منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - الحسين وأصحابه عليهم السلام == متجدده
عرض مشاركة واحدة

علي كريم الربيعي
شاعر موالي من العراق
رقم العضوية : 9543
الإنتساب : Jul 2010
المشاركات : 405
بمعدل : 0.07 يوميا
النقاط : 197
المستوى : علي كريم الربيعي is on a distinguished road

علي كريم الربيعي غير متواجد حالياً عرض البوم صور علي كريم الربيعي



  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : ميزان شعراء أهل البيت صلوات الله عليهم
افتراضي الحسين وأصحابه عليهم السلام == متجدده
قديم بتاريخ : 05-Nov-2011 الساعة : 11:49 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


الحسين وأصحابه


نادَمْتها كأسَ الغرامِ طويلا = والقلبُ أضحى في الهوى مَشغولا
كانت من العينين كحلي إنّما = نظري تفرّد في الهوى مكحولا
كانتْ قرى الأحبابِ دارَ سعادتي = قلبي توسّلَ في الدِّيارِ دَخيلا
كانتْ على الأوتارِ لحني في الدُّجى = فعزفتُ حتى ماوجدتُ زميلا
حسناءُ قد غزلَتْ ظفائرَها الدُّنا = إنّي لأعشقُ ذلكَ المغزولا
يتسابقُ العشّاقُ حالَ حضورِها = والكلُّ يطمعُ في الهوى مَكْبولا
حاولتُ وَصْفَ قوامَها وجمالَها = فكري تشتَّتَ في البيان ِكَليلا
قدْ باتَ كلُّ تجمّل ٍ في حيّها = زَيفاً ، وكان قِوامُها عُطبولا
غيداء ُ قد ْ أسِرَت ْ شريك َ وفائها = حُبا ً وصار لها الفؤاد ُ خليلا
يهب ُ الحياة َ لأجلِها فكأنّما = ركبَ الصّعابَ بحيّها مَتْبولا
ياليل ُ قد ْحَسَدَ العذول ُ شبابَنا = ومِن َ المصائب ِ أنْ نراه ُ عذولا
لاتعجبوا أن ّالمصائب َ جمة ٌ = ولقد ْ يكون مِن المصاب ِ فُصولا
ألقى رزيته ُ الزمان ُ بخسَّة ٍ = ماكان َ يوماً مُنصِفاً وخجولا
يَطَاُ الثرى مُتبَخْتِراً في رُمحِهِ = تركتْ مصائبُهُ العبادَ ذُهولا
فعلمتُ أنّكَ في الفواجعِ آفةٌ = وعلمتُ أكثرَ ماعلِمتُ مَهولا
فجعلتُ أفراحَ الحياةِ مآتماً = تنعى الحسين َ مُرمّلاً وتليلا
فكأنّ في وسطِ الحروفِ مآسياً = وكأنّ في كلِّ البلادِ وُحُولا
وكأنّ ليلا ً في عيونِ نهارِهِ = حتى حسبتَ الليلَ منهُ الحْولا
فرأيتُ أوراقَ الغصونِ تساقطتْ = ورأيتُ أفواجَ الشبابِ كُهولا
فنَصَبْتُ أعوادَ الغصونِ مشاعِلاً = للسائرين ووجهةً ودَليلا
ونشرتُ فاجعةَ الطفوفِ على الورى = فسَمِعْتُ حتى في السّماءِ عَويلا
ماعُدتُ أحتملَ التصبّرَ والأسى = في الطَف ّ ِ إذْ صارَ الفؤاد ُ قتيلا
مانُحت ُ مِن ألم ِ الفراق ِ وإنني = أبكي لغدر ِ الطاهرين طويلا
فالحُزن ُ عشق ٌ للطفوف وأنـّة ٌ = وَقَفَت ْ على قلب ِ الثَّكول ِ ظليلا
مازالَ هذا القلب ُ يبعث ُ شجوه ُ = ألما ً كما بعث َ الجواد ُ صهيلا
قال الظليمة َ يارجالُ محمَّد ٍ = بالطفّ شاهدت ُ الهُدى مقتولا
لاتعجبوا أنَّ المحاجرَ مَوْقِدٌ = ولقد ْ تكونُ مِن القلوبِ مَثيلا
فهَوتْ جميعُ السابحاتِ على الثرى = مِنْ بعدِهِ وهوى الطبيبُ عليلا
وتناثرتْ شمُّ الجبالِ كأنّها = العِقْدُ الجميل ُ إذا استوى مفصولا
لمّا رقى صدرَ الحسينِ بكربلا = وغدٌ وأشعلَ مِنْ بعيد ِالنيلا
ياعبرَةً نفتِ الرّقادَ وأشعَلَتْ = للمؤمنين مَعَ الدموعِ غليلا
وتزاحَمَتْ تلك القلوبِ بحُزنها = تهمي عليكَ مدامعاً ومسيلا
