الموضوع:
الهدف الرئيسي لثورة الامام الحسين ( ع )
عرض مشاركة واحدة
الشيخ مرتضى الفقيه
حوزوي بحث خارجي
رقم العضوية : 12755
الإنتساب : Dec 2011
الدولة : لبنان-جبل عامل
المشاركات : 46
بمعدل : 0.01 يوميا
النقاط :
164
المستوى :
مشاركة رقم :
1
المنتدى :
ميزان مصباح الهدى وسفينة النجاة
( عاشوراء )
ميزان مصباح الهدى وسفينة النجاة
( عاشوراء )
الهدف الرئيسي لثورة الامام الحسين ( ع )
بتاريخ : 13-Dec-2011 الساعة : 08:55 AM
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيد الانبياء والمرسلين ، محمد واله الطيبين الطاهرين ، واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين الى قيام يوم الدين .
قال تعالى في سورة ال عمران اية 110 : ((
كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ
))
في الأية الكريمة يصف الله تبارك وتعالى بأن امة نبينا محمد
هي خير الامم لانها تقيم فريضة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر .
ووصف تعالى من يفعل العكس أي يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف بالمنافقين والمنافقات ، وذلك في سورة التوبة اية 67 حيث قال عز من قائل : ((
لْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ))
وقد لعن الله تعالى تاركي تلك الفريضة ، على لسان انبيائه وذلك في سورة المائدة اية 79 حيث قال تعالى : ((
لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ
..... كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ) .
والقرآن الكريم تعرض كثيرا لهذه الفريضة ، وعليكم بمراجعة هذه الايات لمعرفة ان هذه الفريضة من اهم الفرائض على الاطلاق .
واما الروايات فهي كثيرة بمضمون ان بهذه الفريضة تقام الفرائض ، وتأمن المذاهب ، وتحل المكاسب ، وتمنع المظالم ،وتعمر الارض ، وينتصف للمظلوم من الظالم ، ولايزال الناس بخير ماامرو بالمعروف ونهو عن المنكر فاذا لم يفعلو ذلك نزعت منهم البركات وسلط بعضهم على بعض ولم يكن لهم ناصر في الارض ولافي السماء .
وأعتقد أنّ هذه المضامين واضحة وبينة ، لاتحتاج الى إقامة الدليل عليها ، فان الفرائض انما تقام عندما نتواصى بها ويأمر الناس بعضهم بالمعروف ، والمحرمات انما تترك اذا تناهى الناس فيما بينهم عن المنكر ، لذلك كانت هذه الفريضة اهم واقدس الفرائض التي شرعها الله لصيانة شرعه وحفظ البشرية من كل انواع الشرور والظلامات .
اذا تبين هذا فلندخل الان الى قضية مولانا وامامنا الحسين
:
عندما يقوم انسان بعمل ما ويحدد سبب اتيانه او قيامه بالعمل ، ينبغي ان يحمل عمله على ماقاله هو بدون زيادة او نقصان ، حتى لانتعرض للافتراء عليه .
والامام الحسين
حدد هدفه وسبب خروجه وانه من اجل اقدس فريضة شرعت ونأخذ هذا من سياق كلماته وتصريحاته ع في عدة مواضع :
الاول : قوله
: (( إني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر ))
الثاني : (( الا ترون الى الحق لايعمل به والى الباطل لايتناهى عنه ))
الى غير ذلك من كلماته ع التي لو تتبعناها ، ودققنا النظر فيها لوجدناها تصب في هذا المعنى ، فإن مثل الحسين في قداسته وصفاته العظيمة ، لايثور ويعرض نفسه ومن معه للسيف ، الا في سبيل اقدس فريضة جاءت بها الشرائع السماوية .
وقد يقول قائل ان الامر بالمعروف والنهي عن المنكر اذا استلزم الضرر لايجب او لايجوز القيام به ، سيما اذا تعرض القائم بهذه الفريضة للقتل ، فكيف جاز للحسين ع السلام القيام بهذه الفريضة وتعريض نفسه للقتل وعياله للسبي ؟؟؟
الجواب : ان هناك مسألة تسمى عند الفقهاء بالتزاحم ، ويعنون به التزاحم بين فريضتين احداهما اهم من الاخرى ، فيجب تقديم الاهم على المهم ، وعلى المكلف ان يكون عارفا بالاحكام وملتفت الى مسألة الاهم والمهم حتى يمكن له التصرف .
ومثال ذلك ان قتل النفس المحترمة محرم شرعا ، ولكن اذا وجدت شخصا يريد تفجير سوق او مكان فيه حشد من الناس ، فيجوز عندها قتل ذلك الشخص لحماية الناس منه ، فجاز قتل الانسان في هذه الصورة للحفاظ على ارواح الناس التي هي اهم من حفظ روح واحدة .
ووكذلك الامر فيما نحن فيه ، فإن حفظ دين الله تعالى ، فيها خير الدنيا والاخرة للبشرية جمعاء ، وكان الدين قد انحرف عن مساره الصحيح، وابيحت فيه المنكرات وارادوا دفن الشهادتين ، ولم يكن ليستقم امر هذا الدين واقامة الاعوجاج الا بقتل شخص بمستوى الحسين في حرمة دمه ، وسبي اشرف واطهر النساء الا وهن بنات الوحي وعترة الرسول
.
ولذا نحن نقرأ في زيارة الناحية ، التي يزور بها مولانا القائم ( عجل الله فرجه ) جده الحسين
ويقول فيها : (( ثم اقتضاك العلم للانكار ولزمك ان تجاهد الفجار فسرت بولدك واهاليك وشيعتك ومواليك وصدعت بالحق والبينة ودعوت الى الله بالحكمة والموعظة الحسنة وامرت باقامة الحدود والطاعة للمعبود ونهيت عن الخباث والطغيان وواجهوك بالظلم والعدوان ) .
فانت تلاحظ في خطابه ع ( ثم اقتضاك العلم للانكار ) أي ان علمه ع بالمنكر الواقع ، واحال الذي وصلت اليه امة جده
، وان هذه الحالة لايصلحها إلا معركة تنتهي بقتله وسبي عياله ( شاء الله ان يراني قتيلا ويراهن سبايا ) أي ان الحكم الشرعي والارادة التشريعية لله تعالى شأنه اقتضت قتله وسبي عياله .
هذا ماتمكنت من كتابته في عجالة وعلى يقتضيه الحال من عدم الاطالة ، علما اني توخيت الاختصار قدر الامكان حتى لاتملو او تكلو من القراءة راجيا ان يتقبله الله تعالى مني بقبول حسن ، انه حسبي ونعم الوكيل .
على ان اعود لكم بملحقات تتمة للموضوع :
الاول : مدى المنكر الذي بلغ في عهد بني امية الذي لم يعد قابلا للسكوت عليه .
الثاني : تأثيرات ثورة الحسين
ودفعها للمنكر وبيانها لزيف وكفر بني امية .
الثالث : الاهداف التي ادعيت لثورة الامام الحسين
والرد عليها وبيان انه لاواقع لها .
آخر تعديل بواسطة خادمة بنت المصطفى ، 13-Dec-2011 الساعة
10:48 AM
.
الشيخ مرتضى الفقيه
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى الشيخ مرتضى الفقيه
زيارة موقع الشيخ مرتضى الفقيه المفضل
البحث عن المشاركات التي كتبها الشيخ مرتضى الفقيه
البحث عن جميع مواضيع الشيخ مرتضى الفقيه