.
|
|
|
|
الدولة : رضا الزهراء صلوات الله عليها
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
خادم الزهراء
المنتدى :
ميزان السلوك إلى الله وطرق العرفان">
ميزان السلوك إلى الله وطرق العرفان
بتاريخ : 11-Jan-2012 الساعة : 07:28 PM

اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
اللهم صل على الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
اللهم واشفي قلب الزهراء صلوات الله عليها بظهور وليك الحجة بن الحسن صلوات الله عليه وعل آبائه الطيبين الطاهرين
واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين
منهج التربية السلوكية عند السيد الكشميري
يتلخص منهج وطريق السلوك عند السيد الكشميري على معرفة الولاية , ومعرفة النفس ومعرفة الرب . وكل واحدة من هذه المعارف يستند إلى أربعة أركان :
وأركان معرفة الولاية هي :
التولّي وهي حبّ محمد وآل محمد وموالاتهم , والتبرّي وهي بغض أعداء محمد وآل محمد والبراءة منهم , والتوسل , والزيارة .
وأركان معرفة النفس هي :
المراقبة , والمجاهدة , والذكر , والفكر .
وأركان معرفة الرب هي :
المكاشفة , والمعاينة , والفناء , والبقاء .
vمعرفة الولاية :
الحب بلا بغض والولاية بلا برائه لا معنى لهما , ولايعدّ موالياً من كان مُـحبّاً لمبغضي الحبيب , وكيف يجتمع في القلب حب الشيء ونقيضه ؟!
ولقد كان السيد الكشميري شديد الحساسية جداً في هذا الموضوع , ولا يتهاون مطلقاً مع من يمس ساحة الولاية ولا بكلمة , يقول السيد صداقت : قلت له مرة : إنّ فلاناً يقول إنّ ابن ملجم قال لأمير المؤمنين : أنا قاتلك , ماذا أفعل ؟ فقال له : اقتلني وسأكون شفيعاً لك ! فصرخ السيد الكشميري قائلاً : كلام سخيف وتافه . وهكذا كان سريع الردّ على مثل هذه التقوّلات . ولم يكن يغض النظر في مسألة الولاية والبراءة مطلقاً . فمثلاً قال مرة : نطق أحد المراجع في النجف - والذي كانت تربطه معه علاقة قرابة - بكلمة حول الولاية فأردت أن ألطمه على فمه . لقد كان حسّـاساً في هذه المسائل بنحو كان يفقد معها السيطرة على نفسه , وكان يوصي كثيراً بزيارة عاشوراء التي نصفها ولاية ونصفها الآخر براءة .
ويقول السيد صداقت أيضاً : كان السّـيد الكشميري ذا حساسية وتعصب خاص في مسألة الولاية , وقد ظهرت آثارها عليه في مرات عديدة . فمثلاً جاء مرّة شخص إلى بيت السيد الاُستاذ وتحدث حول أحد العلماء الذي كان يشغل منصباً كبيراً في الدولة وقال : إنه ينكر حق السيد الزهراء ويشارك المخالفين الاعتقاد في هذه المسألة ! فامتعض السّيد الكشميري من هذه المقولة وغضب غضباً شديداً وهاجم صاحبها هجوماً عنيفاً .
ولم أعهد منه مثل هذا التأثّر في أي موضوع آخر . ومن العجيب أنّه بعد مضيّ مدّة من الزمن على الغضب ظهرت آثار القدرة الباطنية للاُستاذ في صاحب هذه المقالة حيث عُزل عن منصبه .
وفي إحدى الأيام تطرقنا في الحديث معه حول إحدى الشخصيات في النجف فقال : كنت شاباً وكان هذا الشخص طاعناً في السن , فتحدث بحديث في موضوع الولاية كدت من شدة تأثري أن ألطمه على فمه. وفي إحدى المرات سمع كلاماً من أحد أدعياء محبّي أمير المؤمنين - وكان ذو علاقة مع إحدى السلاسل- فتأثّر من ذلك وقال : إنه رجل اُمي ( ولقد كان هذا الرجل كذلك واقعاً ) . وقال يوماً : إنّ الشخص الفلاني مع أنّه صاحب منزلة علمية رفيعة ومن أهل الفضيلة الظاهرية ولكنّه تحدّث بالكلام الفلاني حول مسألة الولاية ( أو التوحيد ) وهو لايساوي فلساً واحداً . وعندما اُخبر أنّ الشاعر الفلاني قال : إنّ أمير المؤمنين عندما رأى ابن ملجم قال له : إذا قتلتني فسأكون شفيعك ! قال : إنّه كلام سخيف , إنّ ابن ملجم أشقى الأشقياء .
