منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - لي في الطفوف منازلٌ ومشاهدُ
عرض مشاركة واحدة

علي كريم الربيعي
شاعر موالي من العراق
رقم العضوية : 9543
الإنتساب : Jul 2010
المشاركات : 405
بمعدل : 0.08 يوميا
النقاط : 196
المستوى : علي كريم الربيعي is on a distinguished road

علي كريم الربيعي غير متواجد حالياً عرض البوم صور علي كريم الربيعي



  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : ميزان شعراء أهل البيت صلوات الله عليهم
افتراضي لي في الطفوف منازلٌ ومشاهدُ
قديم بتاريخ : 03-Mar-2012 الساعة : 02:08 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


لي في الطفوفِ منازلٌ ومشاهدٌ



بكتِ الحروفُ وحنّتِ الأقلامُ = وأتتْ بسودِ ثيابِها الأعوامُ


وانهَدَّتِ الأطوادُ حُزناً للثرى = ونجومُ هذا الكون ُ والأجرامُ


حتى الأسودُ تكبّلتْ في نوحِِها = إذْ ليس في شرعِ الأسودِ زمامُ


وأتى الزّمانُ إلى ضريحكَ مُعولاًً = تُشجيهِ مِن وقع ِ الأسى الأيامُ


في كلِّ ثانيةٍ عويل ٌ دائمٌ = مضتِ القلوبُ إليهِ والأقدامُ


لاالعينُ قدْ هجعتْ ولا قلبٌ ثوى = ولّى الرُقادُ وسارتِ الأحلامُ


لاالشّمسُ قدْ بزغتْ ولا قمرٌ أتى = أمّا النهارُ فحزنهُ الإظلامُ


يرنو إليكَ بطرفهِ متكدّراً = هيهاتِ يُسْعِدُ أصغريهِ كلامُ


إنّ الخطوبَ سهامُها في مهجتي = بئسَ الخطوبُ على الفؤادِ سهامُ


حتى الحنينُ لكربلا لا ينقضي = فإلى رباها سارتِ الأفهامُ


فتكدّرَ الإنجيلُ مِن هذا الجوى = واللوحُ والتوراةُ والإسلامُ


وانهدَّ ركنٌ للعبادِ وحاجزٌ = بعدَ الفراقِ ِومنزلٌ وخيامُ


وتوشّحتْ حلل َ السّوادِ مدائنٌ = وبكربلا تتشرفُ الأقوامُ


مِنْ كلِّ مفجوعٍ الفؤادِ وقومِهِ = في سيرهم ْ تتعانقُ الأعلامُ


بين المدائنِ والطفوفِ ونينوى = وعلى رُباها زادتِ الآلامُ


لي في الطفوفِ منازلٌ ومشاهدٌ = ومخيّمٌ وتلاوةٌ ومقامُ


وفجائعٌ ومدامعٌ وحوادثٌ = ومصائبٌ ونوائحٌ وكِلامُ


لي في الطفوفِ أئمةٌ لولاهُمُ = ماكانَ مكتملاً لديّ دِعامُ


لا بلدةٌ لولاهُمُ ، وهي التي = سُكنتْ، تروقُ ولا البناءُ يُقامُ


هي جنّةٌ وربوعُها دربُ السّما = وشعارُها الإيثارُ والإقدامُ


حازتْ بتيجانِ الشموخِ بقاعُها = وهل المعالي راحةٌ ومنامُ


هي كعبةٌ وطوافُها سبقَ الدُّنا = إنّ المشاعرَ سنّةٌ وقيامُ


ياكربلاءَ النيّراتِ جباهُهُم = تتعاظمين وتهبطُ الأرقامُ


فمداسُ أرجلهُمْ محجُّ قلوبنا = ونعالُهم للوالهين وسامُ


بكِ للفقيرِ حياةُ عزٍّ لمْ تكنْ = يوماً عليها الذُّلُ والإرغامُ


يمسي ويصبحُ في نعيم ربوعِها = أحرارُ هذا الكونِ والأيتامُ


ومَنِ استبيحَ حقوقهم مِن أجلها = غدراً ، بدربِكِ تُقْطَعُ الأرحامُ


ماذا أصوغُ مِن القريضِ ونثرهِ = قدْ فُتَ لي قلبٌ وهُدَّ قِوامُ


