلمّت كما في خبر ابن مسعود ، وهذا معنى اشتقاق فاطمة من الفاطر بمعنى الخالق الذي فطر السماوات والأرض ، ففطر الخلائق بفاطمة الزهراء () ونورها الأزهر.

ولمثل هذه الخصائص الإلهيّة كان النبيّ يقول : فداها أبوها ، وأ نّها اُمّ أبيها ، وكان يقوم أمامها إجلالا لها وتكريماً ويجلسها مجلسه ، ويقبّل يديها وصدرها قائلا : أشمّ رائحة الجنّة من صدرها ، ذلك الصدر الذي كان مخزن العلوم ومصداق السرّ المستودع فيها . وقد كسر الظالمون ضلعها وعصروها بين الباب والجدار وأسقطوا ما في أحشائها محسناً () :

ولست أدري خبر المسمارِ *** سل صدرها خزانة الأسرارِ


--------------------------------------------------------------------------------

[1]فرائد السمطين 2 : 68.

[2]النور : 35.

رد مع اقتباس