وقال : ينبغي أن يزداد عدد الأساتذة الولائيين في الحوزة ويكونوا من الذين ذاقوا طعم الولاية المطلقة ومن الذين يدرّسونها أيضاً لكي يزول ضعف العقيدة في أمر الولاية عند أهل العلم .
ويقول السيد صداقت أيضاً : إنّ عشق السّيد الاُستاذ للإمام علي وعلاقته بساحة ولايته كانت كبيرة في قلبه إلى درجة لايمكن وصفها , فمثلاً كان أحد كبار السلوك والسلاسل العرفانية في إحدى مدن إيران يأتي إلى زيارة الاُستاذ بين الحين والآخر , وكان يدفع خمس أمواله للاُستاذ , سمع الاُستاذ يوماً من أحد أهل العلم مسألة نقلها عن ذلك الشخص يشمّ منها المدح للثاني , فتأثّر الاُستاذ تأثّراً شديداً وقال كلاماً ضدّ هذا الكلام وقائله , وكان الغضب بادياً على وجهه .
لقد كان مسلك السيد الاُستاذ هو هذا: إنّ المعيار هو علي ، وكان يتأثّر من أي كلام صادر من أي شخص كان -ولو كان من أفضل الشخصيات- فيه ذرة من عدم معرفة الولاية، وكان يظهر غضبه الباطني بنحو معين.
ويتضح مما تقدم أنّ العقيدة الصحيحة في أهل البيت ومعرفة منزلتهم وحبّهم وبغض أعدائهم هي الخطوة الاُولى في طريق السلوك وأن معرفة الولاية هي الطريق الوحيد للوصول إلى توحيد ومعرفة الرب.
يقول السيد الكشميري: ذات الله تعالى لا متناهية، وأسماؤه لا متناهية أيضاً، والأسماء الإلهية تريد الظهور والتجلّي ، والله تعالى لا حدّ له، ولا يحيط به زمان ولا مكان، ولكّنه يتجلى في القلوب، وظهوره الأتم والأكمل هو خليفة الله الذي هو النّبي والإمام، وإنكم إذا أردتم رؤية وجه الله فينبغي عليكم النظر إلى وجه علي كما نقرأ ذلك في الزيارة السادسة لأمير المؤمنين : (يا عين الله الناظرة) فإذن ظهور جميع الأسماء والصفات الإلهية فيهم، والتوحيد يتجلى فيهم.
فالولاية مرآة التوحيد، والمعصومون الأربعة عشر هم المرآة التي يتجلى فيها الله تعالى، فالإمام عين الله وجنب الله ويد الله وذكر الله وثار الله ونور الله، فمن أراد الله بدأ بهم . يقول السيد صداقت: الولاية باطن التوحيد، بل هي مندكة فيه، وكذلك رأي السيد القاضي في أنّ من سلك غير هذا الطريق فلن يصل إلى التوحيد الذي نعتقد به، وعقيدة السيد الكشميري هي كذلك أيضاً.
ولقد كان طريق السيد الكشميري هو هذا الطريق، وكل ما لديه فهو من علي وفاطمة والحسين وإمام الزمان وبقية المعصومين ، إذ لا يستطيع السالك بدون تلقي المدد منهم الوصول إلى مقام ما، وكان يحث الآخرين على التوسل بالأئمة وزيارتهم في سبيل كسب المقامات المعنوية أو قضاء الحوائج المادية.
