منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - جمال يا جميل الخصال
عرض مشاركة واحدة

سيد جلال الحسيني
الصورة الرمزية سيد جلال الحسيني
طالب علم متخصص في الحديث
رقم العضوية : 3866
الإنتساب : Feb 2009
الدولة : النجف الاشرف مولدي
المشاركات : 2,567
بمعدل : 0.44 يوميا
النقاط : 299
المستوى : سيد جلال الحسيني is on a distinguished road

سيد جلال الحسيني غير متواجد حالياً عرض البوم صور سيد جلال الحسيني



  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : أرشيف تفسير الأحلام ( السيد جلال الحسيني )
افتراضي جمال يا جميل الخصال
قديم بتاريخ : 21-Feb-2012 الساعة : 04:49 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


(جمال يا جميل الخصال )
جمال ؛ زميل كان يدرس معي في كلية العلوم في الاعظمية في تلك الايام وفي نفس القاعة التي ادرس فيها ؛ حدثت لي معه مواقف جميلة قبل ان اترك الجامعة وسانقلها لكم هنا:
كان معنا في الكلية شاب اسمه جمال وسبحان الله كان اسماً على مسمى فقال لي يوما من الايام الدراسية صديق حبيب واسمه ابراهيم والان هو في احدى الدول الغربية ولازال اخوانه في العراق
قال لي: سيد اتعرف جمال في الشعبة التي انت فيها ؟؟
قلت : لا؛ وما به ؟ قال: انه ابن ضابط عراقي توفي ابوه وهو لازال شابا ؛ والان هي احسن فرصة لان تهديه للايمان .
فقلت له: ولماذا لا تسعى انت ؟
قال: لان جمال هذا ابتلاه الله بالجمال فيصعب ان نقاوم نزوات نفسه وشهواتها مع الغانيات اللواتي يجرجرنه من تلابيبه فقلت له: سافكر بالموضوع
وبالليل ذهبت الى الكاظمية وطرقت الباب فخرج اخوه وهو اصغر منه واسمه رياض فقلت له: اين جمال؟
قال : خارج الدار. فقلت له : كنت احتاج الى المحاضرة التي القيت اليوم في الجامعة ولم اكتبها.
فقال: ادخل الى ان ياتي فقلت له: لا احبذ ذلك .
فقال : ان امي هي التي تقول لا تدع صديق جمال يذهب الى ان ياتي اخوك فاغتنمت الفرصة ودخلت الى البيت وتركت اي حديث جدي معه الا مجموعة نزيهة من النكات والطرائف المضحكة فاعجب رياض بما سمع وهو غرقان في الضحك وعيونه تدمع الى ان جاء جمال ؛ ولكنني شكرت الله ان غرست شجرة الود في قلب رياض وانتظرت ازهارها العطرة ...
؛ فلما جاء جمال وكنت على وشك الذهاب استغرب من عثوري على عنوان بيتهم وكذلك تعجب من قدومي اليهم ؛ فنظر اليّ نظرات مندهش من المفاجئة ؛ فشققت جدار الصمت بهدوء كامل غير مكترث لدهشته ؛ لان الانسان الهادف لايهمه ما سيكون مواجهة صيده الذي يبغيه ؛ فقلت له : اخ جمال المحاضرة التي كتبتها في القاعة هل يمكن ان انقلها منك؟ قال: نعم ساتيك بها ؛ وهنا فاح شذى زهرتي التي ترعرعت في رياض ؛ وبان ورود شجرتي التي غرستها في ارض حسن الخلق وسقيتها ببشاشة الوجه؛
قَالَ امير المؤمنين : صَدْرُ العَاقِلِ صُنْدُوقُ سِرِّهِ وَ الْبَشَاشَةُ حِبَالَةُ الْمَوَدَّةِ وَ الِاحْتِمَالُ قَبْرُ الْعُيُوبِ وَ رُوِيَ أَنَّهُ قَالَ فِي الْعِبَارَةِ عَنْ هَذَا الْمَعْنَى أَيْضاً الْمَسْأَلَةُ خِبَاءُ الْعُيُوبِ وَ مَنْ رَضِيَ عَنْ نَفْسِهِ كَثُرَ السَّاخِطُ عَلَيْهِ
حيث قال رياض مستنكرا فعل اخيه جمال : (عمو ليش بالباب تعال ادخل اذا افتهمت امي ستتالم) فاستحى جمال وقال ادخل ؛ وان كان قوله هذا صدر من حنجرة تكسرت فيها قوارير غروره فكدت اسمع صعقات انكسارها بنبرات صوته ؛ لكنني تجرعتها برحابة الصدر ودخلت للدار وكتبت المحاضرة فاسرع رياض بصحن الشاي الذي كنت اتمتم داعيا ربي تعالى ان التقي بجناب الشاي لانه للعاشقين والهادفين حبل يصل الزمن بالمحبوب بجرجرت الجرعات البطيئة لاماطل عقارب الساعة لعلي احظى بجلسات اطول ؛ لكن مع الاسف ان الجو الجامعي قد اشاع غيوم سوداء عني بان هذا السيد معقد لايمزح مع الفتيات ولا يصافحهن وان له اخلاق صعبه وكأنه كما في المثل العراقي قد دخل في الابريق ولم يُخرج راسه منه كي لايمسه غبار المعصية ؛ سبحان الله ؛ وانا اشعر بان رياض يحب بقائي وجمال يحب ان ينفّرني خوف ان اكون جدارا بينه وبين نعومة افكاره ولطافة الجو الجامعي.


