منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - السيد عبد الكريم الكشميري
عرض مشاركة واحدة

خادم الزهراء
الصورة الرمزية خادم الزهراء
.
رقم العضوية : 10
الإنتساب : Mar 2007
الدولة : رضا الزهراء صلوات الله عليها
المشاركات : 6,228
بمعدل : 0.95 يوميا
النقاط : 10
المستوى : خادم الزهراء تم تعطيل التقييم

خادم الزهراء غير متواجد حالياً عرض البوم صور خادم الزهراء



  مشاركة رقم : 14  
كاتب الموضوع : خادم الزهراء المنتدى : ميزان السلوك إلى الله وطرق العرفان"> ميزان السلوك إلى الله وطرق العرفان
افتراضي
قديم بتاريخ : 11-Jan-2012 الساعة : 07:33 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


اللهم صل على الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
اللهم واشفي قلب الزهراء صلوات الله عليها بظهور وليك الحجة بن الحسن صلوات الله عليه وعل آبائه الطيبين الطاهرين
واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين

v معرفة النفس :
وأركان معرفة النفس أربعة: المراقبة والمجاهدة والذكر والفكر.
فأمّا المراقبة:
فهي أن لا يغيب المحبّ لحظة عن محضر حبيبه وأن يلتفت إلى نفسه دائماً، وأن يكون حديثه وعمله ونظره وسمعه وأكله وشربه ونومه وكل عمل من أعماله لله عز وجل. ويعتبر السيد الكشميري المراقبة شرط أساسي في السلوك، يقول: مراقبة النفس من الواجبات.
ويقول أيضاً: على السالك أن يولي أهمية قصوى لأمرين : الأول: الاستغفار وذكر اليونسية، والثاني: المراقبة.
ولكن كيف يراقب الإنسان أعماله بحيث تكون كلّها لله عز وجل؟ يجيب السيد صداقت قائلاً: رأي السيد الكشميري أنّ الظلمة لا تجتمع مع النور في مكان واحد، بل أنّ هذا السواد والظلمة يجب أن يخرج من القلب لكي يحل النور محلّه. ويقول: إنّ وجود غير الله في قلوبنا هو الذي يضيّق المكان على الله تعالى، وهو لا يدخل القلب مادام غيره فيه، فيجب على السالك أن يراقب نظره لئلا يكون لغير الله ونطقه لغير الله وسمعه لغير الله، ويجب عليه إخراج ما هو سواد وظلمة من قلبه.
ويقول تلميذ آخر من تلاميذه: إنّ المراقبة هي عين مجاهدة النفس، أي أنّ الإنسان يجب عليه مراقبة كل ما يصدر عنه من أعمال طول اليوم ليكون محبوباً عند الله تعالى، ويواظب أن لا يأتي بعمل يكون بسببه مغضوباً عليه عند الله تعالى.
ويقول السيد صداقت : ورأي السيد الكشميري للمبتدئين في السلوك هي أولاً مراقبة الفكر , وبعد هذه المراقبة يأتي دور مراقبة العين والاُذن واللسان . ويقول السيد الكشميري : إنّ للأذكار والأدعية تأثيراً مع توفر شروطها , ولكنّ المراقبة هي الشرط الأول للسلوك والكلمة الاُولى لها .
وأمّـا المجاهدة :
فهي بذل الوسع في سبيل تخلية النفس من الرذائل الأخلاقية وتحليتها بالصفات الأخلاقية الحميدة , والاستقامة على جادة الشريعة المقدسة .
وأمّـا ماهي أفضل الطرق لمجاهدة النفس ؟ فيقول السيد الكشميري : إنّ أفضل طريق لمجاهدة النفس هو الذكر الدائم مصحوباً بالمراقبة .
والخطوة الأولى التي ينبغي للسالك أن يخطوها هي ترك المعاصي وهجران الذنوب , ثم يأتي بعدها العمل بالأذكار والأوراد لكي تؤدي نتيجتها المطلوبة في حصول الاستقامة المطلوبة ﴿ فاستقم كما اُمرت ومن تاب معك ﴾ , فإذا حصلت الاستقامة أثمرت المجاهدة نتيجتها في نزول ملائكة الرحمة على العبد : ﴿ إنّ الذين قالوا ربّنا الله ثم استقاموا تتنزلّ عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وابشروا بالجنّة التي كنتم توعدون ﴾ .
وهذا ما كان يوصي به السيد الكشميري, يقول تلميذه الشيخ القائمي : إنّ أول ما كان يوصي به هو التقوى , ويقول : كونوا عبيداً لله تعالى ولا تعصوه .