يقول السيد صداقت: كثيراً ما كان يوصي بالتوسل بأمير المؤمنين والإمام الحسين عليهما السلام في الاُمور المعنوية، ويقول: اقرؤا القرآن أو الذكر الفلاني وأهدوا ثواب ذلك إليهم . وكان يوصي بالتوسل بالإمام الجواد في قضاء الحوائج المادية.
وكانت علاقة السيد الكشميري بالأئمة علاقة قوية، ويحكي أحد تلامذته عن هذه العلاقة قائلاً: لقد كانت علاقته بالأئمة المعصومين علاقة شهودية، وقد نقل بنفسه هذا عن السيد مرتضى الكشميري والذي كان أحد الاساتذه ويكنّ له الاحترام البالغ، وطبعاً فانّه لم يدرك عصره ولكّنه كان يذكره بعظمته وجلالة ويقول عنه: لقد سألوا السيد مرتضى الكشميري هل يمكن رؤية صاحب الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف؟ فقال : إنّي أعرف شخصاً جاء من بلاد الكفر - ويقصد نفسه حيث جاء من بلاد الهند - ولكنّه في محضر الأربعة عشر معصوماً خلال الأربع وعشرين ساعة .
ويقول هذا التلميذ أيضاً : لقد كان السّيد الكشميري ذا علاقة قوية مع الأئمة الأطهار , وكان صاحب توسلات عجيبة , وكان يوصي كثيراً بالتوسّل بالنبيّ الأكرم وبالصدّيقة الزهراء وبصاحب الزمان .
ولقد كانت للسيد الكشميري علاقة شديدة بإمام الموحدين علي . وقد تقدمت النصوص الدالة على ذلك في موضوع حبّه للنجف الأشرف .
وأما موالاته لسرّ فاطمة الزهراء فيتجلّى ذلك عند ذكره لإسمها بالإجلال والتعظيم , وفي ذكرى أيام وفاتها حيث يلفه الحزن ويقيم مجلس العزاء على مصابها فيستغرق في البكاء , تقول زوجته :
كانت تظهر عليه معالم الحزن والمصاب في ذكرى أيام مصاب أهل البيت , وخاصة أيام مصاب الصدّيقة الزهراء حيث كانت تظهر عليه آثار المصيبة أكثر وأشدّ , فكان ينطوي على نفسه ويقرأ أشعار النياحة لنفسه , وكانت أغلب الأشعار التي يقرأها باللغة العربية , وأشعار النياحة العربية لسانها لسان الحال , وهي أكثر حزناً من أشعار النياحة الفارسية .
وأما مجالس العزاء التي كان يقيمها على السيد الزهراء فقد كانت مجالس مختصرة خالية من الرياء , والقصد منها إحياء المصيبة على مظلوميتها . يقول السيد صداقت : قال لي الاُستاذ في ذكرى أيام الفاطمية : قل لفلان - وهو من طلبة العلوم الدينية من أهل طهران وكان يزور السيد بين الفينة والاُخرى - أن يأتي إلى هنا ويقرأ لنا العزاء على مصاب السيدة الزهراء ثلاثة أيام . فأوصلت الخبر إلى ذلك الشيخ , واُقيم مجلس العزاء في دار السيد الكشميري وحضره ثلاثة أو أربعة من تلاميذه فقط , وكانت حالة البكاء والتأثّر ظاهرة عليه على مصاب جدّته الزهراء . ولم يكن يلتفت أصلاً إلى عدد الحاضرين , ولم يكن يهتم بهذه المسألة التي هي موضع اهتمام في المجالس الاُخرى .
وأمّا حبُه وموالاته لسيد الشهداء الإمام الحسين فقد كانت مشهودة ولا يسعه إخفاؤها , وعندما يأتي يوم الخميس تبدأ أحواله بالتغيّر استعداداً لزيارة الحسين في ليلة الجمعة . تقول زوجته : عندما تشرق شمس يوم الخميس ينصرف فكره عنّا صوب كربلاء . وعندما يبدأ طي مسافة السفر من النجف إلى كربلاء كان يقول لصاحبه الحاج عضد الله : هنا حرم أمير المؤمنين وهناك حرم سيد الشهداء , ينبغي أن يُحترم هذا المسير بين الحرمين ولا يُتحدث فيه بحديث دنيوي .
