الموضوع:
20- الحسين قدوة الثائرين
عرض مشاركة واحدة
حسين نوح مشامع
عضو
رقم العضوية : 768
الإنتساب : Feb 2008
المشاركات : 459
بمعدل : 0.07 يوميا
النقاط :
0
المستوى :
مشاركة رقم :
1
المنتدى :
ميزان مصباح الهدى وسفينة النجاة
( عاشوراء )
ميزان مصباح الهدى وسفينة النجاة
( عاشوراء )
20- الحسين قدوة الثائرين
بتاريخ : 17-Dec-2011 الساعة : 10:48 AM
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
*عاشوراء مدرسة إعداد القادة*
20- الحسين قدوة الثائرين
ما من ثورة تخرج في شرق الأرض ولا غربها، إلا وللإمام الحسين(ع) وأهله وأصحابه وأنصاره على أهلها فضل كبير، ولهم في الحسين وأهله وأصحابه وأنصاره أسوة حسنة، خاصة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر. كانوا قدوة للثائرين من غير المسلمين، أمثال غاندي محرر الهند الذي كان يقول: تعلمت من الحسين كيف أكون مظلوما فانتصر.
كيف وبالمسلمين ومن يصدح الأذان في مساجدهم كل يوم خمس مرات بكلمة التوحيد (اشهد أن لا اله إلا الله). فهذه الشهادة تعني نفي كل أنواع العبودية والخضوع لغير الله، أصناما كانوا أو أشخاصا. وأي ثورة مهما كان انتمائها واعتقادها، إذا لم يكن لها فيما قام به أبو الأحرار(ع) قدوة وأسوة حسنة، محكوما عليها بالفشل والاضمحلال. لان ثورته
التحق بها كل تواق للثورة على واقعة. كان فيها العالم مثل حبيب بن مظاهر، والجندي مثل الحر الرياحي، والعبد مثل جون مولى أبو ذر، والمسيحي مثل وهب، وأبناء الأنبياء وهم أبناء أهل البيت، وأبناء الأوصياء مثل العباس وأخوته، والمرأة مثل أم وهب وزوجته، والأطفال مثل عبدالله الرضيع.
فثورة أبو عبدالله(ع) لم تكن دينية وعقائدية فحسب، بل كانت إنسانية بما تعنيه الكلمة من معنى. فأي إنسان لا يتوق إلى الإنعتاق من الجور والظلم، ويشتاق إلى فضاء الحرية. والإمام(ع) لم يقوم بثورته لمجرد انه إمام، وعليه واجب شرعي يأمر بالمعرف والنهي عن المنكر. بل ليعطي الدروس والعبر للعالم كله في الطريقة المثلى للقيام بثورة الإصلاح.
لم تكن ثورة أبو السجاد(ع) للحصول على المصالح المادية والمناصب العالية. فلقد رأينا وسمعنا عن الكثير من الثورات التي قامت، وقلبت حكومات وطارت برؤوس. تبين بعدها إنها لم تكن بأحسن أو أفضل ممن سبقها، بل أعظم شناعة وبشاعة منها. لذا لم تكن هناك ثورة أنزه ولا أنقى من ثورة سيد شباب أهل الجنة(ع). ولا يعني عدم قلب نظام يزيد، واستلام الحكم بعده، إنها لم تحقق الهدف المرجو منا. بل لأنها لم تقلب حكم الطاغية وتستلم القيادة بدل منه، أثبتت استقامتها ونزاهتها.
فلو استلم الإمام(ع) مقاليد الحكم، فسوف يخرج من لا يفرق بين الحق والباطل، ويصمه بالجور والتعسف، كما صنعوا مع أبيه أمير المؤمنين وأخيه الإمام الحسن(ع). فثورة الإمام سدت أبواب جميع الذرائع، ولم تدع لأحد المجال للشك في أهدافها ومنطلقاتها.
بقلم: حسين نوح مشامع
إشراف: الشيخ محمد محفوظ
حسين نوح مشامع
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن المشاركات التي كتبها حسين نوح مشامع
البحث عن جميع مواضيع حسين نوح مشامع