[جارية العترة]

أخي الموالي هلمّ لنقرأ سويا مجلس وفاة النبي (ص) والتحاقه بالرفيق الأعلى :
قام رسول الله ( ) فدخل بيت أم سلمة وهو يقول : ربِّ سلِّم أمةَ محمدٍ من النار ، ويسِّرْ عليهم الحسابَ .
فقالت أم سلمة : يا رسول الله ، ما لي أراك مغموما متغير اللون؟!
فقال النبي (ص) : نعيت إلي نفسي هذه الساعة ، فسلام لك مني في الدنيا ، فلا تسمعين بعد هذا اليوم صوت محمد أبدا .
فقالت أم سلمة : واحزناه حزناً لا تدركه الندامة عليك يا محمداه .
ثم قال ( ) : ادعي لي حبيبة قلبي ، وقرة عيني فاطمة تجيئ .
فجاءت فاطمة ( ) وهي تقول : نفسي لنفسك الفداء ، ووجهي لوجهك الوقاء يا أبتاه ، ألا تكلمني كلمة ؟ فإني أنظر إليك وأراك مفارق الدنيا ، وأرى عساكر الموت تغشاك شديدا .
فقال لها النبي (ص) : يا بنية ، إني مفارقك ، فسلام عليك مني .
قالت : يا أبتاه ، فأين الملتقى يوم القيامة ؟
قال النبي (ص) : عند الحساب .
قالت : فإن لم ألقَكَ عند الحساب ؟
قال النبي (ص) : عند الشفاعة لأمتي .
قالت : فإن لم ألقَكَ عند الشفاعة لأمتك ؟
قال النبي (ص) : عند الصراط ، جبرائيل عن يميني ، وميكائيل عن يساري ، والملائكة من خلفي وقدامي ينادون : ربِّ سَلِّمْ أمَّةَ محمّدٍ من النار ، ويسر عليهم الحساب .
فقالت فاطمة ( ) : فأين والدتي خديجة ؟
قال النبي (ص) : في قصر له أربعة أبواب إلى الجنة .
ثم أغمي على رسول الله ( ) ....
فدخل بلال وهو يقول : الصلاة رحمك الله ،
فخرج رسول الله ( ) وصلى بالناس ، وخفف الصلاة .
ثم قال : ادعوا لي علي بن أبي طالب وأسامة بن زيد ، فجاءا فوضع ( ) يده على عاتق علي ( ) ، والأخرى على أسامة ..
ثم قال النبي (ص) : انطلقا بي إلى فاطمة .
فجاءا به حتى وضع رأسه في حجرها ..
فإذا الحسن والحسين ( عليهما السلام ) يبكيان ويصطرخان وهما يقولان : أنفسنا لنفسك الفداء ، ووجوهنا لوجهك الوقاء .
فقال رسول الله ( ) : من هذان يا علي ؟
قال : هذان ابناك الحسن والحسين .
فعانقهما وقبلهما .!!!!!!
وكان الحسن ( ) أشد بكاء ..
فقال له النبي (ص) : كُفَّ يا حسن ، فقد شَقَقْتَ على رسول الله .
فنزل ملك الموت ( ) !!!!!!!!!!!
فقال : السلام عليك يا رسول الله .
قال النبي (ص) : وعليك السلام ، يا ملك الموت ، لي إليك حاجة ..!!!!!
قال : وما حاجتك يا نبي الله ؟
قال النبي (ص) : حاجتي أن لا تقبض روحي حتى يجيئني جبرائيل ( ) فيسلم عليّ وأسلِّمُ عليه .
فخرج ملك الموت وهو يقول : يا محمداه ..
فاستقبله جبرئيل في الهواء ، فقال : يا ملك الموت ، قبضت روح محمد ؟
قال : لا يا جبرائيل ، سألني أن لا أقبضه حتى يلقاك فتسلِّمَ عليه ويسلِّمَ عليك .
فقال جبرئيل : يا ملك الموت ..
أما ترى أبواب السماء مفتحة لروح محمد
أما ترى الحور العين قد تزين لروح محمد ؟
ثم نزل جبرائيل ( ) فقال : السلام عليك يا أبا القاسم .
فقال النبي (ص) : وعليك السلام يا جبرائيل ، ادنُ مني حبيبي جبرائيل ، فدنا منه ،
فنزل ملك الموت فقال له جبرائيل : يا ملك الموت ، احفظ وصية الله في روح محمد ..
وكان جبرائيل عن يمينه وميكائيل عن يساره وملك الموت آخذ بروحه ( ) .............
فلما كُشِفَ الثوْبُ عن وجهِ رسولِ الله ( ) نظر إلى جبرائيل ( ) ، فقال له : عند الشدائد لا تخذلني !
فقال : يا محمد ، إنك ميت وإنهم ميتون ، كل نفس ذائقة الموت .
يااللـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــه ما حالنا نحن إذا كان نبي الرحمة صلوات الله عليه وآله يقول لجبرائيل : عند الشدائد لا تخذلني يعني لا تتركني .. فيا اللـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــه عند الشدائد لا تتركنا ....
اللهم صلِ على محمد وآل محمد وارحمنا في الدنيا وارحمنا عند نزع الروح منا .. وارحمنا إذا توفيتنا .. وامر ملك الموت أن يرفق بنا عند نزع أرواحنا منا ..
أخي المؤمن : الدنيا ساعة اجعلها طاعة .. أطال الله أعماركم وعمري في طاعته ..

منقول عن صفحة سماحة الشيخ محسن الفقيه