وعندما يصل إلى كربلاء يذهب مباشرة إلى حرم الحسين لأداء مراسم الزيارة . يقول السيد الكشميري : وفي إحدى المرات أردت زيارة السيد الحداد قبل الذهاب إلى حرم سيد الشهداء وعندما كنت في الطريق إلى السيد الحداد سمعت طفلاً يقول لوالده : يا أبتي انظر إلى هذا الرجل كيف يترك زيارة سيده أولاً ويقصد زيارة عبد من عبيده ! فأصابتني الدهشة لما أجراه الله تعالى من كلام على لسان هذا الطفل .
وعندما يدخل الحرم الحسيني كان يقف ويقرأ الزيارة لوحده , يقول الحاج عضد الله : لقد كان يزور وحده دائماً , وفي إحدى المرات وقفت إلى جانبه لأزور معه فتركني ووقف وحده وبدأ الزيارة, إنّه كان يريد أن يكون لوحده , وأنا أيضاً لم أقل له شيئاً .
وعندما يدخل شهري محرم وصفر كان يخيّم عليه الحزن ويرتدي السواد وكان في أغلب أوقاته يتجرّع آلام المصيبة والذكرى مع نفسه , ويقرأ أبيات النياحة والمصاب لنفسه , وإذا ما أراد حضور المجالس الحسينية فهو يحضر مجالس العزاء التي تقام في بيوت العلماء .
فإذا ما حلّ يوم العاشر من المحرم خرج من داره مكشوف الرأس حافي القدمين قد لطّخ رأسه بطين أبي عبد الله الحسين ويبقى هكذا إلى ما بعد الظهر .
يقول أحد تلامذته عن سيرته في أيام عاشوراء في قم : لقد كانت تتغيّر أحواله عند ذكرى شهادة الأئمة ويبدو عليه الحزن , فإذا ما دخل عاشوراء لم يقر له قرار , ويسارع إلى البكاء بمجرد سماع العزاء على الحسين , ولم يكن يعرف الهدوء والاستقرار في عاشوراء , كان يخرج من داره ويجلس إلى جانب حضرة السيدة المعصومة حيث مسير المواكب الحسينية , ويبقى إلى آخر الليل ينظر إلى القبة و يغـو ص في أعماق نفسه وتجري دموعه على خديه .
وقد يستكثر البعض ما يقام من مراسم العزاء على الإمام الحسين , ولكن السيد الكشميري كان يقول : إنّ كل ما نعمله للإمام الحسين فهو قليل بحقه .
إنّ مقام الإمام الحسين مقام عظيم لا ندركه , وليس غريباً بعد ذلك أن يختص الإمام الحسين ببعض الميزات , ففي جواب السيد الكشميري عن سؤال : في أي زيارة من زيارات الأئمة جاءت العبارة التالية : " زر وانصرف " ؟ قال : هذه العبارة مختصة بزيارة الإمام الحسين لأن أحداً لا يستطيع أن يأتي بحق زيارته , ولهذا اُمرنا أن لا نلبث كثيراً في حرمه الشريف بعد الزيارة .
كما تشّرف السيد الكشميري بزيارة أضرحة الأئمة المدفونين في العراق .
وكذلك تشرّف في شبابه بزيارة الإمام الرضا المدفون في خراسان , ويقول أحد تلامذته عن زيارة السيد الكشميري الاُولى للإمام الرضا : لقد اتفق ظاهراً في سفره الأول هذا انّه عندما دخل الحرم الطاهر للإمام الرضا ورأت عيناه الضريح المبارك أخذته الجذبة بحيث صرخ بلا إرادة منه : والله هذا ابن رسول الله .
ولم يتمكّن السيد الكشميري من حج بيت الله الحرام وزيارة قبر النبي وقبور الأئمة الأربعة ( الحسن والسجاد والباقر والصادق ) في البقيع لضيق ما في يده وعدم وجدانه الاستطاعة الشرعية . وعندما تبرّع أحد الأشخاص ببذل نفقة الحج كان السيد قد بلغ به السن والمرض بحيث لا يملك الاستطاعة الجسمانية على أداء الحج .
