منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - كتاب انتظار الخطوبة اذاب قلبي - النسخة الجديدة
عرض مشاركة واحدة

سيد جلال الحسيني
الصورة الرمزية سيد جلال الحسيني
طالب علم متخصص في الحديث
رقم العضوية : 3866
الإنتساب : Feb 2009
الدولة : النجف الاشرف مولدي
المشاركات : 2,567
بمعدل : 0.44 يوميا
النقاط : 299
المستوى : سيد جلال الحسيني is on a distinguished road

سيد جلال الحسيني غير متواجد حالياً عرض البوم صور سيد جلال الحسيني



  مشاركة رقم : 47  
كاتب الموضوع : سيد جلال الحسيني المنتدى : أرشيف تفسير الأحلام ( السيد جلال الحسيني )
افتراضي
قديم بتاريخ : 01-Mar-2012 الساعة : 11:15 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


الفصل 53

(لاتكن دوارا)


وحينما بكى ابن عمي على حالي قال :
ان هذا المبلغ امانه من ابن عمتك حيث قال لي ادفعها لك وانا ابكي حينما اراك هكذا لاني لا اعلم عن مستقبل نفسي واخاف ان يكون مصيري كما اراك امامي.
تعجبت من ابن عمي لانني ما كنت اشعر باني في حاله يرثى لها ليتعوذ بالله منها وانما كنت في نفسي اشعر بسعادة نادرة الوجود حيث اني كنت اتسلق جبل التكامل الوعر ؛ جبل فيه اشواك من اهواء النفس وكلاب مفترسة من مشتهيات الحرام وانا من بين كل ذلك كنت اريد ان اصل الى قمة الجبل حيث القرآن والعترة الطاهرة
قلت له: يابن العم لولا ان والدي يامرني بالمجيئ اليك لما جئت اليك ؛ قال لي والدي انك ستعلمني كيف اتاجر وتقرضني مالا اتجر به وارجعه اليك .
قال ابن عمي : في استطاعتي ان اقرضك ما يعادل 100دولار==في سنة1984م== واذهب لتعمل بها في التجارة
وحينما رجعت الى البيت قالت زوجتي ماذا ستعمل بهذا المال ؟؟
قلت لها : لو اشتري بها بضاعة فسوف يتلف المال لانني لست خبيرا بالشراء والبيع ؛ ثم اذا لم يكن لي دكان فساكون دوّارا بين الناس لبيعها وقد قال الامام :
ِ عَنِ الأَرْقَطِ قَالَ قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ :لا تَكُونَنَّ دَوَّاراً فِي الأَسْوَاقِ وَ لا تَلِي دَقَائِقَ الأَشْيَاءِ بِنَفسِكَ فَإِنَّهُ لا يَنْبَغِي لِلْمَرْءِ الْمُسْلِمِ ذِي الْحَسَبِ وَ الدِّينِ أَنْ يَلِيَ شِرَاءَ دَقَائِقِ الْأَشْيَاءِ بِنَفْسِه ‏.
فقلت للعلوية : ولكنني سوف اشتري به دكانا وان كان صغيرا وابدء عملي فيه ان شاء الله تعالى
قالت : كيف تريد شراء دكان بهذا المال وان هذا المال لايكفي؟؟
قلت لها : اقترض من خالي السيد صادق المعلم – رحمة الله عليه - وهو من ذرية السيد نعمة الله الجزائري صاحب الانوار النعمانية وغيرها من الكتب لانه رجل معروف بالاحسان !!
قالت : الم تنقل لي روايات كثيرة عن ذم الدين ومنها:
عَنْ أَحَدِهِمْ قَالَ يُؤْتَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَاحِبِ الدَّيْنِ ْيشُكو وَحْشَةَ فَإِنْ كَانَ لَهُ حَسَنَاتٌ أُخِذَ مِنْهُ لِصَاحِبِ الدَّيْنِ وَ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ حَسَنَاتٌ أُلْقِيَ عَلَيْهِ مِنْ سَيِّئَاتِ صَاحِبِ الدَّيْنِ الْحَدِيثَ
وعَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ وَهْبٍ قَالَ قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ إِنَّهُ ذُكِرَ لَنَا أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ مَاتَ وَ عَلَيْهِ دِينَارَانِ دَيْناً فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه واله وَ قَالَ صَلُّوا عَلَى صَاحِبِكُمْ حَتَّى ضَمِنَهُمَا عَنْهُ‏ بَعْضُ قَرَابَتِهِ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ذَلِكَ الْحَقُّ ثُمَّ قَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه واله إِنَّمَا فَعَلَ ذَلِكَ لِيَتَّعِظُوا وَ لِيَرُدَّ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَ لِئَلَّا يَسْتَخِفُّوا بِالدَّيْنِ وَ قَدْ مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه واله وَ عَلَيْهِ دَيْنٌ وَ مَاتَ الْحَسَنُ وَ عَلَيْهِ دَيْنٌ وَ قُتِلَ الْحُسَيْنُ وَ عَلَيْهِ دَيْنٌ
وعن امير المؤمنين :
- الدين رق القضاء عتق
- الدين أحد الرقين
- بئس القلادة قلادة الدين‏
فقلت للعلوية : نعم كما تقولين وتنقلين من الروايات وانا ابدا لا ابدء باي عمل ان لم استطع اقناعك بروايات اهل البيت
وانما اعلمك هذه الروايات كي تساعديني في محاسبة النفس وتقفين امامي ان سرت بمسار خلاف القرآن والعترة
ولكن هناك شروط لا يقبح معها الدين ؛ الا يقترض الرسول الكريم صلى الله عليه واله وكذلك امير المؤمنين كما في هذه الرواية :
نَقْلًا مِنْ كِتَابِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ أَنَّ الْحُسَيْنَ قُتِلَ وَ عَلَيْهِ دَيْنٌ وَ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ بَاعَ ضَيْعَةً لَهُ بِثَلَاثِمِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ لِيَقْضِيَ دَيْنَ الْحُسَيْنِ وَ عِدَاتٍ كَانَتْ عَلَيْهِ
ثم الا تسمعي كيف اوصى مسلم بن عقيل الغريب لاداء دينه قبل شهادته ؟؟
حيث ورد انه قال لابن زياد لعنه الله "قال دعني أوصي إلى بعض قومي قال افعل فنظر مسلم إلى جلساء ابن زياد و فيهم عمر بن سعد بن أبي وقاص فقال يا عمر إن بيني و بينك قرابة و لي إليك حاجه و قد يجب عليك نجح حاجتي و هو سر فامتنع عمر أن يسمع منه فقال عبيد الله لم تمتنع أن تنظر في حاجه ابن عمك قال فجلس حيث ينظر إليهما ابن زياد فقال إن علي دينا استدنته مذ وقت قدمت الكوفة سبعمائة درهم فاقضها عني....
قالت : ان الامام له من يؤدي عنه دينه .
قلت لها: صحيح كما تقولين وانا ساقتدي بائمتي حيث ساكتب في وصيتي ان يدفع ديني من هذا الملك الذي ساشتريه.
قالت : ومن يضمن لك ان الورثه لا يخونوا .
تحيرت في اجابة هذا الاشكال في اللحظات الاولى ثم قلت لها : ساقترح طريقة سترضينه.
قالت : وما هي؟
قلت: ساخبر خالي بكل هذا الامر واقترض بشرط ان يبرئ ذمتي ان انا متّ او هو مات .
وهنا ابتسمت العلوية وقالت توكل على الله
فاستخرت الله بالقرآن الكريم
فكانت الايه الكريمة جيدة جدا ومشجعه على الاقدام
بدأت افكر كيف اذهب وماذا اقول لخالي؟
واخيرا قلت: لابد ان اكون معه صريحا واكشف له الواقع والنجاة في الصدق ؛ وحيث اني كنت غريبا جدا عن عالم القرضة والاقتراض فذهبت اليه وسلمت عليه لكنني كنت كأني ذاهب لحرب حاسم او معركة دامية وانا بين الارتعاش من الخجل والارتجاف من النتيجة واخيرا وقفت امام خالي مسلما عليه .
ثم قلت له: خالي انا استخرت الله ان اقترض منك – مايعادل 150دلار- وكانت الاستخارة جيدة ولذلك لابد ان تقرضني وانا ارجع المبلغ متى ما استطعت وبشرط ان تبرئ ذمتي ان مات اي واحد منا
قال خالي- وهو متعجب من اسلوبي الذي ما اظنه سمعه من غيري من المحترفين في عالم الاقتراض وسل الاموال من الاثرياء -


