[الشيخ مرتضى الفقيه]

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيد الانبياء والمرسلين ، محمد وآله الطيبين الطاهرين ، واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين الى قيام يوم الدين .
اولا : اود شكر الاخت جارية العترة على إجابتها ، وأطلب منها الاذن بالتدخل للجواب .
ثانيا : بالنسبة لقائل القول هو الرسول ( ص ) وقد ورد هذا الحديث عنه ص في كتب الفريقين .

أمّا بالنسبة لمعنى الحديث :
إن نفقة الاب والام واجبة على الابن ، فلو فرض أن الإبن إمتنع عن النفقة ، فللأب ان يأخذ من مال ابنه مايسد حاجته لااكثر .
وقد وردت بعض النصوص بذلك حيث سئل الامام عن قول النبي ( ) : ( انت ومالك لابيك ) فقال : ( ماأحب أن يأخذ من مال ابنه الا ما احتاج إليه مما لابد منه إن الله لا يحب الفساد )
وفي رواية اخرى اجاب الامام عن هذا الحديث : ( إنما جاء بأبيه إلى النبي ) فقال : يا رسول الله هذا أبي وقد ظلمني ميراثي من أمي فأخبره الاب أنه قد أنفقه عليه وعلى نفسه ، وقال : أنت ومالك لابيك ، ولم يكن عند الرجل شيء )
هذا فيما يخص المال ، واما قوله ()( انت ) فلابد من مقدمة :
إن هناك احكام شرعية عامة لايمكن تجاوزها ، ولكن الله تعالى عطلها في حق الولد بالنسبة الى والديه فعلى سبيل المثال وليس الحصر :
حكم الكافر أنه مهدور الدم والمال ، وإن حاول أن يضلل الناس يشتد حكم القتل فيه ، ولكن هذا الحكم معطل في خصوص الابن بنص القران الكريم : (( وان جاهداك على ان تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا ) فإنه تعالى الغى الحكم ، بل وحكم بحكم مغاير الا وهو المعاشرة بالمعروف التي تتناقض تماما مع وجوب القتل .
ومثال اخر : وهو ان القاتل يقتل بنص القران والاحاديث ، ولكن هذا الحكم معطل اذا كان القاتل هو الوالد ، فأنه لايقتل بولده .
وعليه نستنتج مجموع احكام خاصة ، مختصة بالولد تجاه والديه .
فذلك الشخص الذي جاء وشكى للنبي () على والده ، كان من المفترض ( لو كانا ليس ابن واب ) ان الرسول يحاكم بينهما ، وقد يحكم الرسول ()بسجن الذي تصرف بالمال ، ولكنه ()
قال للولد ( انت لابيك ) يعني ، الحكم القضائي بحق ابيك معطل ، كما عطلت عدة احكام بين الابن ووالديه ، لااسجن ابيك بسبب دعواك عليه ، ولااقاضيه واعرّضه للمحاسبة .
اظن انه الى هنا اتضح المقصود ولاداعي للاطالة ، وفي حال بقي هناك استفسار فأنا بخدمتكم ان شاء الله تعالى .