وأما زياراته للأماكن المنسوبة لإمام الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف كمسجد السهلة فتتحدث زوجته عن ذلك قائلة : لقد كان يتكتم على أمره ولا يُظهر شيئاً بحيث نلتفت إليه , وكان في ليالي الأربعاء يذهب إلى مسجد السهلة ويبقي فيه إلى الصباح , والشيء الوحيد الباقي في ذهني أنّه كان كثيراً ما يستغيث بولي العصر بعبارات مثل :" يا أبا صالح المهدي " .
ويقول أحد تلامذته : لقد قال لي السيد الكشميري مراراً : إنّـك لم ترَ مسجد السهلة ولا تعلم أي مسجد هو ؟! وقد سمعته مراراً يقول : يا حجة بن الحسن أدركني ولا تهلكني . وكان ذو توجّه كبير للحجة ابن الحسن , ومن الطبيعي أن يكون كذلك .
كما كان السيد الكشميري حريصاً على زيارة الأضرحة المباركة لقبور أولاد الأئمة وقبور الأولياء , يقول السيد صداقت : وأما قبور الأئمة في العراق وإيران فقد زارهم جميعاً , وكان يولي اهتماماً بالغاً بزيارة ضريح أمير المؤمنين وضريح الإمام الحسين . ويولي اهتماماً خاصاً أيضاً بزيارة ضريح أبي الفضل العباس في كربلاء وزيارة سيد محمد ابن الإمام الهادي في سامراء من بين أولاد الأئمة .
وكان يهتم كذلك بزيارة قبر الشيخ زين العابدين المرندي والسيد علي القاضي في وادي السلام ويمجّدهما كثيراً . وكان يقول بأهمية زيارة قبر السيدة المعصومة وقبر علي بن جعفر في قم .
كما كان يقول بأهمية زيارة قبر بابا ركن الدين في مقبرة تخت فولاد لأصفهان , ويقول : هو مظهر كلمة لا إله إلا الله .
وبسبب زيارته لأكثر قبور أبناء الأئمة في قم يقول السيد الكشميري : عندما مرضت مرّة رأيت بالمكاشفة مجموعة من السادة المعممين بعمائم خضراء جاءوا لعيادتي , وفهمت أنّ هؤلاء هم أولاد الأئمة الذين زرت قبورهم .
وقال يوماً : من كانت له حاجة فليذهب ثلاثة أيام لزيارة أحد قبور العلماء الأكثر تزكية وزهداّ , ويقرأ الحمد مرّة وسورة التوحيد أحد عشر مرّة ويهدي ثوابها لصاحب القبر , ثم يكرر ذكر " لا إله إلا الله " مائة وواحد مرة , فإنّ له أثراً في قضاء الحوائج , وهو مجرب . وعندما كنت في النجف ذهبت عائلتي وعائلة أحد الأصدقاء إلى إيران , ولم يستطيعا الرجوع إلى العراق بسبب إغلاق الحدود بين الدولتين , فبدأت بقراءة هذا الذكر ثلاثة أيام فرجعت عائلة صديقي بعد ثلاثة أيام ورجعت عائلتي بعد يومين .
وذهب السيد الاُستاذ يوماً مع أحد تلامذته لزيارة قبر أحد أولاد الأئمة المعروف بشاه جمال - من أولاد الإمام موسى بن جعفر - الواقع على الطريق القديم بين قم وأصفهان , وقرءا هناك دعاء الاحتجاب , ثم خاطب السيد الكشميري الشاه جمال قائلاً : إن بني اُمية وبني العباس قد شرّدوكم يامعاشر ذرية رسول الله , وهذا صدام أيضاً قد شرّدنا , ولقد جئت لزيارتك مرتين ولم تأتِ لزيارتي . فرأى الاُستاذ وتلميذه رؤيا واحدة بعد الظهر في عالم المنام , وهو أنّـهما شاهدا الشاه جمال أسمر اللون ويشبه الإمام موسى بن جعفر قد جاء لزيارتهما , فأراد ذلك التلميذ تقبيل يد الشاه جمال الذي قال له : أولاً ذلك السيد , ثم ذهب باتجاه السيد الكشميري وعانقه .