الفصل 54
لايباع البيت

فاجاب خالي - رحمه الله - قائلا: "خالي اقرضك وانا حمّال لك"
«نص عبارته من غير زيادة ولا نقصان»
اخذت المال ورجعت الى البيت
فقالت لي السيدة : لماذا لم نبيع البيت حتى اذا ربحنا الكثير رجعنا فاشترينا بيتأ اخر فقلت لها:
يا سيدة نحن مهما اصابنا من ضيق يجب ان لا نفكر في بيع البيت ولاي سبب كان ولذلك اعتبره الشرع المقدس من مستثنيات الدين .
قالت : وما تعني بمستثنيات الدين ؟
قلت لها : اسمعي هذه القصة عن احد اصحاب الائمة وكان ورعا تقيا متفق على جلالته بين جميع العلماء:
‏ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ ابْنُ أَبِي عُمَيْرٍ رَجُلا بَزَّازاً وَ كَانَ لَهُ عَلَى رَجُلٍ عَشَرَة آلافِ دِرْهَمٍ فَذَهبَ مَالهُ وَ افْتقَرَ فَجَاءَ الرَّجلُ فَبَاعَ دَارا لهُ بِعَشَرَةِ آلافِ دِرْهم وَ حَمَلهَا إِلَيْهِ فَدَقَّ عَلَيْهِ الْبَابَ فَخَرَجَ إِلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَيْرٍ فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ: هَذَا مَالُكَ الَّذِي لَكَ عَلَيَّ فَخُذهُ .
فَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَيْرٍ فَمِنْ أَيْنَ لَكَ هَذَا الْمَالُ وَرِثتهُ؟؟ قَالَ: لا. قَالَ:وُهِبَ لَكَ؟ قَالَ: لا وَ لَكِني بِعْتُ دَارِيَ الفلانِيَّ لاقضِيَ دَيْنِي .
فَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَيْرٍ: حَدَّثَنِي ذَرِيحٌ المُحَارِبِيُّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ أَنَّهُ قَالَ: لا يُخْرَجُ الرَّجُلُ عَنْ مَسْقَطِ رَأْسه بِالدَّيْنِ ارْفَعْهَا فَلا حَاجَةَ لِي فِيهَا وَ اللهِ إِنِّي مُحْتَاجٌ فِي وَقتِي هَذَا إِلَى دِرْهَمٍ وَ مَا يَدْخُلُ مِلْكِي مِنْهَا دِرْهَمٌ
وفي رواية اخرى:
عن عُثْمَانَ بْنِ زِيَادٍ قَالَ قُلْتُ لأَبِي عَبْدِ اللَّهِ : إِنَّ لِي عَلَى رَجُلٍ دَيْناً وَ قَدْ أَرَادَ أَنْ يَبِيعَ دَارَهُ فَيَقضِيَنِي قَالَ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ :
أُعِيذكَ بِاللهِ أَنْ تخْرِجَهُ مِنْ ظِلِّ رَأْسِهِ .
فقالت لي: اذن ماذا ستصنع بالمال ؟
قلت لها : كما قرأت في الرواية المباركة :
* و لتكن دارك أول ما يبتاع و آخر ما يباع
لذلك فلا ابدء باي تجارة ان لم اشتر الدكان ؛ لانني ان استاجرت واصبح بيعي مباركا فسيطمع عادة صاحب الدكان وان لم اربح فمن اين آتي بالايجار لادفعه اليه ؛ ثم ان كثير من اصحاب الدكاكين لا يستطيعون ان يختاروا عملا معينا فيؤجرون دكاكينهم حتى اذا نجح المستاجر في كسبه اخرجه صاحب الدكان ليجلس في مكانه .
الآن وقد عزمت شراء دكان وان كان صغيرا قلت لابد ان استخير لان اهل البيت قالوا :
وسائل‏الشيعة 8 79 7- باب كراهة عمل الأعمال بغير ....
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ : مِنْ شَقَاءِ عَبْدِي أَنْ يَعْمَلَ الْأَعْمَالَ فَلَا يَسْتَخِيرَنِي .
قالت العلوية وهل ستستخير بالقرآن الكريم ؟ او ذات الرقاع او السبحة ؟
