عرض مشاركة واحدة

الشيخ مرتضى الفقيه
الصورة الرمزية الشيخ مرتضى الفقيه
حوزوي بحث خارجي
رقم العضوية : 12755
الإنتساب : Dec 2011
الدولة : لبنان-جبل عامل
المشاركات : 46
بمعدل : 0.01 يوميا
النقاط : 164
المستوى : الشيخ مرتضى الفقيه is on a distinguished road

الشيخ مرتضى الفقيه غير متواجد حالياً عرض البوم صور الشيخ مرتضى الفقيه



  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : ميزان مصباح الهدى وسفينة النجاة ( عاشوراء ) ميزان مصباح الهدى وسفينة النجاة ( عاشوراء )
افتراضي الحسين ع يعلمنا كيف نحقق هدفنا وكيف ننتصر
قديم بتاريخ : 11-Dec-2011 الساعة : 12:48 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيد الانبياء والمرسلين محمد واله الطيبين الطاهرين ، واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين الى قيام يوم الدين ..
اذا تأملنا في واقعة كربلاء العظيمة ، ودرسنا تحركات قائدها العظيم ، وأعملنا النظر في كلماته ومواقفه التي اطلقها ، نجد فيها الكثيرمن الدروس التي تنفع الكثير من الناس على اختلاف تطلعاتهم ، فمن وضع نصب عينيه هدفا واراد بلوغه ، يتعلم كيف يبلغه ، ومن اراد الموعظة فإنه ولاريب سيجد ضالته ، ومن توخى العاطفة ، فإنها منبع العواطف الجياشة .
ولأن الحسين شخصية استثناية بكل المقاييس ، لايمكن استيعاب كل جوانبها ، ولكن مالايدرك كله لايترك كله .
وسأتناول اليوم جانبا من شخصيته ، وهو جانب القائد او الثائر او قائد الثورة ، ( ماشئت عبّر ) ، وفي هذا الجانب من شخصيته ، ايضا لايمكن استيعاب كل فنون القيادة التي يتمتع بها هو ، لانه كان إستثنائيا في كل جوانبه ، ولو تمكن احد ان يدرك كل تلك الجوانب ، ويحيط بمعرفة كل الجوانب تمام الاحاطة لاصبح ذلك العارف استثنائيا في معرفته ، ولو تمكن من تطبيق ماأحاط بعلمه عمليا ، لكان هو الحسين ع وليس غير الحسين .
ولان الحسين ع هكذا في إستثنائيته ، حملّه الله تعالى أمانة تنوء بثقلها الجبال ، وتضعف دونها الرجال ، إنها أمانة الرسالة ، حمّلها لخاتم الانبياء ، ثم لخاتم اصحاب الكساء .
إن الحسين كقائد عظيم ، يحمل اعظم رسالة سماوية ، ثار لاجل ان يحفظ تلك الرسالة ، فتعال معي ننظر الى كيفية قيادته لتلك الثورة ونتعلم منها كيف يتصرف صاحب الهدف والغاية وكيف يسعى لتحقيق هدفه .
ويتلخص مأريد استنتاجه في نقاط ثلاثة :
الاولى : تحديد الهدف ، والاقتناع به ، والشعور بالمسؤولية الكاملة عنه ، فعندما تتوفر تلك العناصر ، يشعر الانسان ان حياته مرتبطة بذلك الهدف ، وانه ان لم يحقق هدفه يفضل الموت على الحياة ، وباطن الارض على ظهرها ، والقبور على القصور .
فأما الهدف فقد حدده ( اريد ان امر بالمعروف وانهى عن المنكر ) وان يزيد رجل لايستحق السلطة ولاشرعية لخلافته ، وليس الامر عن نعرة أو عداوة شخصية بل كما في زيارة الناحية ( ثم اقتضاك العلم للإنكار ، ولزمك ان تجاهد الفجار ) فإن يزيدا يشرب الخمر ويلعب بالقردة ومثل هذا لايخضع له مثل الحسين ع ، ( ومثلي لايبايع مثله ) واما الشعور بالمسؤولية فقد ذكره ( إني لم اخرج أشرا ولابطرا ) ( لطلب الاصلاح في أمة جدي وأبي ) فهو مسؤول عن تلك الامة لانه ورثها