[خادم الزهراء المظلومة]

يا حاملاً من كربلا لواعجاً ... للهِ ما صبركَ ماذا تحملُ
وفي دجى عينكَ ملهى سهرٍ ... نحوهُ غمَّةُ الرزايا ترسلُ
وطلقَّ الجفنَ عذارى الوسنِ ... وعافها فما توالت تقبلُ
حتى إذا أتوهُ بالطَّعامِ ها ... مَ يَهمرُ الدموعَ حتى يجبلُ
وإن مشى في سوق أغنامٍ وقد ... رأى الذبيحةْ جفنيهِ يسبلُ
يقولُ للجزارِ هل سقيتها ... ماءاً قبيلَ الذبحِ رحت تفعلُ
يجيبهُ الجزارُ أي بلا فلسْـ ... ـتُ أذبحُ الكبشَ لحينِ يأكلُ
فإذ وقد أدار وجهاً نحو كر ... بلا ينادي أبتـــــــاهُ معولُ
إنَّ هـــذا كبــشٌ لا يذبحُ حتَّى يروى وأنتَ ظــامٍ تقتــــــلُ
وقد أتاهُ بعضُ أصحابهِ ذا ... تَ مرَّةٍ وهْوَ بحزنهْ مشغلُ
وجاء ينفض عنه الأسى يقو ... لُ سيدي متى ترى شجاكَ يرحلُ
فالقتلُ مكتــوبٌ لكم عادةْ وثو ... بُ الحــزنِ ما آنَ لحــينِ يبــدلُ
فإذ بدمعِ العين يجري سائلاً ... كـــأنما ماء السمـــاء يهمـــلُ
يقـــولُ إنَّ القتــلَ من عادتنا ... ولــَـكــــنِ السَّبيَ أفينا يحصلُ
ولم يزلْ منكبَّاً على الجوى ... يبكـــي هينةً وأخــرى يجزلُ
لحينِ أن قضى بسُمٍّ لاحقاً ... فرعهُ بالأصـلِ قذىً مسربلُ
فجاءه الباقر ينعاهُ بحز ... نٍ وأتـــاهُ بالدمــوعِ مغسِلُ
ثــُمْ عقـدَ الرِّباطَ للكفنْ يدسُّ فيهِ شيــئاً قيلَ تلكَ أفضُلُ
أوصى أن توضع في قبرهِ شا ... هدٌ على طول السجودِ تمثلُ
ووارهُ الثــرى فيــا وا أسفي ... مــاذا وارى نجماً لا يأفـــلُ
ومنه قد قضتْ أميَّة ْ دينها ... من يومِ الطُّفوفِ غصناً مذبلُ

حامل مصائب كربلا
لـ خادم الزهراء
إبراهيم قبلان العاملي
24 محرم الحرام 1433