قلت في نفسي : اعطيك الحق يا جمال وكل الحق لانك لم تذق طعم الهنا والعافية في رحاب المعاني السامية لترفع مـأذنة في قلبك تسمع منها اصوات الحور الحسان وهن ينادينك: ورضوان من الله اكبر فتتمتع روحك وجوهر ذاتك بندائهن الخالد لتندفع الى رحاب احضان زوجة طيبة طاهرة تحتويك وتحتويها؛ غصنان ملتفة حول بعضها منتظرة تولد بلابل العشق التي ستحط على هذين الغصنين السعيدين .
وفي يوم غد عندما التقيت بجمال وقد جعلت حلا لكل مواجهة محتملة منه واذا به في اول لقاء معه كان مقطب الوجه عبوسا وكأن جماله صار لي عنوانا للاشمازاز مني ؛ لكنني تذكرت ان لي في بيتهم شجرة موردة قد ترعرت وازهرت فتناسيت منه هذا التقطيب والعبوس وعرفت قد يكون بفعله هذا يريد ان يبين للفاتنات ان لا علاقة له مع سماحة المعقد الذي تتنفر منه الطباع الخفيفة التي تطرب لكل وتر وعود ؛ فقلت في نفسي:
ايهن يا جمال لو كنت تعرف اين اللذة التي تنعش الروح لتركت الانتعاش بشهوات من تبدي لك الابتشاش ؛ اللذة هي التي يلتذ من لذتها كل لذة ؛ لذة مع خالق اللذات والذي تنجيك لذته من هادم اللذات ؛ لكن يحتاج قلبك ان اصقله وازيل منه ما يشينه ؛ لاباس من اجلك يا رياض اتحمل عواصف الرمال من خدود جمال المقطبة في وجهي المرح بتفائله لنجاتك يا جمال.
فاخذت اتجاذب معه الحديث؛ من جانبي تهب نحوه رياح الربيع الجذاب بشذاه وعطره المشتاق ومن جانبه هبوب عواصف ثلجية تجمّد كل رابطة اخوية ؛ وكان يعتقد ان المعقد ساقط في كل امتحان لان روحه لا تمتزج بالدرس والتحصيل بينما الشاب الذي انبسط مع من يحب فتفتت عقده؛ فهذا هو الناجح في الامتحان ببركة تلك الابتسامات التي تهب مع ريح الوساوس المنقولة مع نفثات الشياطين .
اتفق ان قال استاذ الالكترونيك غدا عندكم امتحان استعدوا فانه مهم .
سبحان الله ؛ هنا التجأ قلبي لمفرّج كل هم وغم ؛ امامٌ سُجن ليفرج عن شيعته؛ وتحمل الهمّ ليكشف الكرب عمن احبه؛ سيدي ؛ حبيبي؛ قلبي ؛ روحي؛ امامي موسى بن جعفر فقلت في نفسي:
الدرجة الامتحانية الآن لها في عالم المعنى سمو وعالى الدرجات؛ لاينفع مستواي الهابط لان بهذه الدرجة اريد ان افرش الطريق في دهليز اهدافي مع جمال فهرعت الى كهف اللاجئين ومن يسمعني قبل ان اُسمع نفسي ويراني قبل ان اراها وعالم بحاجتي قبل ان ابثها ويحفظ ماء وجهي قبل ان اريقه ومن مثل امامي ؟
الله اكبر
قلت في نفسي : اهو امي .. لا.. لا.. بل هو ارأف منها واحن ّ
نحن الشيعة كالسمكة التي تلعب بالماء فرحة وهي غافلة عن نعمة الماء الزلال ؛ وها نحن مثلها فرحين في رياض ائمتنا وعن نعمة وجودهم غافلين؛ اول لحظة نصاب بمدلهم من امرنا ؛ صوبنا النظرات اليهم باطراف اعيننا فنجدهم وقد مُدت ايديهم الينا لاحتضاننا قبل الهمّ بالقفز الى احضانهم....
السلام عليكم يا اهل البيت ومعدن الرحمة الربانية؛
السلام عليكم يا من تجلت فيكم اسماء الله الحسنى .
فذهبت واقفا بباب الصحن الشريف وقلت في نفسي :