لو كمّموا الأفواهَ ما استاءَ الفتى = أملُ الفتى أن تُرفعَ الأكمامُ


مانثرُ أهلُ العشقِ في شرعِ الهوى = زيفٌ، فقدْ نثروا لكي يلتاموا


عارٌ على أهلُ الحجى أنْ يُشترى = هذا اليراعُ ويُقطعُ الإبهامُ


وإذا استوى فيهِ الشريفُ وغيرُهُ = والحافظونَ الدينَ واللّوامُ


والعارفونَ مِن الديانةِ قشرَها = ولهمْ تراويحٌ بها وقيامُ


والمطلِقون على الذقونِ لحائهم = والواقفونَ كأنّهمْ أصنامُ


والخارجونَ على الدُنا في بدعةٍ = وهُمُ إلى طاغوتهم خدامُ


أغلقتُ داري أنْ تحيطَ بوسطهِ = نارٌ يكونُ بها الجميعُ حطامُ


قلبي على دين الرسولِ مُفجّعٌ = مِن بعد ما لعبتْ به الحكامُ


يؤذيهِ أنّ البازَ يُطلعُ مخلباً = أو لا يُرفرفُ للغصونِ حَمامُ


يؤذيهِ أنّ الحرّ يُسلبُ سيفهُ = أو لا يكونُ مع الفتى أرحامُ


عارٌ على ليثُ الوغى أنْ تنزوي = هذي السباعُ وتبرزُ النّعامُ


فخرجتُ في دربِ الحسينِ مُنادياً = إنّ الحسينَ شريعةٌ ونظامُ


نورُ الحسينِ كجدّهِ لا ينجلي = إنْ دامَ ليلٌ واستزادَ غمامُ


لابدَُّ مِنْ ثأرٍ يريحُ قلوبنا = يوماً تكونُ من الجراحِ سهامُ


ودموعُ فخرٍ تلتقي أنهارُها = جهراً ، كما تتعانقُ الآكامُ


بكَ بعد مفترق النفوس ستتّحدْ = كلُّ القلوب وتنتهي الآلامُ


ويطيحُ عرشٌ للظلومِ وجائرٌ = ويزولُ مِن كلِّ الدُّنا الحاخامُ


سيثورُ مِنْ فرعِ الإمامةِ فارسٌ = إنْ طالَ دهرٌ واستتبَّ ظلامُ


إذْ ذاكْ يُرجى بعد طولِ غيابهِ = وتفرُّ مِنْ قبل الظهورِ لئامُ


تباً لآلِ أُميّةٍ في يومها = إنَّ الرسالةَ بالجهادِ تُدامُ


والويلُ للباقين مِن أتباعهِمْ = إنْ حانَ فجرٌ واستقامَ حسامُ


وإذا تقابلتِ الجموعُ بكربلا = زحفاً ، تُحارُ بزحفها الأفهامُ


فانظرْ أبا الشُهداءِِ نهجَكَ لمْ يمتْ = ترتيلُهُ ، وسما به الإقدامُ


وهلِ اختفتْ تلك الخيامُ بكربلا = حتى كأنْ لنْ يعتريها ضِرامُ


نهجٌ رسمتَ براحتيكَ ولمْ يكنْ = يبنيهِ مِنْ غير الحسينِ هُمامُ


كمْ يستنيرُ المؤمنون ويقتدي = في نهجكَ المقدامُ والضرغامُ


فشعارُهُ للحاضرين عزيمةٌ = وبيانُهُ للقادمين َ قيامُ


وبناؤهُ بدمِ الشهادةِ يعتلي = وتُرابُهُ للساجدينَ وسامُ


منهاجُهُ درسُ الملاحمِ في الدُّنا = وقواعدٌ وشهادةٌ وذمامُ


آياتُهُ تُنجي الغيورَ مِن اللظى = تفسيرُها للعارفين إمامُ


شيّدتَ ديناً بالدّماءِ مُعزّزاً = تأوي الملوكُ إليهِ والخُدّامُ


تعلو الشريعةُ والدّماءُ مُهورها = تجثو القلوبُ ببابها والهامُ


نورٌ تجسّدَ في الطفوفِ مُقَدّساً = وتوافدتْ أُممٌ عليهِ زحامُ


ركعَ الإباءُ على ثراكَ مُسبّحاً = ودعائمُ الإيمان ِ والإسلامُ


تتحطمُ الأوثانُ عند سفوحهِ = ومدائنُ الطغيانِ فيه ركامُ


رُسُلُ الإلهِ توافدتْ لمقامِهِ = وبكلِّ حينٍ للحسينِ سلامُ


نادوا بصوتٍ ياحسينُ إلى السّما = وتزاحموا عند الضريح وحاموا