عن جده وأبيه صلوات الله عليهما ، وأما الاقتناع ، بهدفه فهو يخاطب من سأله لمحاولة اقناعه بالغاية الشريفة التي هو مقتنع بها تمام الاقتناع ، ( ألاترون الى الحق لايعمل به والى الباطل لايتناهى عنه ) فهو مقتنع بمطلبه ومبتغاه الى درجة لايحتاج معها الى الاتيان بالدليل ، فكون الناس ترى ان الحق لايعمل به والباطل لايتناهى عنه ، هذا سبب كافي ومركزي وكامل للثورة ، وعندما اكتملت هذه العناصر عنده اصبح يرى باطن الأرض خير من ظهرها ( لاأرى الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين إلا برما ) .
الثانية : التصميم وعدم المساومة على هدفه الاسمى وعدم القبول بالتسويات وأنصاف الحلول ، لأن أي تسوية او حل وسط ، معناه تراجع للهدف او عن الهدف ، فلابد ان يرى ان أي تراجع عن الهدف هو الذل بعينه مهما كانت المكاسب ، وأي تقدم بإتجاه الهدف هو عزة وكرامة مهما بلغت التضحيات ، ولذا لم يضعف ولم يهن ولم يلن ، أمام كل العروضات التي عرضت عليه ( اولا تنزل على حكم بني عمك فإنهم لن يروك إلا ماتحب ) لكنه إعتبر أن أي تراجع هو انكسار واذلال ( ألا وإن الدعي بن الدعي قد ركز بين اثنتين ، بين السلة والذلة ) فكان يعتبر أي حل لاينتهي بسقوط شرعية يزيد بن معاوية ( على الأقل ) هو ذل وهوان لايليق بمن يمثّل الرسالة ولايليق برجل مثله ، فإن سليل النبوة وحامل الرسالة لايليق به الا العزة والأنفة والإباء ، ليس هو الوحيد الذي يرى ذلك في نفسه بل يراه الله والرسول والمؤمنون وكل من عنده غيرة وحمية ونفس ابية ( يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون ونفوس ابية وانوف حمية من ان تؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام ) .
الثالث : ان لايستكثر شيئا على الهدف ، حتى لو لم يكن له دخالة بتحقيق الهدف ، او لايجب عليه تقديمه لاجل الهدف ، أو كان تأثيره بسيطا ، كمثل تقديم رضيع على المذبح أمامه ، وعند ذبحه يقول روحي فداه ( هوّن علي مانزل بي انه بعين الله ، اللهم لايكون اهون عليك من فصيل ناقة صالح ) فبرغم أن الرضيع لادخالة له ولايجب عليه قدمه ، وهان عليه الامر لانه بعين الله وهو يسمع ويرى .
وان كان ذبح الطفل الرضيع كان له نوع من التأثير ، لانهم إن ادّعو ان الحسين ع شق عصا الطاعة وفرّق وحدة المسلمين ، فلايمكنهم أن يدعّو ذلك على الطفل الرضيع .
وعندما اعطى الله تعالى كل مايملك وكل ماهو مسلط عليه ، ووصل الأمر اليه ، وتوجه امره للشهادة ، ورمي السهم الى قلبه الشريف وأصابه وانحنى على سرج فرسه حتى اخرجه من ظهره ومعه ثلثا كبده ( على ماتقوله الرواية ) ، وكان هذا السبب الرئيسي لاستسهاده ، ذكر التسمية على نفسه ( بسم الله وبالله وفي سبيل الله ) ليكون قدم نفسه قربانا على مذبح الاسلام ، ومن هذا المنطلق ، وبهذه الروحية وبتلك العقلية تصرفت السيدة زينب ، من اول تسلمها المسؤولية حيث وضعت يديها تحت الجسد الشريف وتوجهت الى السماء ( اللهم تقبل منا هذا القربان لوجهك الكريم )فمن أول لحظة بدأت تجسد الشخصية القيادية وشروط القيادة التي استلهمتها من الحسين .
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين الذين بذلو مهجهم دون الحسين .

رد مع اقتباس