وفي يوم ذهب السيد الكشميري لزيارة قبر أحد العلماء المعروف باسم السيد الزيدي المدفون في مقبرة قم الجديدة - مقبرة السيد عبدا لكريم الحائري - وقرأ له الفاتحة وأذكار اُخرى , فرأى السيد في عالم الرؤيا بعد الظهر صاحب القبر يعتذر إليه قائلاً : عندما جئتَ إلى قبري كنتُ قد ذهبتُ لأستقبال روح أحد العلماء الذي مات توّاً .
وفي يوم ذهب السيد الاُستاذ بصحبة أحد تلاميذه إلى مقبرة علي بن جعفر عليهما السلام، فقال الاُستاذ: عجيب ألا ترى النور قد ملأ هذا المكان وكأن إمام الزمان كان هنا، ألا ترى ؟! فقال التلميذ: لا أرى ذلك.
وقال السيد الاُستاذ مرة عن مقبرة علي بن جعفر عليهما السلام: إنّ السيارات الواقفة إلى جانب المقبرة قد امتلأت نوراً.
وعندما ذهب الاُستاذ لزيارة قبر جده موسى ابن الإمام الجواد المدفون في قم شارع آذر والذي يوجد إلى جانبه أربعون قبراً للسادة من ذراري رسول الله ويسمونها (چهل اَختران) أي الأربعون كوكباً، رأى بالمشاهدة موسى ابن الإمام الجواد وهو يقول له : إنّ من بين هؤلاء الأربعين شخص طفل رضيع.
وقال الاُستاذ: عندما كنت مع أحد المشايخ في مقبرة تخت فولاد لزيارة بابا ركن الدين جاء أحد الأولياء وأخذني وصاحبي الشيخ إلى النجف الأشرف ثم أرجعنا ، وكان هذا سيراً ولم تكن مكاشفة.
وأما التوسل بأهل بيت النبوة الذي هو أحد أركان معرفة الولاية فذو أهمية قصوى في وصول السالك إلى مقامات معنوية عالية ، إذ بالتوسل تقضى الحوائج ويؤخذ بيد السالك في الطريق الصحيح وإرشاده إلى ما ينبغي أن يعمله؛ لما لأهل البيت من قدرة كاملة على تهيئة الأجواء الملائمة لطي مراحل السلوك.
والتوسل بالوجود المقدس لأمير المؤمنين كان طريق السيد الكشميري في الوصول إلى مقامات شامخة في العرفان. وأهم ما كان يتوسّل به بأمير المؤمنين هو (ناد علياً). يقول السيد صداقت: وأما النص ناد علياً على ما تفضل به الاُستاذ فهو كالتالي:
(نادِ عليّاً مَظْهَر العَجِائبِ تَجِدْهُ عَونَاً لَكَ فِي النَوائَبِ
كُلُّ هم وغَم سَيَنْجـلي بِوِلايَتِكَ ياعليُّ ياعليَّ ياعَلِيَّ
ياأباَ الغَوثِ أغِثْني , ياوَليَّ الله أدْرِكْني بِلُطْفِك الَخَفِيِّ
لا إِلهَ أنْتَ سُبْحاَنكَ إنّي كُنْتُ مِنْ الظَّالمِين ) .
ويقول : من الحسن أن يكرر " ياعلي " في هذا الذكر مائة مرة .
ويقول : لقد رأيت خيراً كثيراً من " ناد علياً" , وكنت كلّما عرضت لي مشكلة في النجف ذهبت إلى صحن أمير المؤمنين وقرأت " ناد علياً " مرات عديدة فتحلّ المشكلة .
وقد أدمت ذكر " ناد علياً" في النجف الأ شرف بعد رجوعي من زيارة الإمام الرضا سبعة عشر شهراً . وعدد "ناد علياً " مائة وعشرة , ولكنّي عندما قرأته ألف مرّة في أربعين يوماً رأيت آثاراً عجيبة .
