[حسين نوح مشامع]

*عاشوراء مدرسة إعداد القادة*
06- (أهداف النهضة الحسينية)
حققت النهضة الحسينية أهدافها في تلك الأيام، ولم تذهب تضحية الإمام الحسين(ع)، بنفسه وعياله وأصحابه أدراج الرياح. حيث رجعت الأمة إسلامية إلى وعيها، فعرفت دينها الذي فقدته باستلام بني أمية سدة الحكم. وعرفت الأسباب التي من اجلها حارب بني أمية الإسلام والمسلمين، وقتل على أثره الكثير من الصحابة والتابعين.

قامت الثورات والانتفاضات بعد مقتل الحسين(ع)، مثل ثورة التوابين وثورة المختار الثقفي وثورة زيد بن علي، بعد معرفتها الطريق لإعادة كرامتها وعزتها وحريتها.

وعاد المسلمون يقتفون اثر أهل البيت(ع)، وينهلون من عذب صافي علومهم، ونمير عالي أخلاقهم. فعاد إلى أهل البيت(ع) موقعهم ألائق بهم في حاضرة الأمة الإسلامية، الذي حاول بني أمية طمسه بكل ما أوتوا من قوة. ولكن يأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون.

الآن وفي وقتنا الحاضر هل حققت الثورة الحسينية أهدافها؟

لقد تحققت بعض أهدافها مع عودة الشيعة إلى مكانها وموقعها في العالم الإسلامي، بل العالم بأسره. وأصبح لهم صوت يسمع، وموقع يعرف في أطراف الدنيا. فاخذ مذهب أهل البيت(ع) ينتشر وتنتشر أفكاره. وأصبح رقما لا يستهان به، وموقعا خطيرا لا ينسى.

مما جعل أقلام وأفواه بني أمية لا تهدأ و لا تستكين، خوف أن يلتهمها طوفان حقه، وبركان صراحته. لقول الله تعالى(ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين).

لكن لن تتحقق كامل الأهداف، إلا بعد إيصال صوت أبا عبدالله(ع) لكل مسلم، بل كل مستضعف في الأرض. يستفيد من خيرات ثورته، بحصوله على حريته وكرامته. تطبيقا لقوله تعالى(ولقد كرمنا بني ادم وحملناهم في البر والبحر).

الدور الكبير المراد من شيعة الإمام(ع)، بان يعملوا على إيصال صوت أبو السجاد(ع) إلى الآخرين، بغض النظر عن مذاهبهم ودياناتهم واعتقاداتهم، وبالطريقة واللغة التي تسهل عليهم استيعابها وفهمها والاندماج معها، والاستفادة منها. حينها فقط نستطيع القول إننا أعدنا الحسين إلى الحياة، رغم انف بني أمية الحاقدين.
بقلم: حسين نوح مشامع بإشراف: الشيخ محمد المحفوظ