يبكينَ سبطاً للرسولِ وآيةً = ليثاً شجاعاً قائداً وجليلا
قدْ حفّه ُ ذاك الخضاب ِ بهيبة ٍ = فمَضى يدّكُ معاقِلاً وَسُدولا
لمْ يكترثْ تلك الجيوشِ وزحفِها = تخِذَ الإباءِ إلى السّماءِ سبيلا
كانتْ على وجهِ الحسين ِ تلاوةٌ = قدْ كانَ فيها قلبُهُ مشغولا
فوقفتَ كالطودِ العظيمِ على الدُّنا = ولقد يكونُ بكَ البيانُ كليلا
وأمامَ عينِيكَ الرسالة ُ والسّما = حاشا لمثلكَ أنْ يكونَ دخيلا
إنّ َ الجراحَ على الطفوفِ شعائرٌ = تتوضأُ التكبيرَ التهليلا
بقيت ْ تُبيّنُ للعبادِ مناسِكاً = وعبادةً وكرامةً وحُلولا
وإذا نظرت َ الى الجراح ِ بجسمه ِ = أيقنت َ سراً في الهدى موصولا
أنت ابنُ طه في السّماء وفي الورى = تأوي الفقيرَ وتُشفيَ المشلولا
سبطُ النبيُّ المصطفى وحبيبُهُ = مهوى النفوسِ ولم تكنْ مجهولا
بادلتهُ القبلاتِ في وجناته = بأرقَّ مِن عذبِ النّسيم ِ ميولا
ومسَحتَ دمعَ الثاكلاتِ تتابعاً = وجعلتَ مِن ثأرِ الدّما منديلا
فوجدتُكَ المُعطي السّماءَ حقوقها = تهبُ النفوسَ وترفعُ التنزيلا
وعرَفْتُ طودَكَ قبلَ أطوادَ الورى = نوراً يشُّعُ على الورى مجبولا
لهفي لرأسِكَ يابن بنتِ محمّدٍ = يتصدّرُ الرحلَ الكريم ِ وصُولا
لهفي لجسمِكَ كيف يبقى عارياً = ويكونُ غيرُكَ في الحياةِ ظليلا
ويحُزّ ُ بالسّيف ِ الوتين ِ كأنه ُ = يمضي الى نحر ِ الكتاب ِ بديلا
فبَدت ْ على أفق ِ السماء ِ ظلامة ٌ = صارتْ رزيتها عليَّ وَبيلا
فهُنا مقامٌ للحُسين ِ بمُهجتي = إنّي أراه ُ كالرسول ِ جليلا
هو مهجتي هو ناظري هو جنّتي = ياغيد ُ قد ْ صار َ الهوى تبجيلا
لاتعجبي أن ّ الكلام َ مُقدّس ٌُ = فأنا نظمْت ُ مِن البيان ِ قليلا
ولطالما نظم َ الفؤاد ُ ملاحما ً = حتى لَكِدْت ُ أظنها ترتيلا
نَظْم ٌ هو المرجان ُ لولا بحرها = لوَجَدْتُم ُ في قاعِها تشكيلا
وعلى السطور ِ شواهد ٌ مِن مقلتي = إن ْ زاد َ سطر ُ البيت ِ صار َ سيولا
ماهذه ِ الزفرات ُ إلا ّ عبرة ٌ = بقيت ْ على طود ِ الآسى تنزيلا
هَبْني جراحَك َ إن ّ نزفَكَ دائم ٌ = وتطيب ُ نفسي أن ْ أكون َ بديلا
ياباعث َ الأشجان ِ مِن أعماقنا = والقلبُ يصْرَعَهُ الأسى تقتيلا
ياويح َ نفسي إنّه ُ في مهجتي = أفلا رأيت َ على الفؤاد ِ نصولا
إن ْ أنت َ عاينت َ الجراح َ ولم ْ تَسِح ْ = كنتَ امرءاً حَبَسَ الدموعَ بخيلا
مَن ْ كان يبغي جنة ً أبدية ً = لايُستطاع ُ مع َ الجفاء ِ دُخولا
فامسك ْ عُرى الأسلام ِ مِن مِنْهاجهِمْ = عِزا ً كما فازَ النصير ُ وصولا
وإذا القلوب ُ تسابقت ْ في شجوها = وجدت ْ جزاءا ً شاملا ً مقبولا
إن ْ لم ْ تسح ْ عيني لأجلِ مصابهم ْ = فمتى تسُّح ُ على المصاب ِ سيولا
فأنا الّذي علمت َ قلبي شجْوَه ُ = وأنا الذي عوَدته ُ الترتيلا
وأنا الذي هيَجت َ جُرحا ً نازفا ً = وأنا الذي قيّدته ُ مكبولا
للآلِ والصَّحْب ِ الكرام ِ نذَرْته ُ = لايعرِف ُ العُذال َ والمجهولا
علّمتَه ُ حَمْل َ الرسالة ِ أولا ً = إذْ كنتَ نورَ لوائِها المحمولا
ماكان َ غيرُ الآل ِ في منهاجه ِ = ماكان يوماً للطّغاةِ ذليلا
هيهات ِ مايُثني الفؤاد ُ عصابة ٌ = تخذت ْ يزيدا ً ظالما ً ودخيلا
تخذوا يزيدَ كمَعْلَم ٍ لجهنم ٍ = وأنا اتخَذتُ مِنَ الحسين ِ سَبيلا

كتبت في 14/7/2007 علي كريم الربيعي ( سراج ) – منقحة 22/10/2011


رد مع اقتباس