وكان السيد الكشميري يأمر بصلاة الاستغاثة في التوسل بالسيدة الزهراء . وأمّا كيفية هذه الصلاة فهي أن يصلّي ركعتين , وقد ورد اختلاف في تكرار عدد ذكر " يامولاتي يا فاطمة أغيثيني " فقد ورد عدد 410 مرات وعدد 510 مرات .
ويقول السيد الكشميري : يقول المصلّي هذا الذكر 100 مرّة في حال السجود , و100 مرّة واضعاً خده الأيمن على التراب , ثم 100 مرّة واضعاً خده الأيسر على التراب , ثم 110 مرات في حال السجود ,فيكون المجموع 410 مرات , وقد جربت بنفسي ذلك مرات عديدة .
وأمّـا توسّل السيد الكشميري بالإمام الحسين فكان بإهداء ثواب قراءة القرآن إليه , ويقول : إنّ له تأثيراً مناسباً . وكان يقول عن زيارة عاشوراء : جيدة جداً.
وأما التوسل بالإمام الرضا فيقول السيد صداقت : سُمع من بعض الأجلاّء أنّ قراءة سورة النور أربعمائة مرّة في حرمه الشريف نافع في التوسل .
وأما التوسل بالإمام الجواد فيقول السيد صداقت : لقد رؤي وسُمع أنّ اشخاصاً كثيرين قد طلبوا من السيد الكشميري ذكراً لقضاء حوائج مادية كشراء دار وسيارة وسعة رزق وزواج وأمثال ذلك، فقال لهم : اقرؤا سورة يس وأهدوا ثوابها إلى الإمام الجواد فانّ حوائجكم ستقضى .
وكان يرشد تارة اُخرى إلى إهداء الصلوات على محمد وآل محمد إلى الإمام الجواد ويرى بأنّها نافعة للتوسل بهذا الإمام الكريم ومجربة . وأمّا الاستغاثة والتوسل بأبي الفضل العباس فيكون بصلاة الاستغاثة المنسوبة إليه , وكيفيتها أن يُصلّي ركعتين صلاة الحاجة ويُهدي ثوابها إلى أبي الفضل , ثم يُؤتي بعدها بتسبيح الزهراء ويُهدى ثوابها إليه أيضاً ,ثم تقول : " ياكاشف الكرب عن وجه الحسين أكشف كربي بحقّ أخيك الحسين " يُكرر ذلك 132 مرة .
وأمّا كيف نتقرّب إلى الوجود المقدس لولي العصر ؟ فيجيب السيد الكشميري عن هذا السؤال قائلاً : ينبغي أن يفرّغ السالك ساعة من وقته يومياً لصاحب الزمان , يقرأ فيها زيارة سلام على آل ياسين , ثم يكرر بعدد كثير : المستغاث بك يابن الحسن والمستعان بك يابن الحسن , ثم يكرر بعدد كثير أيضاً : ياصاحب الزمان أدركني ياصاحب الزمان أغثني , ويتوسّل به ليزداد قرباً منه
ويقول السيد صداقت : وأما التوسل بصاحب الزمان فقد كان السيد الكشميري يوصي بزيارة آل ياسين والتي مطلعها " السلام عليك ياداعي الله وربّاني آياته " المذكورة في مفاتيح الجنان ,ويضيف إليها 110 مرات " المستغاث بك يابن الحسن " وفي مناسبة اُخرى قال : يضيف الذكر السابق بعدد 786 مرة . وقال: إنّ هذا الذكر نافع للتشرّف برؤية ولقاء بقية الله بشرط أن يراعي الشرائط الاُخرى.
ومن وصور الاستغاثة الاُخرى بصاحب الزمان هي أن تكتب رسالة ثم تغلفها بطينة أو شيء اُخر وترميها في نهر ماء أو بئر عميق، وتصيح بأسم أحد النواب الأربعة حين رميها ليوصل حاجتك إلى صاحب الزمان فيستجيب لك.