ويواصل القائمي حديثه قائلاً : من المتعارف أنّ الكمالات التي يتمتع بها عبيد الله سبحانه تأتي بعد مرحلة ترك المحرمات والعمل بالواجبات . وكان السيد الكشميري إذا مارأى شخصاً قد تخطّى هذه المرحلة ولم يكن من أهل المعاصي ولم يترك واجباً عليه , فحينئذ يتحفه بإرشاد من إرشاداته , فمثلاً يوصيه بأن يكون توجّهه إلى الله أكبر , أو يعطيه ذكراً مناسباً له , ومن هنا تكون البداية والمنطلق . وأمّا نقطة البدء لاُولئك الذين لا يحظون بماض نظيف وقضوا ردحاً من أعمارهم في ممارسة المعاصي والمنكرات فيقول السيد الكشميري : إنّ الطريق مفتوح للجميع , واؤلئك الذين لايتمتعون بماض جيد عليهم بالاستغفار وذكر اليونسية - لا إله إلا أنت سبحانك إنّي كنت من الظالمين - والعزم على عدم تكرار ما ارتكبه من المعاصي .
والاستقامة تحتاج إلى جد واجتهاد ومثابرة شديدة , وإنّ الكسل والضجر لا يوصلان إلى نتيجة ويمنعان الإنسان حظه في الدنيا والآخرة . يقول السيد الكشميري : إن الجد والاجتهاد يوصلان الإنسان إلى الاستقامة , ولا يوصل الكسل أحداً إلى أي درجة ومقام . والحالات إذا لم تصر ملكة فأنّها تزول مع أقّل غفلة , ولا يقبل العرفاء السالك المتلونّ لأنّه ترك مجاهدة نفسه ورقيها في مدارج الكمال وأخذ يركض وراء هذا وذاك طلباً للأخبار فقط , مع أنّ طرق هذا الباب وذاك لا يوصلان السالك إلى نتيجة .
وأمّا طريقة السيّد الكشميري في تطهير الباطن من الرذائل فيقول تلميذه الشيخ القائمي : كان رأي السيد الكشميري أنّه يوجد طريقان في كيفية إزالة الصفات الرذيلة وعلاجها :
الطريق الأول : هو طريقة المجاهدة حيث يجب على الإنسان تحمل المشاق والرياضات لإزالتها .
الطريق الثاني: هو أنّ السالك إذا وصل إلى مقام معين فإنّ جميع الرذائل ستزول مرّة واحدة كالغريق الذي يأتيه شخص فينقذه أو كالشخص الذي تكون رجله أو يده نجسة فيغطس جميع بدنه في كرّ من الماء فأنّ جميع بدنه سيطهر , وهذا المقام يقتضي أن يكون الإنسان ذاكراً لله تعالى دائماً وحينئذ ستزول جميع الصفات الرذيلة مرّة واحدة لا تدريجياً , فإنّ ذكر الله تعالى ومحبته تمنعان الإنسان من الإقدام على ممارسة أي عمل قبيح .
ومع أنّ السيد الكشميري قـد مارس رياضات شاقة إلاّ أنّه يرجّح الطريق الثاني وهو طريق حبّ الله تعالى ويعتبره الأصلح , وكان يؤكّد عليه كثيراً .
ولكن كيف يكون الإنسان دائم الذكر لله تعالى مع كل هذه الأعمال والتكاليف التي يجب عليه الإ لتزام بها أداءً لحق نفسه وعائلته ؟ ويسأله أحد الطلبة قائلاً : إنّ أغلب أوقاتنا نقضيها في الدرس فكيف يتسنى لنا ذكر الله تعالى دائماً ؟ ويجيبه السيد الكشميري : إنّـكم وبعد الانتهاء من دروسكم اذكروا الله تعالى فيما بقي من أوقاتكم واعبدوه وتواضعوا له . ويسأله آخر : نحن في الجامعة والمستشفى فكيف نستطيع الجمع بين العمل والذكر الدائم لله تعالى ؟ ويجيبه السيد الكشميري : توجّه إلى الله تعالى في أي وقت ترى فيه مريضاً , وإضافة إلى ذلك خصّص في اليوم نصف ساعة من وقتك للسكوت .
ويقول السيد صداقت : لقد سألني السيد الكشميري مرة : ماهي أخبار الحوزة ؟ فقلت له : إن أخباري جزئية : فقال : الجزئي كلي أيضاً . أي أنّه يقول لي : يجب عليك ألا يكون جميع هواك وتوجّهك للحوزة, وعليك أن تمسك بقوة بطريق الله الذي تسير فيه . وقوله " جزئيها كلي أيضاً " فيه الكثير من الدروس .
ويقول الحاج عضد الله : قال لي السيد الكشميري يوماً : يجب أن يكون توكلك على الله قوياً ومحكماً . فقلت له : وكيف يكون كذلك ؟ فقال : يجب أن يكون قلبك وتوجهك إلى شيء واحد لا إلى جميع الأشياء , وليكن توجّهك المباشر نحو الله سبحانه , وليكن هذا التوجّه صادقاً أيضاً .
