|
عضو مجتهد
|
|
|
|
الدولة : اينما تولوا فثم وجه الله
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
خادم الزهراء
المنتدى :
ميزان السلوك إلى الله وطرق العرفان">
ميزان السلوك إلى الله وطرق العرفان
بتاريخ : 25-Nov-2011 الساعة : 06:22 AM

اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
قال الصادق (ع): لا يتمكن الشيطان بالوسوسة من العبد ، إلا وقد أعرض عن ذكر الله ، واستهان بأمره ، وسكن إلى نهيه ، ونسي اطلاعه على سره ، فالوسوسة ما يكون من خارج البدن بإشارة معرفة العقل ، ومجاورة الطبع ، وأما إذا تمكن في القلب فذلك غي وضلالة وكفر ، والله عز وجل دعا عباده باللطف دعوة ، وعرّفهم عداوته ، فقال عز من قائل : {إنّ الشيطان لكم عدو مبين} وقال : {إنّ الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا}.
فكن معه كالغريب مع كلب الراعي ، يفزع إلى صاحبه في صرفه عنه ، وكذلك إذا أتاك الشيطان موسوسا ليصدّك عن سبيل الحق ، وينسيك ذكر الله فاستعذ بربك وربه منه ، فإنه يؤيد الحق على الباطل ، وينصر المظلوم لقوله عز وجل : {إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون} ولن تقدر على هذا ومعرفة إتيانه ومذهب وسوسته ، إلا بدوام المراقبة ، والاستقامة على بساط الخدمة وهيبة المطّلع ، وكثرة الذكر ، وأما المهمِل لأوقاته ، فهو صيد الشيطان لا محالة.
واعتبرْ بما فعل بنفسه من الإغراء و الاستكبار ، من حيث غرّه وأعجبه عمله وعبادته وبصيرته ورأيه ، قد أورثه عمله ومعرفته واستدلاله بمعقوله عليه اللعنة إلى الأبد ، فما ظنك بنصيحته ودعوته غيره ، فاعتصم بحبل الله الأوثق ، وهو الالتجاء والاضطرار بصحة الافتقار إلى الله في كل نَفَس ، ولا يغرنك تزيينه الطاعات عليك ، فإنه يفتح لك تسعة وتسعين بابا من الخير ليظفر بك عند تمام المائة ، فقابله بالخلاف والصد عن سبيله ، والمضادة باستهزائه.ص125
المصدر: مصباح الشريعة ص26
|
|
|
|
|