قلت لها: لايا سيدة ان هذه الاستخارات بهذا الاشكال التي ذكرتي هي احدى معاني الاستخارة وانما الاستخارة التي لا شك فيها بين الفقهاء جميعا هي الاستخارة بالادعية المنصوصة ومن ثم الاقدام على العمل بتوكل على الله تعالى ؛ او الصلاة ركعتين بنية الاستخارة .
قالت: ما هي الاستخارة بالرقاع ؟
فقلت لها : هي الاستخارة التي وردة عن الامام الصادق وهي اكثر الاستخارات اعتبارا من حيث السند وكَتبَ السيد ابن طاووس كتابا باسم فتح الابواب واكثرمواضيع الكتاب هو في عظمة هذه الاستخارة واهميتها في الغيبة الكبرى لانه كما ورد في التوقيع :
عن كتاب الإِحْتِجَاجُ، قَالَ كَتَبَ الْحِمْيَرِيُّ إِلَى الْقَائِمِ عجل الله تعالى فرجه الشريف يَسْأَلُهُ عَنِ الرَّجُلِ تَعْرِضُ لَهُ حَاجَةٌ مِمَّا لا يَدْرِي أَنْ يَفعَلَهَا أَمْ لا فَيَأْخُذ خَاتَمَيْنِ فَيَكْتُبُ فِي أَحَدِهِمَا نَعَمِ افْعَلْ وَ فِي الآخَرِ لا تَفعَلْ فَيَسْتخِيرُ اللهَ مِرَاراً ثُمَّ يَرَى فِيهِمَا فَيُخْرِجُ أَحَدَهُمَا فَيَعْمَلُ بِمَا يَخْرُجُ فَهَلْ يَجُوزُ ذَلِكَ أَمْ لا؟ وَ الْعَامِلُ بِهِ وَ التّارِكُ لَهُ هُوَ مِثْلُ الاسْتِخَارَةِ أَمْ هُوَ سِوَى ذَلِكَ؟ فَأَجَابَ الَّذِي سَنهُ العَالِمُ فِي هَذِهِ الاسْتِخَارَةُ بِالرِّقَاعِ وَ الصَّلاةِ .
والاستخارة الواردة عن العالم هي :
هَارُونَ بْنِ خَارِجَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ قَالَ إِذَا أَرَدْتَ أَمْراً فَخُذ سِتَّ رِقَاعٍ فَاكْتُبْ فِي ثَلاثٍ مِنْهَا:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ خِيَرَةٌ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ لِفُلانِ بْنِ‏ فُلانَةَ افْعَلْ
وَ فِي ثَلاثٍ مِنْهَا:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ خِيَرَةٌ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ لِفُلانِ بْنِ فُلانَةَ لا تفعَلْ
ثمَّ ضَعْهَا تَحْتَ مُصَلَّاكَ ثُمَّ صَلِّ رَكْعَتيْنِ فَإِذَا فَرَغْتَ فَاسْجُدْ سَجْدَةً وَ قُلْ فِيهَا مِائَةَ مَرَّةٍ :
أَسْتَخِيرُ اللَّهَ بِرَحْمَتِهِ خِيَرَةً فِي عَافِيَةٍ ثُمَّ اسْتَوِ جَالِساً وَ قُلِ:
اللَّهُمَّ خِرْ لِي وَ اخْتَرْ لِي فِي جَمِيعِ أُمُورِي فِي يُسْرٍ مِنْكَ وَ عَافِيَةٍ
ثُمَّ اضْرِبْ بِيَدِكَ إِلَى الرِّقَاعِ فَشَوِّشْهَا وَ أَخْرِجْ وَاحِدَةً وَاحِدَةً فَإِنْ خَرَجَ ثَلاثٌ مُتَوَالِيَاتٌ افْعَلْ فَافْعَلِ الْأَمْرَ الَّذِي تُرِيدُهُ وَ إِنْ خَرَجَ ثَلاثٌ مُتَوَالِيَاتٌ لا تفعَلْ فَلا تفعَلهُ وَ إِنْ خَرَجَتْ وَاحِدَةٌ افْعَلْ وَ الْأُخْرَى لا تفعَلْ فَأَخْرِجْ مِنَ الرِّقَاعِ إِلَى خَمْسٍ فَانْظُرْ أَكْثَرَهَا فَاعْمَلْ بِهِ وَ دَعِ السَّادِسَةَ لا تَحْتاجُ إِلَيْهَا .
وحيث ان الامام الحجة عجل الله تعالى فرجه الشريف امر بالعمل بها في توقيعاته لذلك فان بعض العلماء القدماء يحتاط لها فان خرجت افعل يعمل بها وان خرجت لا تفعل يتجنبها ولا يخالف ذلك .