من انا لكي اتوقع اجابة دعائي ؛ وكل خلية من بدني قصّرت في سجدة الشكر لصانعها ؛ وشاكست بعصيانها المنعم لها ؟!
وقد تجد الامام يجيب دعوات الكثير من القرويين والبسطاء قبل ان يستجيب دعاء واحد لمن يدعي الفهم والثقافة ؛ لان ذلك يجد نفسه متواضعا قهرا لانه لا يملك في نفسه شيئ يعتز به الا الافتخار بامامه ؛ وانا المثقف الذي ادعي عندي علم الاولين والاخرين ولي مقام لثقافتي قد يوكلني امامي لغروري واعتزازي بجهلي الذي اتصوره علما في قبال امامي الذي لم يكن كل العلوم في بحر علمهم الا كرطوبة علقت برأس ابرة او دونها .
لذلك تركت نفسي وادعائها ووقفت مستجديا لعطف امامي من خلال الاكف التي بدت ترتعش لقرب اللقاء مع امواج النور في الفردوس الاعلى . وما ان شاهدت عجوزا الا وذهبت مسرعا اليها وانا اقول باللهجة العراقية :
خالة :؟
العجوز :ها يمّه شتريد !!
خالة: عندي مشكلة اريدج تدعيلي عند الامام
العجوز : يا يمه سوده عليه هسه اروح واطلب حاجتك.
ومن بعيد لاحظت رجلا كبير السن قد اغرورقت عيناه بالدموع ونظراته محلقة نحو تلعلع النور الذهبي من القبة المباركة هرعت اليه :
بوي :سلام
الزائر: وعليكم السلام اوليدي
عمي : اريد منك حاجه
الزائر : قول خادمك عمي
عمي: اريدك تطلب حاجتي من امامي .
الزائر : رَيَّح بالك عمي حاجتك مقضية الان راح اطلبه من الامامين .
وهكذا بقيت اتوسل بهذا وارجو تلك والكل يغادرني وهو مهموم لحاجتي
فلما اطمئننت ان حاجتي قضيت باذن الله تعالى ؛ لان الامام برافته يكفيه اقل مما عملته لكن خوفي من ان لا تنجح خطة الانقاذ لجمال اصررت ملحّا بهذا الالحاح على اماميّ الجوادين الكاظمين روحي فداهما . وعندما رجعت الى القسم الداخلي كنت تعبانا وقد انشغلت بالتوسل باماميّ عليهما السلام فلن اقرء شيئا من مواد الامتحان وكانت مواد صعبة ويجب ان ننجزها في المختبر وبرعاية الاستاذة (الست شذى) وكانت مسؤلة المختبر وهي استاذة متبرجة تماما ؛ المهم نمت تلك الليلة وفي الغد لم اوفق لحضور الامتحان خوف ان تكون درجة الامتحان قليلة وساخزى امام جمال وهنا الطامة الكبرى لاني ساحرم حتى من لقاء رياض واقتطاف المعطر من الورد والازهار؛ بينما مع عدم حضوري ستكون علة عقلائية لعدم نيلي الدرجة المتفوقة عليه .
للمزيد من مواضيعي