[خادم الزهراء المظلومة]

يا فيضة النفس هيجي تحسرا ... ولا بأس لو رمت الموت علوجا
فقد قضت نفس الحسين بذبحٍ ... وروحه ولجت إلى الرحمان عروجا
لا أسفاً لو رمت الموت فيك فقد ... قضت فيك النفوس فداً وولوجا
فغطت دماؤهم بيدة الطف كأنها ... من ربيع الدماء بالحق منهوجا
فأنبتت معنى الشهادة الحقة ... تتفرع من أصل إخلاصٍ يتضوع أريجا
ما بين الشيب والشباب أين الثريا من ضيهم ... كالنجوم والسبط محورها في بحر دمٍ عجيجا
والعباس وجهتها النوراء كبدرٍ ... يمدها بالوميض الدامي ضريجا
ولما تسقط الراية التي في يديهِ بل ... تلقت الأرض عنه حملها كتلقي الكعبة الحجيجا
وكعبة الحزن بلغ القول عن زينبٍ ... تحج حولها الأرامل واليتامى ضجيجا
لله تلبي الحزن في ذبيح منى الطفِّ ... وحنينها وأنينها علا لهما منها نشيجا
يمضى بها سبياً والقيود تحوطها ... وبالسياطِ يزجرها الدعي ضربا لجوجا
إذا نادت تجيبها النوابي من القول ... وإن بكت تمسح دموعها أكفٌ علوجا
فحاميها بالأسرِ يساق كما تساق ... ويرمي بما ترمى والضرُّ فيه حروجا
على عجف النياق يسرى بها ... تطوي السهول وتدغل فجوجا
هذه نساء علي والحسين أكذا ... اعتادت بظل حماها خروجا
لا تبكين أساً على الذل بنات فاطمةٍ ... فلولا الخروج كيف تسد للدين فروجا
فقد أوكل المولى لكُنَّ حفظ دين محمدٍ ... فتباهين فضل مقامٍ برضا الله منسوجا
أريج الطف
لـ خادم الزهراء
إبراهيم قبلان العاملي
غرة محرم 1433 هجرية