منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - في‌لزوم‌ وجود الإمام في‌المجتمع‌
عرض مشاركة واحدة

fadak
الصورة الرمزية fadak
مشرفة سابقة
رقم العضوية : 9098
الإنتساب : May 2010
الدولة : الجنوب المقاوم
المشاركات : 1,619
بمعدل : 0.30 يوميا
النقاط : 0
المستوى : fadak is on a distinguished road

fadak غير متواجد حالياً عرض البوم صور fadak



  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
افتراضي في‌لزوم‌ وجود الإمام في‌المجتمع‌
قديم بتاريخ : 09-Mar-2012 الساعة : 12:43 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


مناظرة‌ هِشام‌ بن‌الحكم‌ مع‌ عمروبن‌ عبيد في‌لزوم‌ وجود الإمام في‌المجتمع‌
روي‌ الحجّة‌ الكليني‌ في‌ كتاب‌ (الكافي‌) [عن‌ علی بن‌ ابراهيم‌، عن‌ والده‌، عن‌ حسن‌ بن‌ ابراهيم‌، عن‌ يونس‌ بن‌ يعقوب‌ قال‌: كان‌ عند أبي‌ عبدالله‌ (الصادق‌) علیه‌ السلام‌ جماعةٌ من‌ أصحابه‌ منهم‌ حُمران‌ بن‌ أعين‌ ومحمّد بن‌ النُّعمان‌ و هِشام‌ بن‌ سالم‌ و الطّيار و جماعةٌ فيهم‌ هِشام‌ بن‌ الحَكَم‌ و هو شابّ، فقال‌ أبوعبدالله‌ علیه‌ السّلام‌: يا هشام‌! ألا تخبرني‌ كيفَ صنعتَ بعمرو بن‌ عبيدٍ؟
فقال‌ هِشام‌: يا ابن‌ رسول‌ الله‌ إنّي‌ أُجِلّك‌ و أستحييك‌ و لا يعمل‌ لساني‌ بين‌ يديك‌. فقال‌ أبو عبدالله‌: إذا أمرتُكم‌ بشي‌ءٍ فافعلوا.
قال‌ هشام‌: بَلَغني‌ ما كان‌ فيه‌ عمرو بن‌ عبيدٍ و جلوسُه‌ في‌ مسجد البصرة‌، فَعَظُمَ ذلك‌ علی، فخرجتُ إلیه‌ و دخلتُ البصرةَ يومَ الجمعة‌ فأتيتُ مسجدَ البصرة‌، فاذا أنا بحَلْقَة‌ كبيرة‌ فيها عمرو بن‌ عبيد و علیه‌ شَمْلَةٌ سوداء مُتّزراً بها من‌ صوف‌، و شملةٌ مُرتدياً بها، و الناسُ يسألونه‌، فاستفرجتُ الناسَ فأفرجوا لي‌، ثمّ قعدتُ في‌ ءاخر القوم‌ علی‌ ركبتي‌ّ ثمّ قلتُ: أيهّا العالِمُ! إنّي‌ رجلٌ غريبٌ تأذنُ لي‌ في‌ مسألة‌! فقال‌ لي‌: نعم‌!
فقلتُ: أَلَكَ عَيْنٌ؟
فقال‌: يا بُنَيّ أيّ شي‌ء هذا من‌ السؤال‌، و شي‌ء تراه‌ كيف‌ تسألُ عنه‌؟
فقلتُ: هكذا مسألتي‌.
فقال‌: يا بُنيّ سَل‌ و إن‌ كانتْ مسألتُك‌ حمقاء.
قلتُ: أَجِبني‌ فيها.