فتناثرتْ تلك المدامعُ للثرى = وتزلزلتْ مِن هولها الأهرامُ


يا بانياً للدين أسوارَ الإبا = هيهاتَ في سورِ الحسينِ قَتامُ


ألقى عليك اللهُ مِن أنوارِهِ = في العرشِ ما يرقى لها الحكامُ


نهضَ الحسينُ فقامتِ الأصحابُ = وأتتْ إليهِ الحمدُ والأنعامُ


وتكدّرتْ شمسُ الضحى مِن يومها = وغدتْ فجائعَ بعدَهُ الأحلامُ


تتفجّعُ الأوطانُ معْ سُكانِها = والأُسدُ والحيتانُ والآرامُ


وعلى روؤس المؤمنين مصائبٌ = وعلى جبينِ الراسياتِ سجامُ


وعلى عوادي الدّهرِ خسّةُ غادرٍ = ويقودُها الإذلالُ والآثامُ


دهرٌ بوائقهُ سهامٌ كلُّها = ومِن الرماحِ ذوابلٌ وعُرامُ


صورُ الأسى تُتلى ، وأفجعُها إذا = نزلتْ بوسط ديارنا الأوغامُ


لبثتْ تصولُ بنا الفجائعُ تارةً = والغدرُ والأحقادُ والإجرامُ


ولقد يُهانُ العبقريُّ بدارهِ = ويُداسُ بيتٌ للجبانِ وهامُ


والحرُّ ليس براكعٍ يوماً لهمْ = يبقى مع الأيامِ وهْوَ عصامُ


أعرفتَ كيف أُديل عن سبط الهُدى = وعلمتَ كيف أُبيحتِ الأصنامُ


زعموكَ شخصاً للرئاسةِ طامعاً = وهلِ الرئاسةُ مشْرَبٌ وطعامُ


فثراكَ في هذا الوجودِ جنائنٌ = للهِ ثمَّ بشخصك استعصامُ


يابنَ الذين إذا الخطوبُ تناوبتْ = قاموا إلى دربِ الجهاد وحاموا


الحائزين على المفاخرِ كلِّها = فازوا ، فلا تيمٌ ولا هَدامُ


قومٌ إذا ذُكرَ الملوكُ وحزبُهُمْ = رجحتْ مناقبُهُمْ وذلَّ هشامُ


سبعونَ في سوح الجهادِ تدرّعوا = حُللَ الإباء فكبَروا مذْ قاموا


صَلَّوا على ظهر المنايا ساعةً = سجدوا على أرض الطفوف وصاموا


فانقادتِ العُليا إليهمْ والدُّنا = شرفاً ، جنانٌ أُزلفتْ ومقامُ


العرشُ مزحومُ الملائكِ حولُهُ = نِعْمَ الخلودُ يحفُّهُ الإكرامُ


ودماءُ صرعى تلتقي أنهارُها = بالمِسْكِ ما نزلتْ به أقدامُ


وجراحُ مَنْ لبوا النداء بكريلا = وعلى الدماءِ مِن الإله سلامُ


جرتِ الدماءُ مِن النحورِ ولمْ يكنْ = قبل الطفوفِ مِن الورى اقدامُ


عزمٌ أطلَّ على الخنوعِ بفكرهِ = فكأنَّ في عنقِ الإباءِ ذمامُ


تتلاطمُ الأحرارُ نحو شموخهِ = وتذلُّ عند ثباتِهِ الأحزامُ


شمسُ الكرامةِ للوجود بنانُهُ = وعلومُهُ للعالمين دوامُ


وسنانُهُ للغادرين مقابرٌ = وقناتُهُ للطامعين حمامُ


وقبابُهُ للقاصدين علامةٌ = وضريحُهُ للمؤمنين مرامُ


وحروفُهُ نهرُ العطاءِ ونهجُهُ = نورٌ إلى كلّ الورى ونظامُ


ولقد لجأتْ إلى ضريحك أرتجي = طباً إلى هذا السقيمُ يدام


وهمومَ دهرٍ لا أطيقُ بحملها = جتى كأنّ صباحَها أعوامُ


إني لتخنقني الهمومُ مع الجوى = ما لاح نسرٌ في السّما وحَمامُ


ومدامعي وقفٌ إليكَ سجمتُها = إنّ الدموعَ على الكرامِ جسامُ


ماذا أُسَطرُ في نضيدي بعدما = كلَّ البنانُ وحارتِ الأفهامُ


هجعَ الجميعُ وما هجعتُ لساعةً = قلبي يطوفُ وغيرُهُ قد ناموا


علي كريم الربيعي " سراج " أكملت الجمعه 2/3/2012 - دبي


رد مع اقتباس