[حسين نوح مشامع]

*عاشوراء مدرسة إعداد القادة*
19- الظلم مهما تمادى واستفحل إلى زوال
لم تنته ثورة الإمام الحسين(ع)، ولم تخمد بقتله ومن معه، وسبي من بقي على قيد الحياة من المرضى والأطفال والنساء، كما اعتقد بنو أمية.

إن تلك المذبحة الشنيعة، وقطع رؤوس القتلى حتى الأطفال منهم، والهجوم المروع على خيام لإحراقها، مما جعل النساء والأطفال يهيمون في كل واد على وجههم، ولا يهتدون إلى النجاة سبيلا. والجر القاسي بالقيود، والضرب الموجع بالسياط، والنقل من بلد إلى آخر، كأنهم أسرى الكفار والملحدين.

كل ذلك لم يطفئ لهيب الثورة ويخمد جذوتها، بل زادها اضطراما واشتعالا وحرارة في قلوب المؤمنين. فشجعهم على مقاومة الظلم، والخروج على الظالم، بكل ما أتوا من قوة. فقامت الثورات في كل البلاد الإسلامية، وكانت من بينها ثورة التوابين والمختار الثقفي وزيد ابن علي. فرجعت الأمة إلى وعيها وصوابها، وعرفت طريقها إلى الحرية والكرامة.

لم يجد نفعا ما قام به الأمويون، من حرق وقتل وهدم وتنكيل، لإحكام قبضتهم وإعادة هيبتهم في النفوس، خاصة في مكة والمدينة.

فتكالبت عليهم الدنيا من كل مكان تنتقم منهم، قتلا وتنكيلا وتشريدا، لبئس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون. فسقطت دولتهم، ولم يبق على قيد الحياة منهم، إلا من استطاع الفرار بجلده خارج حدود الدولة الإسلامية.
بقلم: حسين نوح مشامع
إشراف: الشيخ محمد محفوظ