منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - الكسل عن العبادة
عرض مشاركة واحدة

هاشمية مكة
الصورة الرمزية هاشمية مكة
عضو مميز
رقم العضوية : 7930
الإنتساب : Jan 2010
المشاركات : 44
بمعدل : 0.01 يوميا
النقاط : 188
المستوى : هاشمية مكة is on a distinguished road

هاشمية مكة غير متواجد حالياً عرض البوم صور هاشمية مكة



  مشاركة رقم : 24  
كاتب الموضوع : انوار الزهراء المنتدى : ميزان السلوك إلى الله وطرق العرفان"> ميزان السلوك إلى الله وطرق العرفان
افتراضي الكسل عن العبادة
قديم بتاريخ : 31-Oct-2011 الساعة : 04:14 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


اللهم صل على محمد وال محمد .... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موضوع شيق ومهم جداً .. ويا حبذا لو تُناقش مثل هذه المواضيع من حين لآخر وخصوصاً في مثل هذا المنتدى المبارك ، لأنه فعلاً الإنسان بقراءة هذه المواضيع تتأثر نفسُه وتعلو همته ويتشجع على التوجه إلى الطاعات والعبادات ولو شيئاً فشيئاً فينشرح القلب ويتنور بها فجزاكم الله خيراً.
الكسل عن العبادة هو النقطة الرئيسية في الموضوع وقد تفضل الأخوة وأجابوا بمداخلاتهم كالأخ ومض النور حيث بيّن الأسباب وعند معرفة الأسباب يتشخّص العلاج . وقد تشعب الموضوع تشعباً مفيداً بمداخلة الآخ ناصر حيدر ...
فالعبادات قسمان : واجب ومستحب ، أما الكسل عن المستحبات فأسبابه كثيرة أولها وأهمها الإهتمام بالدنيا بمشاغلها ومشاكلها حلوها ومرها .. فبارادة الإنسان وقوتها سيتخطى هذه الامور ولن تشغله عن اتيان الواجبات (بخشوع) أو المستحبات كمّاً أو كيفاً ، وبعض الأحيان يكون الكسل بسبب الذنوب (وهنا الطامّة الكبرى) فبارتكابنا للذنوب ستتراكم وسيجرنا صغيرها إلى الأكبر فالأكبر وهكذا حتى نُطرد من رحمة الله ... ولكن بمراقبتنا ومحاسبتنا لأنفسنا بشكل دائم ومستمر سيقلل الكسل ويذهب عنا بالتدريج ، فالإشتغال بتهذيب النفس هو العلاج الانفع وكما روي عن أمير المؤمنين ويعسوب الدين (ع) قوله : (( مَن عرف نفسه ملكها ، ومَن أهمل نفسه أهلكها )) . وبقراءتنا لثواب الأعمال وأنّ الصلاة الفلانية لها هكذا أثر وأجر وتلك لها ذاك الأثر والأجر ... الخ من المؤكد سوف نتشجع وتقوى عزيمتنا على العبادات بصغيرها وكبيرها سهلها وصعبها لأنّ نفس الإنسان المؤمن تطمع في نعيم الآخرة أولاً وأخيراً مهما شغلته الدنيا .
أما بالنسبة لمداخلة الآخ ناصر حيدر فقد لفت نظري سؤاله ((هل كل من صلى الواحد والخمسين مؤمن )) وقد تفضل الآخ خادم الزهراء بالإجابة وكذلك الأخت جارية العترة ، ولكن أحببت أن أكتب ماجاء في ذهني من جواب ولو أني متأخرة أساساً في المداخلة ولكن هكذا هي ظروفي .
فالمؤمن يطلق على معنيين ، تارة يعرّف المؤمن بأنه المعتقد بالأمور الإيمانية القلبية ويمارس ما يجب عليه الإتيان به من صلاة وزكاة وصوم وحجٍ الخ ...
وتارة يعرّف أنه الشيعي الموالي لآل البيت (ع) الذي ينهج نهج التولي والتبري وإن كان تاركاً للمستحبات بل ومتساهلاً بالواجبات و متهاوناً بالمحرّمات ، فهو مؤمن بالمعنى العام كما أشارت بعض الروايات الى ذلك ، وعليه فلا يقال لمن ترك صلاة الواحد والخمسين أنه غير مؤمن ، وكذلك لا يقال لمن التزم بها أنه مؤمن (لمجرد التزامه بها) إنما زيادة الخير خيرٌ كما يقال .
وبلحاظ آخر مَن يكون مشغولاً في خدمة والديه ، وخدمة الوالدين لو فرضنا أنها بمثابة هذا العمل - مثلاً - او أفضل من اتيان صلاة (51) - كما هو واضح - فكلنا نعلم ما لبر الوالدين من أهمية وثواب ... أو قد يكون الشخص مريضاً لا يتمكن من اتيان أيّ مستحب بل هو بالكاد يأتي بالواجبات فهل يقال أنه ليس بمؤمن لأنه لا يأت بالصلوات الـ (51) بل إنّ مرضه هذا كفارة لذنوبه وطهارة منها وموجباً لارتفاع درجته .
فهؤلاء لهم من الثواب ما يعادل ثواب صلاة الواحد والخمسين بل قد يزيد ، فلا يقال لمثل هؤلاء ليسوا بمؤمنين .
وأخيراً أقول : إتيان المستحبات بالكيف والكم أولى ، وإلا فالكيف مقدم على الكم فـ (قليلٌ قرَّ خيرُ من كثيرٍ فرَّ) كما جاء في الخبر .
وإذا قُدم الكمّ على الكيف فلا بأس لأنه قد يوفقنا شيئاً فشيئاً إلى أن نحصل على الكم والكيف معاً ...ولا ننسى انّ المستحبات تحتاج إلى الكثير من الصبر والمداومة لتصبح مَلَكة عند الإنسان ونسأل الله التوفيق للجميع .
ملاحظة : قد طلب الأخ الفاضل خادم الزهراء أن يكون الموضوع في الفرائض وإن شاء الله يكون لي مداخلة في ذلك لأن موضوع الصلاة والخشوع موضوع مهم وموسع . ولكن أحب أن أشير إلى الآية التي ذكرها ، يقول المولى عز وجل في كتابه المجيد : (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَآؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللّهَ إِلاَّ قَلِيلاً * مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لاَ إِلَى هَـؤُلاء وَلاَ إِلَى هَـؤُلاء وَمَن يُضْلِلِ اللّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً) [النساء 143-142]ويستفاد منها أن كل من يتكاسل في صلاته فهو منافق .
أقول : أنّ صفة المنافقين التكاسل في الصلاة (( كما هو مفاد الآية ))
ولكن ليس كل مَن تكاسل في صلاته فهو منافق
وبعبارة اخرى : كل منافق يتكاسل في صلاته وليس كل من تكاسل في صلاته منافق .
أعتذر للإطالة والسلام عليكم ورحمة الله .....

توقيع هاشمية مكة

محمد رسول الله


رد مع اقتباس