منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - عينُ السّما لمْ تنهمر ْ إلاّ لهمْ
عرض مشاركة واحدة

علي كريم الربيعي
شاعر موالي من العراق
رقم العضوية : 9543
الإنتساب : Jul 2010
المشاركات : 405
بمعدل : 0.07 يوميا
النقاط : 197
المستوى : علي كريم الربيعي is on a distinguished road

علي كريم الربيعي غير متواجد حالياً عرض البوم صور علي كريم الربيعي



  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : ميزان شعراء أهل البيت صلوات الله عليهم
افتراضي عينُ السّما لمْ تنهمر ْ إلاّ لهمْ
قديم بتاريخ : 07-Jan-2012 الساعة : 05:41 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


عينُ السّما لمْ تنهمرْ إلاّ لهمْ
هذي الحروفُ النازفاتُ ندائي = نهجٌ رسمتُ طريقهُ برثائي
ما صغتُها لأخطّها بل قلتُها = ليكونَ في عنوانها سيمائي
لتسِّحَّ بعدي دمعةٌ مِن مؤمنٍ = لمْ يتّخذْ لهواً سوى الأرزاءِ
سيّانِ لو أنّي اتّخذتُ مِن الأسى = عيناً كعينِ تماضرِ الخنساءِ
لنزفتُ مِن وسط الفؤادِ بدائلاً = مافيه ِ غيرُ حشاشةِ الأعضاءِ
كيف الثواءُ بخيمةٍ وسط الفلا = هي في عيونِ الكونِ كالأُمراءِ
إنّي عرفتُ الحُزنَ يوم ولادتي = والجسمُ لا يشفى بغير دواءِ
لاتسألوني البوحَ أو وصفَ الجوى = إنّي افترشتُ وسادةَ الغبراءِ
ثكلانُ يجذبني الحنينُ لكربلا = شتانَ بين النوحِ والأهواءِ
ما العمرُ ؟ مافي العمرِ لولا كربلا = إلاّ سرابٌ ظاهرٌ كالماءِ
ومشاعري نارٌ تشُبُّ مع الجوى = وقصائدي وقفٌ إلى الزهراءِ
أمسى سواءٌ في الدُّنا وقع ُالأسى = عند الصّباحِ وعند كلِّ مساءِ
بالأمسِ قد شاطرتني في غربتي = ياليلُ بين سعادتي وشقائي
روحي تئنُّ كأنّما أشجانُها = قد زلزلتْ جبلاً على البيداءِ
ودّعتُ أيامَ الحسانِ وعفتُها = وشرَعتُ أنْ أبقى مع الثَّكلاءِ
لهفي لقومٍ صُرّعوا في كربلا = باتوا على الأحجارِ والرّمضاءِ
أنا بين آلامي وبين صبابتي = حيناً وبين مصائبي وبلائي
فنظمتُ في شرقِ البلادِ وغربها = شعراً يهزُّ خواطرَ الشّعراءِ
حتى بكيتُ على الكُماةِ بلوعةٍ = ويطولُ في هذا الزّمانِ عزائي
أنا خادمٌ نظمَ الفصيحَ بعزّةٍ = لمْ ينجذبْ يوماً إلى الطُّلقاءِ
ولو انحنى هذا اليراعُ لظالمٍ = لدفنتهُ جهراً مع التُعَساءِ
إنّ الكلامَ وثيقةٌ محفوظةٌ = رسمتْ طريقَ شهادتي وولائي
سيكون في يوم الحسابِ ذخيرتي = ويكون ُ يومَ قيامتي ورجائي
ولقادني يومُ الحسابِ بيانُهُ = للطاهرين وأقدَسَ الأسماءِ
يا أيُّها الراثي أبا الشُّهداءِ = بمجالسِ الزُّهادِ والحُكماءِ
خُطِّ القريضَ مآسياً وفجائعاً = وانشرْ فصيحَ الشّعرِ في الأرجاءِ
واسْتجمع العبراتَ دَمعاً أو دماً = فالكونُ بين مدامعٍ ودماءِ
لمْ ترثِ للثقلينْ غيرَ صحابةٍ = ظُلموا، وخيرَ أشاوسِ الهيجاءِ
فعقدتُ قلبي رايةً ثوريّةً = للحزنِ ، لا للظبيةِ الغيداءِ
ومضيتُ أهتفُ للحسينِ وصحبِهِ = إنَّ الحسينَ عقيدةُ الأُمناءِ
لاحتْ لي العرصات ُ مِنْ أعلامِها = فنشرتُ في تلك الربوعِ لوائي
وإذا بصوتٍ بالفجائعِ مُعولاً = ودنا بمهجته ِ مِنَ الأدباءِ
بين الشّجونِ وبين كلِّ ثكولةٍ = ناحتْ ، وأُخرى ردّدتْ ببكاءِ
تهمي إذا وقفتْ ، وتندُبُ إنْ سَرَتْ = وعلى رثائِكِ قدْ نظمتُ رثائي
قدْ كانْ يشجيني المصابُ مع الأسى = فكأنّما الدّمعُ الهتونُ ردائي
لولاكِ ما اتّقدَ القريضُ ولا اكتوى = قلبي وقلبُ الصّخرةِ الصّماءِ
وجريتُ في رَكْبِ العزاءِ على اللّظى = حتى انتهيتُ بزمرةِ الحُنفاءِ
تلكّ المشاهدُ والفصولُ شواهدٌ = فابعثْ فؤادكَ يأتِ بالرّفقاءِ
رُزْءُ الخلائقِ في الحسينِ فجيعةٌ = فيما أحاطَ بها مِن الأرزاءِ
ذُبحتْ على نحرِ الحسينِ شرائعٌ = بإصولِها ومناهج ُ العلياءِ
أنصارُ دينُ الله تحتَ لوائهِ = نُحِروا وتلك سجيّةُ الشُّهداءِ
وُلِدوا على أرضِ الطفوفِ بكربلا = في جبهةِ الأشرافِ والنُّجباءِ
أَودى الرّدى ببواسلٍ لم ينحنوا = إلاّ إلى الخلّاقِ لا الأحياءِ
عينُ السّما لمْ تنهمرْ إلاّ لهمْ = شتانِ بين الدّمعِ والأنواءِ
والراسياتِ تصَدّعتْ وتزحزحتْ = بعد الذخائرِ مِن بني الزّهراءِ
وجهُ الثّرى مُتخضّبٌ بدمائهمْ = مافيه غيرُ رسالةٍ وإباءِ
حتى الفراتُ يهيمُ عشقاً بالأُلى = ويبوحُ بالأسرارِ للرّمضاءِ
والنّجمُ يهوى للثرى مُتكدّراً = متفجّعاً كثواكلِ الأبناءِ
والحورُ قد نصبتْ عزاءً في السّما = في مجمعٍ مافيهِ غير ُ نساءِ
أما الملائكُ بالدّماءِ تخضّبوا = والحاملونَ العرشَ في العلياءِ
المرسلون على الحسينِ توافدوا = خرّوا لهيبتهِ إلى الغبراءِ
والناسُ تنعى كلَّ حينٍ آيةً = في الطّفِ أو في البيتِ والأحياءِ
يا أيها السبطُ الأبيُّ تحيّةً = للصادقينَ وخيرة َ العُظماءِ
والصابرين على البلاء بعزمهم = ثبتوا ، وتلك سجية ُ السُّعداءِ
ياصاحِ فاكتبْ للحسينِ وصحبهِ = فالعمرُ بالأعمالِ لا الدُّنياءِ
علي كريم الربيعي – دمشق 25/12/2011 – الأحد 1 صفر


رد مع اقتباس