منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - رحلة الى عرش الله
عرض مشاركة واحدة

سيد جلال الحسيني
الصورة الرمزية سيد جلال الحسيني
طالب علم متخصص في الحديث
رقم العضوية : 3866
الإنتساب : Feb 2009
الدولة : النجف الاشرف مولدي
المشاركات : 2,567
بمعدل : 0.43 يوميا
النقاط : 301
المستوى : سيد جلال الحسيني is on a distinguished road

سيد جلال الحسيني غير متواجد حالياً عرض البوم صور سيد جلال الحسيني



  مشاركة رقم : 40  
كاتب الموضوع : سيد جلال الحسيني المنتدى : أرشيف تفسير الأحلام ( السيد جلال الحسيني )
افتراضي
قديم بتاريخ : 16-Oct-2011 الساعة : 04:41 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


الفصل : 35



((دمعة رقية))


واخيرا خرجت من هذا المضيف الحسيني واتجهت نحو كربلاء الحبيبة واذا بي اشعر بالبرد ؛ فوقفت لاشرب الشاي اللذيذ في ذلك الجو البارد وكانك تريد معانقة قدح الشاي اوالقدح يحتضنك لانك زائر لامامه وامامك .
وبعد قليلا من المشي واذا بي اشعر بالتعب والاعياء وال ؛ فذهبت الى خيمة منصوبة وسلمت على اهلها وتمددت فجيئ لي ببطانية ؛ والظاهر انها حديثة العهد في خدمة الزائرين الكرام؛ وانا نائم سمعت صريخ لرجل كبير السن لعله بالثمانين او اقل وهو غضب ويمزج غضبه بحلمه الحسيني ويقول: اريد انام لا تقولوا: (ماكو مكان) واخيرا نام بيننا ؛ وبعد سويعات قليلة خرجت لاتوضأ واذا بالبرد اخذني وبدأت ارتعش كثيرا وان الارتعاش ان جاءني من البرد يبقى لدقائق معي فوجهت وجهي لحبيب بن مظاهر وقلت له سيدي .
انا في طريقي الى مواساة عمتي زينب فارحمنى ونجني ومن ارتعاش البرد فخلصني ؛ فزال البرد عني والحمد لله ببركة سيدي ومولاي حبيب بن مظاهر روحي فداه فخرجت من الخيمة وكانت الساعة حدود الثانية بعد منتصف الليل فلما خرجت من الخيمة واذا بالطريق يموج بالزوار؛ ولهدوء الليل فلا تسمع الا همسا ؛ وكأن الزائرين وهم يمشون يتسامرون مع بعضهم ويذكرون اقدام آل الله تعالى على الاشواك وعلى رؤوسهم السياط والاطفال يتساقطون من على ظهر الابل ولامن راحم يرحمهم ولا من يانسون بهم الا قاتلي الابرار والسادة النجباء .
ورقية رق الحسود لضعفها ***وغدا ليعذرها الذي لم يعذر
وكانت الذكريات لا تتركني وانا افكر بيتيمة الامام الحسين وهي فاطمة الصغرى واسمها ايضا السيدة رقية حيث قرات في كتاب مصائب الهنداوي عنها ما ادمى قلبي وهذا نصه :
"في ليلة الحادي عشر: طلبت زينب خيمة من عمر بن سعد تجمع فيها النساء والأيتام، لأن النار لم تبق لهم خيمة، فلما جاءوا لهم بالخيمة وجمعت فيها النساء والأيتام،وإذا بها تفتقد فاطمة الصغرى بنت الإمام الحسين () فجاءت إلى أختها أم كلثوم سألتها عنها، قالت: أطلبيها عند جسد المولى أبي عبد الله لعلها هناك ؛ قامت الحوراء زينب () وقصدت جسم الحسين في ذلك الليل الدامس، تتعثر بأشلاء القتلى، وهي تقول: عمه فاطمةأين أنت؟ حتى قربت من الجسد الشريف، وإذا بها تسمع أنينا، وحنينا، وقائلة تقول: أبهيا حسين من الذي حزَّ وريديك؟ أبه من الذي أيتمني على صغر سني؟"
واخيرا وصلت الى شعلة نار قد احاط بها الزوار ؛ فجلست معهم وكانني جلست على مائدة قد ملأت من ارقى ما انعم الله تعالى من الفواكه؛ حقا كما قيل النار فاكهة الشتاء .
وبعد ان ان توضأت لمواسات النار لي بتخفيف قرصة البرد تابعت المسير الى كربلاء .