منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - تضامن أهالي القطيف مع المعتقلين المنسيين
عرض مشاركة واحدة

حكاية قلب
عضو
رقم العضوية : 12008
الإنتساب : Aug 2011
الدولة : الاحساء
المشاركات : 23
بمعدل : 0.00 يوميا
النقاط : 169
المستوى : حكاية قلب is on a distinguished road

حكاية قلب غير متواجد حالياً عرض البوم صور حكاية قلب



  مشاركة رقم : 12  
كاتب الموضوع : حكاية قلب المنتدى : ميزان أخبار الشيعة والمقاومة الإسلامية
افتراضي
قديم بتاريخ : 18-Oct-2011 الساعة : 07:40 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم








~( المقاومة السلمية في ظل القمع والوحشية )~ـ
الجزء الثالث والأخير

لا للعنف ثم لا للعنف :

... إن النظام الديكتاتوري يدرك تفوق المقاومة عليه في المعركة الأخلاقية المعتمدة على الأخلاق والمنطق ، لذلك سيحاول جر المقاومة إلى المعركة التي يستطيع أن يربح فيها وهي معركة العنف والبطش ..! وسيعمل على استفزاز المقاومة بشتى الأساليب وسيرسل قواته لتعتدي على المقاومين جسدياً ولفظياً وهنا على المقاومة أن لا تقابل العنف بالعنف والاعتداء بالاعتداء ، فالضرب بجب أن يُصد بأقل درجة من العنف الجسدي ،، والشتم والتخوين لا يُرد عليه بالمثل وإنما بترديد الشعارات الوطنية ، يجب أن يظهر أمام الرأي العام الفرق الكبير بين سلوك المقاومة الحضاري الرفيع وسلوك قوات النظام الوحشي الهمجي ، ويجب الحرص على إشعار القوات التي يدفع بها النظام لمحاربة المقاومة بأن المقاومة حريصة على سلامة هذه القوات وهي لا تريد إيذاءها وإنما تريد تخليص المجتمع من قبضة الديكتاتورية ، إن مهاجمة قوات النظام سيزيد من ولائها له أما تجنب ذلك فسيؤدي إلى نتيجة عكسية ، وحتى عندما يقرر بعض أفراد قوات النظام أو قادتهم التمرد على أوامر النظام ( ذلك التمرد الذي قد يسميه النظام خيانة وقد تكون نتيجته الإعدام ) فيجب على المقاومة - وخصوصاً في البداية وقبل أن يشتد ساعدها - أن تبين لهؤلاء المتمردين أنها لا تريد منهم أن يظهروا تمردهم حرصاً على سلامتهم ويكفي أن تكون طاعتهم للنظام ( طاعة ظاهرية ) كأن يتظاهروا بالاشتباك مع أفراد المقاومة من دون أن يضربوهم ضرباً مبرحاً أو إذا طلب منهم إطلاق النار أن يطلقوه في الهواء بدلاً من إطلاقه على المتظاهرين .

عندما تلتزم بمبدأ ( اللاعنف ) فأنت تجر النظام إلى المعركة التي تستطيع أن تربح فيها وهي كما قلنا المعركة الأخلاقية المعتمدة على الأخلاق والمنطق – هاتين الصفتين اللتين لا يملك النظام منهما شيئاً ، وهكذا كلما اشتدت وحشية النظام ونزقه وانفلات أعصابه قابلته المقاومة بمزيد من الانضباط والتصميم على عدم الانجرار إلى العنف والالتزام بتكتيكات المقاومة السلمية.

يجب أن يدرك منظمو المقاومة السلمية أن هدفهم هو إبراز ظلم النظام وعدم إنسانيته للرأي العام المحلي والعالمي و في الوقت نفسه كسر حاجز الخوف الذي بناه في قلوب الناس ، ذلك الحاجز لا تكسره إلا قصص ومشاهد أبطال المقاومة وهم يتحدون بقاماتهم المرفوعة وصدروهم العارية بطش النظام ووحشيته.