الفصل 55
الاستخارة ومعناها

قالت : وكيف لا تستخير عند احد اصدقائك ممن تثق بهم ؟
فقلت لها: لانني قرات في كتاب فتح الابواب لابن طاووس بان النيابة غير واردة عن اهل البيت في الاستخارة للاخرين وهذا نص قوله اعلى الله مقامه:
الباب الثاني و العشرون في استخارة الإنسان عن من يكلفه الاستخارة من الإخوان :
اعلم أنني ما وجدت حديثا صريحا أن الإنسان يستخير عن سواه لكن وجدت أحاديث كثيرة تتضمن الحث على قضاء حوائج الإخوان من الله جل جلاله بالدعوات و سائر التوسلات حتى رأيت في الأخبار من فوائد الدعاء للإخوان ما لا أحتاج إلى ذكره الآن لظهوره بين الأعيان و الاستخارات على سائر الروايات هي من جملة الحاجات و من جملة الدعوات فإن الذي يستخير بالرقاع إنما يسجد و يدعو مائة مرة و يرفع رأسه و يدعو أيضا كما قدمناه فاستخارة الإنسان عن غيره داخلة في عموم الأخبار الواردة بما ذكرنا . انتهى
قالت : واي طريق للاستخارة بالقرآن الكريم بحسب بحثك هو اوثق الطرق:
فقلت لها : اول طريق للاستخارة هو الصلاة بركعتين بنية الاستخارة والدعاء الوارد في الصحيفة السجادية وكتاب البحار في باب الادعية ح الجزء 95
قالت انما اعني الاستخارة بالقرآن الكريم
قلت لها : الاستخارة الواردة عن الامام الصادق وهي :
عَنِ الْيَسَعِ الْقُمِّيِّ قَالَ قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ أُرِيدُ الشيْ‏ءَ فَأَسْتخِيرُ اللهَ فِيهِ فَلا يُوفَقُ فِيهِ الرَّأْيُ أَفْعَلهُ أَوْ أَدَعُهُ فَقَالَ انْظرْ إِذَا قُمْتَ إِلَى الصَّلاةِ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ أَبْعَدُ مَا يَكُونُ مِنَ الانْسَانِ إِذَا قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ فَانْظُرْ إِلَى شَيْ‏ءٍ يَقَعُ فِي قَلْبِكَ فَخُذْ بِهِ وَ افْتَحِ الْمُصْحَفَ فَانظرْ إِلَى أَولِ مَا تَرَى فِيهِ فَخذ بِهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى
قالت العلوية : اذن لو انك استخرت ومن ثم خسرت فما فائدة الاستخارة هنا ؟
قلت لها: في الرواية عن اهل البيت ان من عمل عملا بدون استخارة وخسر فلا يؤجر وبعكس من استخار وخسر فان الله تعالى يؤجره وان كان تتصورين اننا لابد ان نربح في كل استخارة هذا يعني اننا اصبحنا نعلم الغيب والله تعالى يقول :
قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلا ضَرًّا إِلا مَا شَاءَ اللهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ
ولكننا بالاستخارة نتوكل على الله تعالى ونعلم ان النتيجة بخيرة الله تعالى وهي من صالحنا وان لم نعلم المصالح الظاهرية فيها لان الله تعالى يختار لنا حسب المصالح من كل الجهات الدنيوية والاخروية والاقتصادية والامنية وووو .
قالت : وما هي الادعية الوارده في الاستخارة ؟
قلت لها :
هناك دعاء في الصحيفة السجادية عن الامام السجاد وسنقرءها معا بشرط ان تتدبري بما يقوله الامام في دعائه :
(1) اللَّهُمَّ إِنِيِّ أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ، وَ اقْضِ لِي بِالْخِيَرَةِ
(2) وَ أَلْهِمْنَا مَعْرِفَةَ الِاخْتِيَارِ ، وَ اجْعَلْ ذَلِكَ ذَرِيعَةً إِلَى الرِّضَا بِمَا قَضَيْتَ لَنَا وَ التَّسْلِيمِ لِمَا حَكَمْتَ فَأَزِحْ عَنَّا رَيْبَ الِارْتِيَابِ، وَ أَيِّدْنَا بِيَقِينِ الْمُخْلِصِينَ.
(3) وَ لَا تَسُمْنَا عَجْزَ الْمَعْرِفَةِ عَمَّا تَخَيَّرْتَ فَنَغْمِطَ قَدْرَكَ، وَ نَكْرَهَ مَوْضِعَ رِضَاكَ، وَ نَجْنَحَ إِلَى الَّتِي هِيَ أَبْعَدُ مِنْ حُسْنِ الْعَاقِبَةِ، وَ أَقْرَبُ إِلَى ضِدِّ الْعَافِيَةِ
(4) حَبِّبْ إِلَيْنَا مَا نَكْرَهُ مِنْ قَضَائِكَ، وَ سَهِّلْ عَلَيْنَا مَا نَسْتَصْعِبُ مِنْ حُكْمِكَ
(5) وَ أَلْهِمْنَا الِانْقِيَادَ لِمَا أَوْرَدْتَ عَلَيْنَا مِنْ مَشِيَّتِكَ حَتَّى لَا نُحِبَّ تَأْخِيرَ مَا عَجَّلْتَ، وَ لَا تَعْجِيلَ مَا أَخَّرْتَ، وَ لا نَكْرَهَ مَا أَحْبَبْتَ، وَ لا نَتَخَيَّرَ مَا كَرِهْتَ.
(6) وَ اخْتِمْ لَنَا بِالَّتِي هِيَ أَحْمَدُ عَاقِبَةً، وَ أَكْرَمُ مَصِيراً، إِنَّكَ تُفِيدُ الْكَرِيمَةَ، وَ تُعْطِي الْجَسِيمَةَ، وَ تَفْعَلُ مَا تُرِيدُ، وَ أَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِير .


توقيع سيد جلال الحسيني



لمطالعة مواضيعي تفضلوا

مؤسسة الإمام الباقر لنشر مؤلفات وأبحاث السيد جلال الحسيني

http://www.noursaqlein.ir