ويبيّن السيد صداقت رأي السيد الكشميري في كيفية معالجة الرذائل الأخلاقية والإقلاع عن الصفات غير المحمودة : كان رأيه أن تعالج كل رذيلة بضدّها , فمثلاً من كان عصبياً سريع الغضب يجب عليه أن يقرأ موضوعاً عن الحلم , وعليه أن يتحلّم أي يجبر نفسه على الحلم , أو من كان غير زاهد فيأكل كل طعام ويذهب إلى كل مكان ويعمل أي عمل كان فيجب عليه أن يتزهّد أي يجبر نفسه على الزهد .
وسوف يتخلّص من هذه الرذيلة شيئاً فشيئاً إلى أن تزول تماماً . وكان يعطي مقابل كل رذيلة ما يناسبها من الذكر , فمثلاً يعطي ذكر " يا حليم " لإزالة العصبية والغضب . وكان السيد الكشميري يعتقد أنّ سحق هوى النفس وعدم الاستجابة لشهواتها ومعاندتها هو السبيل الوحيد لكبح جماحها والسيطرة عليها . يقول السيد صداقت : وكلام السيد الكشميري يطابق كلام السيد القاضي في أنّ المسافة بين هذا المكان والجنة هي خطوة واحدة , الخطوة الأولى اسحق بها هوى النفس والخطوة الثانية ستكون الجنة .
ويقول السيد صداقت أيضاً : قيل للسيد الكشميري يوماً : كُتب في حالات أحد العرفاء أنّ قلبه كان يشتهي الماء البارد ولكنّه سحق على نفسه ولم يُذقها طعم الماء البارد عشرين عاماً . فقال : الله أكبر , من المهم جداً أن لاتُترك النفس وماتشتهي .
وأمّـا الذكر :
الذي هو الركن الثالث من أركان معرفة النفس فقد أكّد عليه القرآن الكريم في مواضع عديدة , منها قوله تعالى : ﴿ وأذكر ربّك كثيراً وسبّـح با لعشي والإبكار ﴾ . وقوله تعالى : ﴿ واذكر ربّـك في نفسك تضرعاً وخفية﴾ وقوله تعالى : ﴿ يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكراً كثيراً ﴾ .
وأما كيف يكون ذكر الله تعالى مفتاحاً لمعرفة النفس فقد قال تعالى : ﴿ ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم ﴾ . وقال الرسول الأكرم من عرف نفسه فقد عرف ربّه ) . وهكذا تكون معرفة النفس سلّماً لمعرفة الربّ تبارك وتعالى .
ومن هنا كان تأكيد السيد الكشميري وبقية أساتذة العرفان المواظبة المستمرّة على ذكر الله تعالى في كل حال في الشدة والرخاء , والسراء والضراء , والغنى والفقر , والصغر والكبر , والصحة والمرض , والخلاء والملاء , وبكلمة مختصرة على السالك الحضور الدائم في حضرة الحق تبارك وتعالى . ولذلك كان حريصاً أيضاً على تطهير نفوس تلاميذه من أوساخ الغفلة عن ذكر الله عز وجل ويصف لهم العلاج اللازم للتخلص من حديث النفس ووساوس الشيطان . وفي جواب سؤال : ما هو الذكر الذي ينبغي العمل به لنفي الخواطر ؟ قال : ذكر " لا إله إلا الله " .
وأكّد أيضاً على تنبيه السالك إلى حالة الانقباض التي تحصل من الأذكار وبيّن له مكائد الشيطان في بداية طريق السلوك ليصرفه عن الذكر , يقول السيد صداقت : كان رأي السيد الكشميري وخاصة لأولئك المبتدئين في السلوك أنّ للنفس الأمارة والشيطان تأثيراً كبيراً على السالك , فانّ من كان في أوائل السلوك تكون صادراته ووارداته كثيرة جداً , ويترتب على ذلك أحياناً أنّ السالك لا يحصل على نتيجة من أذكاره ابتداءً .
وعندها توسوس له نفسه الأمارة والشيطان بأنّك غير مؤهل لهذا الطريق وغير لائق للذكر ولا يمكن أن تصير إنساناً , وإنّ استمرارك في هذا الطريق لا فائدة وراءه , حينئذ تحدث حالة القبض عند السالك . كما كان السيد الكشميري ينصح السالك في ابتداء أمره بالعزلة عن الناس ما استطاع إلى ذلك سبيلاً , يقول السيد صداقت : رأي السيد الكشميري للسالكين في ابتداء السلوك أنّه كلّما كثر اهتمامهم وانشغالهم بالناس كان وضعهم أكثر سوءً , ولكن عندما يصل السالك إلى درجة معيّنة فحينئذ لا يؤثّر عليه الاهتمام بهم .
