منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - عظم الله أجوركم في مصاب الجواد
عرض مشاركة واحدة

منتظرة المهدي
عضو
رقم العضوية : 421
الإنتساب : Sep 2007
الدولة : طيبة الطيبة
المشاركات : 5,448
بمعدل : 0.85 يوميا
النقاط : 0
المستوى : منتظرة المهدي is on a distinguished road

منتظرة المهدي غير متواجد حالياً عرض البوم صور منتظرة المهدي



  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : ميزان المناسبات والإعلانات
افتراضي عظم الله أجوركم في مصاب الجواد
قديم بتاريخ : 25-Oct-2011 الساعة : 03:07 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


عظم الله لك الأجر يا صاحب العصر في وفاة الإمام الجواد سلام الله عليهم




نسبه :

الإمام محمد الجواد (()) من الاُسرة النبوية وهي أجلّ وأسمى الاُسر التي عرفتها البشرية ، فهو ابن الإمام علي الرضا ابن الإمام موسى الكاظم ابن الإمام جعفر الصادق ابن الإمام محمد الباقر ابن الإمام علي السجاد ابن الإمام الحسين سبط رسول الله (()) وابن الإمام علي بن أبي طالب (()) .

اُمه :
هي من أهل بيت مارية القبطية ، نوبيّة مريسية ، امها : سبيكة أو ريحانة أو درّة ، وسمّاها الرضا (()) خيزران .
وصفها رسول الله (()) بأنها خيرة الإماء الطيبة . وقال العسكري (()) : «خُلقت طاهرة مطهّرة وهي اُم ولد تكنّى باُم الجواد ، واُم الحسن ، وكانت أفضل نساء زمانها ».

ولد الإمام محمّد بن علي الجواد عام ( 195 هـ ) أي في السنة التي بويع فيها للمأمون العباسي، وعاش في ظلّ أبيه الرضا (()) حوالي سبع سنين، وعاصر أحداث البيعة بولاية العهد لأبيه الرضا (()) وما صاحبها وتلاها من حوادث ومحن حتى تجلّت آخر محن أبيه (()) في اغتيال المأمون للرضا (()) .


وبقي الإمام محمد الجواد (()) بعد حادث استشهاد أبيه (()) في منعة من كيد المأمون الذي قتل الإمام الرضا(()) وبقي عند الناس متّهماً بذلك. لكنه لم ينج من محاولات التسقيط لشخصيّته ومكانته المرموقة والسامية في القلوب . وقد تحدّى كل تلك المحاولات إعلاءً لمنهج أهل البيت (()) وشيعتهم في عقيدة الإمامة والزعامة وما يترتب عليها من الآثار السياسية والاجتماعية .

وينتهي عهد المأمون العباسي في سنة ( 218 هـ ) ويتربّع أخوه المعتصم على كرسي الخلافة حتى سنة ( 227 هـ ) ولم يسمح للإمام الجواد(()) بالتحرّك ويراقب ـ بكل دقّة ـ النشاط الاجتماعي والسياسي للإمام(()) ثمّ يغتاله على يد ابنة أخيه المأمون، المعروفة باُم الفضل والتي زوّجها المأمون من الإمام الجواد(()) ولم تنجب له من الأولاد شيئاً، وذلك في سنة (220 هـ )، وهكذا قضى المعتصم على رمز الخط الهاشمي وعميده، الإمام محمّد التقي أبي جعفر الجواد(()) .



وهكذا تتلخص مراحل حياته (()) كما يلي:

المرحلة الاُولى: سبع سنوات وهي حياته في عهد أبيه الرضا(()) حيث ولد سنة (195 هـ ) ـ وفي حكم محمد الأمين العبّاسي ـ واستشهد الإمام الرضا(()) في صفر من سنة (203 هـ ) .

المرحلة الثانية: خمس عشرة سنة وهي حياته بقية حكم المأمون من سنة (203 هـ ) الى سنة (218هـ ).

المرحلة الثالثة: حياته بعد حكم المأمون وقد بلغت حوالي سنتين من أيّام حكم المعتصم أي من سنة (218 ـ 220 هـ ).