ويقول السيد الكشميري: وقد كتبت هذه الرقعة وأعطيتها إلى شخص ليرميها في نهر بالكيفية المذكورة، والرقعة أو العريضة التي تكتب هي كالتالي: (بسم الله الرحمن الرحيم، كتبت يا مولاي صلوات الله عليك مستغيثاً، وشكوت ما نزل بي مستجيراً بالله عز وجل ثم بك من أمر قد دهمني وأشغل قلبي، وأطال فكري، وسلبني بعض لبّي، وغيّر خطير نعمة الله عندي، أسلمني عند تخيّل وروده الخليل، وتبرأ مني عند ترائي إقباله إليّ الحميم، وعجزت عن دفاعه حيلتي، وخانني في تحمله صبري وقوتي، فلجأت فيه إليك، وتوكلت في المسألة لله جلّ ثناؤه عليه وعليك في دفاعه عنّي، علماً بمكانك من الله ربّ العالمين وليّ التدبير ومالك الاُمور، واثقاً بك في المسارعة في الشفاعة إليه جلّ ثناؤه في أمري، متيقّناً لإجابته تبارك وتعالى إياك وبإعطاء سؤلي، وأنت يا مولاي جدير بحقيق ظنّي وتصديق أملي فيك في أمر كذا وكذا (وتذكر حاجتك) فيما لا طاقة لي بحمله، ولا صبر لي عليه، وإن كنت مستحقاً له ولأضعافه بقبيح أفعالي وتفريطي في الواجبات التي لله عز وجل، فأغثني يا مولاي صلوات الله عليك عند اللهف، وقدّم المسألة لله عز وجل في أمري قبل حلول التلف وشماتة الأعداء، فبك بسطت النعمة عليّ، واسأل الله جل جلاله لي نصراً عزيزاً وفتحاً قريباً، فيه بلوغ الآمال وخير المبادي وخواتيم الأعمال والأمن من المخاوف كلّها في كل حال إنّه جلّ ثناؤه لما يشاء فعّال، هو حسبي ونعم الوكيل في المبدأ والمآل)
وفي مصباح الكفعمي: ضع هذه العريضة في شيء كالطين والورق وأحكم إغلاقها، وناد أحد النواب الأربعة( عثمان بن سعيد، أو محمد بن عثمان، أو الحسين بن روح، أو علي ابن محمد السمري) وسلّم عليه وقل له: أشهد أنّك متّ في سبيل الله وأنك حي عند الله وأنا اُخاطبك أنّ في هذه العريضة حاجتي وأنّك أمين في إيصالها إلى إمام الزمان ، ثم أرمها في ضريح أحد الأئمة أو في نهر ماء أو بئر ماء وستقضى حاجتك إن شاء الله تعالى.
ويشير السّيد الكشميري إلى مسألة مهمة ينبغي للسالك أن يلاحظها وهي أن يتوسل بالإمام الذي يجد في قلبه ميلاً إليه أكثر من غيره ، يقول تلميذه القائمي: لقد تفضل السيد الكشميري ببيان موضوع لعلّكم تستفيدون منه، وهو في جواب سؤال ماذا ينبغي أن نعمل ؟ فمثلاً إذا كانت لكم علاقة وميل أكبر إلى السيدة الزهراء فيجب عليكم أن تتوسّلوا بها أكثر. وطبعاً أنّه يجب على الإنسان أن يكون ذا علاقة جيدة معهم جميعهم لأنهم نور واحد، ولكن بالإضافة إلى ذلك يجد الإنسان في نفسه ميلاً إلى واحد منهم بالخصوص، مثلاً كان له اُنس خاص بالإمام الرضا فيتوسل به. وقد سألته مرة: يا سيدنا ماذا يجب أن نعمل؟ وما هو أقرب طريق للتوسل؟ فقال: ارجع إلى قلبك وانظر إلى أي واحد منهم لك اُنس به أكثر من غيره ويميل قلبك إليه فكن رفيقاً له. وانظر أنت الآن إلى قلبك وابحث فيه إلى أي واحد منهم يميل أكثر فاتخذه خليلاً من غير أن يؤثر ذلك في علاقتك مع الأئمة الباقين قيد شعرة والعياذ بالله.
نسألكم الدعاء
اللهم اجعلنا من شيعة الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها ولا تفرق بيننا وبينهم في الدنيا والآخرة
|