وقد ذكرنا بعض أطراف الحديث عن هذا الموضوع في فصل " الأذكار والأوراد " ونشير هنا إلى بعض المسائل التي لم تذكر هناك :
إن أهم ما يواجه السالك من آثار الذكر هي حالة القبض والبسط التي تحصل له نتيجة لبعض الأذكار أو الحالات , بل أنّ حالة القبض والبسط قد صنفت العرفاء إلى صنفين , فيغلب على صنف منهم حالة القبض , بينما يغلب على الصنف الآخر حالة البسط , وكان السيد الكشميري من الصنف الأول .
يقول الشيخ الناصري أحد تلامذة السيّد الكشميري : كانت تحصل للسيد الكشميري حالة القبض بسبب تكرار الأسماء . وهذا ما أوقع الكثيرين في الخلط واستنتج استنتاجات خاطئة عن سيرة أصحاب الأذكار ,فيقولون إنّ الأذكار تجعل الإنسان سيء الخلق وتُذهب منه حالة التعادل والتوازن . وهذه استنتاجات خاطئة فإنّ الذكر هو علاج لجميع المشكلات , و لكن لابّد من حدوث حالة القبض والبسط للسائرين في هذا الطريق , ومن الممكن أن يقال : إنّ طريقة السيد الكشميري تقتضي القبض غالباً , وكان ينعزل عن الناس في ساعات القبض .
ويواصل الشيخ الناصري حديثه قائلاً : إنّ آثار القبض أكثر من آثار البسط , انظروا إلى القرآن الكريم سترون أنّ اكثر الأنبياء كان دعاؤهم مستجاباً وهم في حالة القبض , فمثلاً قوله تعالى :﴿ كهيعص * ذكر رحمة ربك عبده زكريا * إذ نادى ربّه نداءً خفياً * قال ربّ إنّي وهن العظم منّي واشتعل الرأس شيباً ولم أكن بدعائك ربّ شقياً ﴾ . فسياق الآيات يحكي أنّ دعاء زكريا كان في حال القبض وانقطاع الأمل . وكثيراً مايستجاب دعاء المؤمن إذا كان في حال القبض . والإنسان في حال البسط لايرى مشكلة لكي يدعو من أجل حلّها أو يطلب شيئاً آخر , وإذا نظرنا إلى سيرة الأنبياء والأولياء وأهل الكمال فإنّنا نجد حالتي القبض والبسط مستمرّة معهم إلى أواخر حياتهم . وهذا القبض هو الذي يبعث الإنسان نحو الحركة . ومن النادر أن نجد ولياً يعيش حال البسط بشكل دائم . وكان يأتي إلى السيد الكشميري أحياناً بعض السالكين الذين عاشوا في حال القبض سنوات عديدة فكان السيد يبيّن لهم أفضلية القبض على البسط . فالقبض يبعث على الحركة , ويبعث على الدعاء , وفيه بركات اُخرى كثيرة , غاية الأمر أنّ القبض إذا لم يصحبه البسط فانّه يكون متعباً , ومن كان من أهل العمل بالأسماء فانّه يستطيع بواسطتها السيطرة على حالتي القبض والبسط . ومن الأمور المهمة الاُخرى التي يؤكد عليها السيد الكشميري في مسألة الذكر هي ذكر اليونسية في السجود .
وعندما يكون العبد أقرب إلى الله عز وجل وهو ساجد فمن الطبيعي حينئذ أن تكون السجدة أفضل وسيلة في طي مراحل السلوك . يقول السيد الكشميري : لقد صار إبليس سيء الحظ في الدارين بسبب امتناعه عن السجود لآدم , ولهذا فهو يتضجر من السجود ويجب على السالك عدم ترك السجود , وقد كانت سيرة الأئمة والأولياء على ذلك . وعندما توفي الآخوند الملا حسين قلي الهمداني سُئلت زوجته : ماذا رأيتي من الآخوند ؟ قالت : لقد كان دائماً في حال السجود .
وعندما كان نجل السيد أحمد الكربلائي في حال الاحتضار وقد اجتمع حوله مجموعة من العلماء , كان السيد أحمد الكربلائي مستغرقاً في سجوده في قبو الدار وكأنّ شيئاً لم يحدث , وبعد انتهاء مراسم دفن ولده ذهب على قبره يقرأ له الفاتحة .
وقال أيضاً : لقد كانت للأئمة سجدات , منها سجدة الإمام موسى بن جعفر التي يقول فيها : " إلهي عظم الذنب من عبدك فليحسن العفو من عندك " . وهي سجدة جيدة جداً . وإذا اُتي بذكر اليونسية ( لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ) في السجود من بعد صلاة العشاء إلى اُخر ظلام الليل مع مراعاة شرائطها فإنّها توصل السالك إلى حالة التجرد الروحي .

