الموضوع:
21- ثورة الحسين مستودع القيم والمبادئ
عرض مشاركة واحدة
حسين نوح مشامع
عضو
رقم العضوية : 768
الإنتساب : Feb 2008
المشاركات : 459
بمعدل : 0.07 يوميا
النقاط :
0
المستوى :
مشاركة رقم :
1
المنتدى :
ميزان مصباح الهدى وسفينة النجاة
( عاشوراء )
ميزان مصباح الهدى وسفينة النجاة
( عاشوراء )
21- ثورة الحسين مستودع القيم والمبادئ
بتاريخ : 18-Dec-2011 الساعة : 11:46 AM
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
*عاشوراء مدرسة إعداد القادة*
21- ثورة الحسين مستودع القيم والمبادئ
قل رؤية أو سماع بانقلاب قام لتغيير وضع مائل أو تبديل نظام ظالم، وكان في تحركاته وسكناته ملتزما على اقل تقدير بما يدونه في أدبياته من أفكار وتطلعات. وإذا حصل وكان عنده أدنى التزام، فيكون فقط بين أفراده ومن هم منتمين إليه. بل قد ينزل إلى اقل من هذا، فيتمسك بهذا الالتزام لمن هم في المراتب العليا، ويعامل أصحاب المراتب الدنيا معاملة البهائم وحثالة المجتمع.
وقد يتمسك بمبادئه ومعتقداته إلى ما قبل الوصول إلى الهدف المنشود، وبعدها تبدأ عملية تصفية أفراده والمنتمين إليه، خشية أن يكون بنيهم من لديه أفكار وتصورات تخالف علية القوم. وهذا ما امتنع رسول الله(ص) عن القيام به مع من ظهر نفاقه جليا، خشية أن يقال أن محمدا(ص) تخلص من أصحابه بعد وصوله لهدفه.
وهكذا كان الحسين(ع) ابن رسول الله(ص) وتلميذه، واضحا في أسلوبه وتعامله من أول الطريق، فلم يراوغ ولم يخادع ولم يجبر أحدا على المضي معه، ولم يمنيهم بالقصور والضياع والإقطاعيات.
لا كما فعل الأمويون لاستدراج الناس للخروج لقتال أبي الأحرار(ع)، فوعدهم عبيدالله بن زياد بسبعين، ولا يعلم هل هي ذهبا أم فضة أم تميرات، كما تبين بعد المعركة. وكما وعدوا عمر ابن سعد بملك الري وجرجان، ولم يفون له بشئ من ذلك.
لذا وعندما قتل مسلم بن عقيل(ع)، لم يداري ابن رسول الله(ص) ذلك، لخوف ضعضعة وتراخي عزم من معه، ليكون مجيئهم معه بنفس راضية ولوجه الله تعالى. فبلغهم بان القوم يطلبونه هو، وإذا وصلوا إليه ذهلوا عن من سواه. وكما انه أحلهم من كل التزام شرعي حياله، وطلب منهم تركه.
وعند وصول جيش الحر العطاشى، لم يمنعهم الماء وسقى البعض منهم بيده الشريفة. وبعد مقتل مسلم، طلب أولاده ليعتني بهم شخصيا. كما انه لم يكن ليفرق في تعامله بين بني هاشم وغيرهم، وبين السادة والعبيد وبين الموالي والعرب، فكلهم عنده سواء، وكلهم ضمهم وقبلهم. إذ لا ميزة عنده لعربي على عجمي، ولا لابيض على اسود إلا بالتقوى، هكذا تعلم من جده رسول الله(ص).
وكان بالإمكان إنهاء معركة الطف يوم التاسع، ولكنه طلب المهلة ليكون آخر شئ يقوم به في الدنيا، التفرغ لعبادة الله والتبتل إليه. وفي يوم عاشوراء لم يترك صلاة الفجر، وهو تحت وابل السهام.
هنا اختلاف أصحاب المبادئ الحقة، المرتكزة على أساس صحيح، والتي تطبق ما تقول. وبين أصحاب المطامع والوصوليون، الذين يمتطون كل وسيلة لمجرد الوصول إلى أهدافهم.
بقلم: حسين نوح مشامع
بإشراف: الشيخ محمد محفوظ
حسين نوح مشامع
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن المشاركات التي كتبها حسين نوح مشامع
البحث عن جميع مواضيع حسين نوح مشامع