[خادم الزهراء المظلومة]

ولحيدرٍ كرة في الحرب مع الحسين لما ... برز علي من غرة فجر السماحة والعز والإبى
إن جئت فيه للشبه فكأنه النبي بصورة طلته ... أوليس النبي جدٌ له وحسينُ ابن فاطمة له أبا
تورث سمات محمدٍ فمازج من فيض وسامته ... خُلقاً وخلقاً ومنطقاً ومعشراً حسناً تسامى أدبا
ولا تنسى أن المرتضى جده فمنه كذا ... تورث الحلم والشجاعة والباسلة وكذا النسبا
فعلي من علي فرعٌ لا غرار فيه ولا ريب ... كالليث مذ هبَّ بالغوى فولت منه الذئاب هربا
لكن تحاملوا عليه فرقت دموع الحسين بعينه ... والأم تشهد عين السبط فانطوت منه رعبا
فقال له الحسين ادعي له فهمت ودعت ... فإذا بعليٍّ جاء منظفراً كعادة الليث إن وثبا
فقال أبوه بني سر لامك واطفئ نار فؤادها ... فأتاها يكحل ناظرها والدمع من عينتيها قد سربا
نادته بني إليَّ إلَيّْ يا زهرة عمري ... وراحت تعانقه كلفح الحرِّ إن هبَّ الصَّبا
تطفي بنور طلته لظى جمرات حشاشتها ... فأتاها حسين وقال دعيه منكِ للدين هبةْ
فودعته وأودعته دموع العين وقالت هلم ... ومضى يشق طريق الحرب والزند ملتهبا
فأضناه الظمى وعاد لنحو السبط يندبه ... سقية ماء تبل كبدته وكل الماء قد حجبا
فلاقاه بحسن تصبره وأعطاه كأس خاتمه ... فراح بشفته يلقمه ومن حب أبيه قد شربا
ومضى به يعانقه وبالوداع الأخير يودعه ... ثم قضى غبار العمر منتفضا عند الله محتسبا
وهم كالصقر منقضاً يشق صفوف عسكرهم ... فناولوه بالغدر سيفاً أعقب رأسه فتلاقى التربا
وكان مشهد الحال به من فرط طول جثته ... أن ضم الجواد لتأخذه فأغمض لها الهدبا
فمضت به نحو الأعداء وما أبصرت ... فقابلوه بالتمزيق من هول الضربِ إربا
فأتاه أبوه منعطفاً كالليث حتى يخلصه ... يردي كماتهم وإليه انتهى فلاقه قد ضربا
مقطع الأوصال بالدماء مضرجاً فلهفي له ... فهوى عليه يحادثه منكسر الظهر منتحبا
ونادى بخلان عشيرته من هاشمٍ يساعدنه ... فحملوه على الحصير وجاؤوا به نحو الخبا
فمذ عاينته ليلى لطمت عليه الوجه نادبة ... وأتته عمته والنساء ورحن يشققن عليه الجيبا
فنادت زينبٌ تنعاه لجده المختار قائلة ... جداه إرث الشبه منك اليوم غيل وقد غصبا
هذا حامل صورتك قتلوه فلو كنت تنظره ... وكل عضو منه مقطعا دماً قد شخبا
أبتاه يا علي هذا علي قضى اليوم نحبه ... مقسوم الهامة فشابهك سبيل الحق والسببا
وجه الشباهة والعلا
لـ خادم الزهراء
إبراهيم قبلان العاملي
8 محرم الحرام 1433