وقد كان جدّنا السيد حسن الكشميري صاحب سجدة طويلة جداً بحيث أنّ عائلته كانت تغطيه بالبطانية أو بقطعة من قماش .
وكان المرحوم السيد علي القاضي أيضاً كثير السجود , وقد ذهبت يوماً إلى منزلة فرأيته في حالة السجود , وقد كانت سجدته طويلة إلى درجة أنّي خرجت من الدار وهو لا زال في سجوده .
وكان المرحوم السيد هاشم الحداد أيضاً كثير السجود يكرر فيها ذكر اليونسية . وكان يأتي بذكر " يا الله يا إله ياربّ " في سجدة تستغرق ساعة كاملة , وهي مؤثرة في تقوية الروح والقلب .
وجاء في كلمات السيد أحمد الكربلائي : آت بالسجدة المعهودة ( ذكر اليونسية ) في كل ليلة بعد صلاة العشاء.
وكان الشيخ محمد البهاري يقول : إذا استطعت أن تأتي في كل ليلة بسجدة طويلة فافعل ... وطبعاً مع حضور القلب .
ويقول السيد صداقت : كانت سيرة السيد الكشميري بعد كل صلاة أنّه يضع جبهته على التربة ويقول ثلاث مرات : الحمد لله , ثم يضع خده الأيمن على التربة ويقول ثلاث مرات : شكراً , ثم يضع خده الأيسر على التربة ويقول ثلاث مرات : استغفر الله .
وعندما سُئل عن هذه السجدة قال : لقد صار ابراهيم خليلاً لله بهذه السجدة . ويقول الإمام الصادق : إنّما اتّخذ الله إبراهيم خليلاً لكثرة سجوده على الأرض . وقد جاء في التاريخ : إنّ إبراهيم قد فارق الحياة وهو ساجد .
وأخيراً فإنّ منهج السيد الكشميري في معرفة النفس هو نفس منهج السيد علي القاضي , يقول السيد الكشميري : إن إرشادات السيد القاضي في معرفة النفس ومعرفة الرب كانت مؤثرة جداً . ويقول السيد صداقت : من الصحيح أنّ السيد الكشميري استفاد من الشيخ مرتضى الطالقاني في الأخلاق , وعاشر آخرين وأخذ عنهم , ولكن تأثّره الأصلي كان بالسيد علي القاضي , أي أنّ أكثر المسائل التي بيّنها كانت في معرفة النفس , وطريقته ومنهجه هي نفس طريقة ومنهج السيد علي القاضي .