لنتصور أن عالماً من علماء الدين له وزنه ومكانته عند الناس تقدم إحدى المظاهرات السلمية فانهال عليه رجال النظام ضرباً حتى أدموه فالتقط أحد شباب المقاومة صورة له وقد شج رأسه من الضرب وتخضبت لحيته البيضاء بالدماء ، ثم نشرت هذه الصورة بين الناس (عن طريق الجوالات والانترنت مثلاً ) ما الذي ستفعله هذه الصورة في نفوس الناس ..! ـ

أو لنتخيل ما الذي ستفعله صورة امرأة ينهال عليها رجال النظام ضرباً لأنها خرجت في مظاهرة لأمهات يطالبن بمعرفة مصير أبنائهن المفقودين في سجون النظام ، وهكذا كلما زادت هذه القصص والمشاهد رق حاجز الخوف في قلوب الناس وازدادت ثقتهم بإخلاص المقاومة وكفاءتها وحسن تنظيمها وتخطيطها وقويت السلطة الأخلاقية التي تملكها المقاومة وضعفت السلطة الرسمية التي يملكها النظام إلى أن تصل الأمور إلى الحد الذي تنتقل فيه السلطة الفعلية من النظام إلى المقاومة ، هذه هي اللحظة التي ينكسر فيها حاجز الخوف تماماً وتصبح كلمة قادة المقاومة هي الكلمة المسموعة عند الناس ، عندها وبكل بساطة سيسقط النظام الديكتاتوري كالورقة اليابسة ..! عند هذه النقطة لا يعود الهم الأول لقادة المقاومة هو كيف يشجعون الناس على الانخراط في المقاومة وإنما يصبح همهم الأول هو كيف يضبطون مشاعر الغضب عند الناس ،، تلك المشاعر التي انفلتت بعد كبت استمر لعشرات السنوات ، وكيف يحمون أركان النظام ومناصريه من الانتقام ، وهنا يكون الانتصار الثاني الذي يجب على قادة المقاومة أن يحرصوا على تحقيقه وهو النجاح في ضبط الناس وتكذيب نبوءة النظام الديكتاتوري بالفوضى التي ستعقب زواله ، هذا النجاح يأتي نتيجة لإعداد الناس منذ بداية المقاومة لهذه المرحلة التي ستلي سقوط النظام الديكتاتوري وتدريبهم على عدم اللجوء إلى العنف للحصول على حقوقهم بل الاحتكام إلى القضاء والقانون وتلك هي الخطوة الأولى في طريق إخراج المجتمع من دائرة العنف والانتقال من دولة الأمن والإرهاب إلى دولة السياسة والمنطق والقضاء والقانون .


أمثلة عن المقاومة السلمية :
البحرين : ثورتها السلمية هي درس و مثال حي على أرض الواقع.
ليبيا : ثورتها تختلف وذلكـ بحسب التصعيد من نظامها الديكتاتوري وهنا نجدها إستخدمة المقاومة المسلحة لرفض الظلم.


الخلاصة :
إن الأنظمة الديكتاتورية هي أعظم خطر يهدد البشرية وأكبر مصدر لشقاء الإنسان وتعاسته في هذا العالم , وأضخم عائق يحول دون رقي الإنسان وسعادته حيث يُترك المجال في هذه الأنظمة لأسوأ الناس في المجتمع لكي يقوموا بقتل وسجن ونفي وإسكات أفضل الناس فيه ومع ذلك فإن هذه الأنظمة تحمل بذور فنائها في داخلها وكلها بلا استثناء ستنتهي تحت أقدام شعوبها , وأنصار الحرية هم الذين ينتصرون في نهاية المطاف لأن انتصارهم هو انتصار لكرامة الإنسان الذي وعد الله بتكريمه (ولقد كرمنا بني آدم ) ـ

إن إسقاط الأنظمة الديكتاتورية لا يتم بالشكوى والأنين من ظلم هذه الأنظمة وبطشها ، ولا باتهام الشعوب بالجبن والتخاذل ، إسقاط هذه الأنظمة يحتاج إلى رؤية ملهمة و إستراتيجية واضحة واستعداد للموت في سبيل الحرية ..! ـ

والمقاومة السلمية هي معركة حقيقية تشبه المعركة العسكرية بما تحتاج إليه من تخطيط وكر وفر وشجاعة وبطولة و بما يسقط فيها من شهداء وجرحى وأسرى..

المقاومة السلمية هي المعركة المصيرية التي لا بد أن يخوضها أي شعب اختار الحياة بدلاً من الموت ، والكرامة بدلاً من الذل ، والحرية بدلاً من العبودية.


...
إعداد و بحث / بدر راغب ( الأســـير ) ـ
بالتعاون مع صفحة تضامن أهالي القطيف مع المعتقلين المنسيين ـ
ساهم في نشره بأجزائه الثلاث


توقيع حكاية قلب

انـتـظـرتـك واقـف بـبـاب الامـل ..لـشوفتك ماني اهل
شـلـون انـاديـك الـعـجـل ..وادري تـحـجـبـني ذنوبي
ويـن اودي وجـهـي آنـه مـن الـخجل ..حقه قلبك لو زعل
اسـف الـكـل مـا حـصـل ..سـيـدي واسـتـر عـيوبي


رد مع اقتباس