اغتيال الإمام:

ولم يمت الإمام محمد الجواد حتف أنفه، وإنّما اغتاله المعتصم العباسي فقد قدّم الطاغية على اقتراف هذه الجريمة النكراء.
وقد اختلف المؤرّخون في الشخص الذي أوعز إليه المعتصم للقيام بسمّ الإمام () وفيما يلي بعض الأقوال:

1 - ذكر بعض الرواة أنّ المعتصم أوعز إلى بعض كتّاب وزرائه بأن يدعو الإمام إلى منزله، ويدسّ إليه السمّ، فدعاه إلاّ أنّ الإمام () اعتذر من الحضور في مجلسه، وأصرّ عليه الكتّاب بالحضور لأجل التبرّك بزيارة الإمام له، وأضاف أنّ أحد الوزراء أحبّ لقاءه ولم يجد () بدّاً من إجابته، فصار إليه، ولمّا تناول الطعام أحسّ بالسمّ فدعا بدابته للخروج من المنزل فسأله صاحب المنزل أن يقيم عنده فقال (): خروجي من دارك خير لك.

2 - صرّحت بعض الروايات أنّ المعتصم أغرى بنت أخيه زوجة الإمام أمّ الفضل بالأموال، فدسّت إليه السمّ .
وعلى أي حال فقد قطع المعتصم بسمّه للإمام أواصر القربى ولم يرع حرمة النبي في أبنائه .


دوافع اغتياله:

أمّا دافع اغتيال المعتصم للإمام فهي - فيما نحسب - تتلخّص بما يلي:

أولاً: وشاية أبي داود فقد دفعت المعتصم إلى اغتيال الإمام.
ثانياً: حسد المعتصم للإمام () على ما ظفر به من الإكبار والتعظيم عند عامّة المسلمين فقد تحدّثوا مجمعين عن مواهبه وعبقرياته وهو في سنّه المبكّر، كما تحدّثوا عن معالي أخلاقه من الحلم وكظمه للغيظ، وبرّه بالفقراء وإحسانه إلى المحرومين إلى غير ذلك من صفاته التي عجّت بذكرها الأندية والمحافل، ممّا دفع المعتصم على فرض الإقامة الجبرية عليه في بغداد ثمّ القيام باغتياله.
هذه بعض الأسباب التي دفعت المعتصم إلى اقتراف هذه الجريمة النكراء.

إلى جنّة المأوى:

وأثّر السمّ في الإمام تأثيراً شديداً، فقد تفاعل مع جميع أجزاء بدنه وأخذ يعاني منه آلاماً مرهقة، فقد تقطّعت أمعاؤه من شدّة الألم، وقد عهدت الحكومة العباسية إلى أحمد بن عيسى أن يأتيه في السحر ليتعرّف خبر علّته(21) وقد أخبر الإمام () بوفاته من كان عنده في الليلة التي توفّي فيها فقال لهم: نحن معشر إذا لم يرض الله لأحدنا الدنيا نقلنا إليه(22) وأخذت الآلام من الإمام مأخذاً عظيماً.
فقد كان في ريعان الشباب وغضارة العمر ولمّا أحسّ بدنو الأجل المحتوم منه أخذ يقرأ سوراً من القرآن الكريم، وقد لفظ أنفاسه الأخيرة ولسانه يلهج بذكر الله تعالى وتوحيده، وقد انطفت بموته شعلة مشرقة من الإمامة والقيادة الواعية المفكّرة في الإسلام.
لقد استشهد الإمام () على يد طاغية زمانه المعتصم العباسي وقد انطوت بموته صفحة من صفات الرسالة الإسلامية التي أضاءت الفكر ورفعت منار العلم والفضيلة في الأرض.


تجهيزه ودفنه:

وجُهِّز بدن الإمام () فغسُّل وأدرج في أكفانه، وبادر الواثق والمعتصم فصلّيا عليه وحُمل الجثمان العظيم إلى مقابر قريش، وقد احتفّت به الجماهير الحاشدة، فكان يوماً لم تشهد بغداد مثله فقد ازدحمت عشرات الآلاف في مواكب حزينة وهي تردّد فضل الإمام وتندبه، وتذكر الخسارة العظمى التي مني بها المسلمون في فقدهم للإمام ().
وحفر للجثمان الطاهر قبر ملاصق لقبر جدّه العظيم الإمام موسى بن جعفر () فواروه فيه وقد واروا معه القيم الإنسانية، وكلّ ما يعتزّ به الإنسان من المثل الكريمة.





رد مع اقتباس