نسألكم الدعاء

اللهم اجعلنا من شيعة الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها ولا تفرق بيننا وبينهم في الدنيا والآخرة


توقيع خادم الزهراء

قال الرسول صلوات الله عليه وآله : ( إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم وأكثروا من سبهم والقول فيهم والوقيعة ، وباهتوهم كيلا يطمعوا في الفساد في الإسلام ويحذرهم الناس ولا يتعلمون من بدعهم ، يكتب الله لكم بذلك الحسنات ويرفع لكم به الدرجات في الآخرة ) .

قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه : يا سلمان نزلونا عن الربوبية ، وادفعوا عنا حظوظ البشرية ، فانا عنها مبعدون ، وعما يجوز عليكم منزهون ، ثم قولوا فينا ما شئتم ، فان البحر لا ينزف ، وسر الغيب لا يعرف ، وكلمة الله لا توصف ، ومن قال هناك : لم ومم ، فقد كفر.
اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف رسولك
اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك
اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني
قال إمامنا السجاد زين العابدين صلوات الله عليه:
إني لأكتم من علمي جواهره * كيلا يرى الحق ذو جهل فيفتتنا
وقد تقدم في هذا أبو حسن * إلى الحسين وأوصى قبله الحسنا
فرب جوهر علم لو أبوح به * لقيل لي : أنت ممن يعبد الوثنا
ولاستحل رجال مسلمون دمي * يرون أقبح ما يأتونه حسنا

للتواصل المباشر إضغط هنا لإضافتي على المسنجر



رد مع اقتباس