قال‌ لي‌: سَل‌!
قلتُ: أَلَكَ عَيْنٌ؟
قال‌: نعم‌.
قلتُ فما تصنعُ بها؟
قال‌: أري‌ بها الالوان‌ و الاشخاص‌.
قلتُ: فَلَكَ أَنْفٌ؟
قال‌: نعم‌.
قُلتُ: فما تصنعُ به‌؟
قال‌: أشمّ به‌ الرّائحة‌.
قلتُ: أَلَكَ فمٌ؟
قال‌: نعم‌.
قلتُ: فما تصنعُ به‌؟
قال‌: أذوقُ به‌ الطَّعْمَ.
قُلْتُ: فَلَكَ أُذُنٌ؟
قال‌: نعم‌.
قلتُ: فما تصنعُ بها؟
قال‌: أسمعُ بها الصَّوتَ.
قلتُ: أَلَكَ قَلْبٌ؟
قال‌: نعم‌.
قلتُ: فما تصنعُ به‌؟
قال‌: أُميّزُ به‌ كُلَّما وَرَدَ علی‌ هذه‌ الجوارح‌ و الحواسّ.
قلتُ: أَوَلَيْسَ في‌ هذه‌ الجوارح‌ غنيً عن‌ القلب‌؟
فقال‌: لا.
قلتُ: و كيف‌ ذلك‌ و هي‌ صحيحةٌ سليمةٌ؟
قال‌: يا بُنيّ! إنّ الجوارح‌ إذا شكّت‌ في‌ شي‌ءٍ شَمَّتْهُ أو رأته‌ أو ذاقته‌ أو سمعته‌ رَدَّتْهُ إلی‌ القلب‌ فَيَسْتَيْقِنُ إلیقينَ و يُبْطِلُ الشَكَّ.
قال‌ هشام‌: فقلتُ له‌: فإنّما أقامَ اللهُ القلبَ لشكِّ الجوارح‌؟
قال‌: نعم‌.
قلتُ: لابُدَّ من‌ القلب‌ و إلاّ لم‌ تستيقن‌ الجوارحُ؟
قال‌: نعم‌.
فقلتُ له‌: يا أبا مروان‌ ، فاللهُ تبارك‌ و تعإلی‌ لم‌ يترك‌ جوارحك‌ حتّي‌ جعل‌ لها إماماً يُصحِّح‌ لها الصحيحَ و يتيقّنُ به‌ ما شُكَّ فيه‌ و يَتْرُكُ هذا الخلقَ كلَّهم‌ في‌ حَيْرتهم‌ و شكّهم‌ و إختلافهم‌، لا يُقيم‌ لهم‌ إماماً يردّون‌ إلیه‌ شكّهم‌ و حيرتهم‌ و يُقيم‌ لك‌ إماماً لجوارحك‌ تردُّ إلیه‌ حيرتَك‌ و شكّك‌؟!
قال‌: فسكتَ و لم‌ يقل‌ لي‌ شيئاً، ثمّ التفتَ إلی فقال‌ لي‌: أنت‌ هشامُ بن‌ الحكم‌؟ فقلتُ: لا.
قال‌: أَمِن‌ جُلسائِهِ؟
قلتُ: لا.
قال‌: فمن‌ أين‌ أنتَ؟
قال‌: قلتُ: من‌ أهل‌ الكوفة‌.
قال‌: فأنتَ إذاً هو. ثمّ ضمّني‌ إلیه‌ و أقعدني‌ في‌ مجلسه‌ و زال‌ عن‌ مجلسه‌ و ما نطق‌ حتّي‌ قمتُ.
قال‌: فضحك‌ أبو عبدالله‌ علیه‌ السلام‌ و قال‌: يا هشام‌. مَن‌ علمّك‌ هذا؟
قال‌: شي‌ءٌ أخذتُه‌ منك‌ و ألّفتُهُ.
فقال‌: هذا واللهِ مكتوبٌ في‌ صُحُف‌ إبراهيم‌ و موسي‌.
و باعتبار انّ الإمام‌ بمنزلة‌ قلب‌ العالَم‌ و مخّه‌، فانّ سروره‌ و حُزنه‌ سيؤثرّ في‌ جوارحه‌ و أعضائه‌ أي‌ في‌ جميع‌ مخلوقات‌ الله‌ واحداً فواحداً.

رد مع اقتباس